أكدت دراسة أجراها الدكتور حامد زهران أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس، أن انتشار ظاهرة التسول في شوارع القاهرة ، وغيرها من المحافظات ترجع إلى النظام الاقتصادى والتكيف الهيكلى والبطالة وتدنى مستويات الدخول مما يدفع الأفراد إلى التسول وتتصل الأسباب الأخرى للظاهرة بالفقر والأزمات المالية لمحدودى الدخل. أثبتت نتيجة البحث أن 75.9% يتسولون للوفاء باحتياجاتهم الأساسية، 53.1% للاحتياج المادى 26% للجوع، 21% للبطالة. أما الأسباب المتعلقة بفقر الأسرة فقد وجد أن أسر المتسولين تتميز بكثرة أعداد أفرادها، وأمية معظمهم وتدنى مهنهم فضلا عن سوء المسكن، حيث يعيش 40% منهم فى غرفة واحدة كما وجد أن 5.2% من عينة الأطفال المتسولين طردوا من المنزل وأن 22% هربوا لسوء معاملتهم، كما أشارت نتائج الدراسة أن محافظات الوجه البحرى وهى القاهرة والإسكندرية والجيزة والشرقية تحتل مركز الصدارة فى أعداد المتسولين وهو ما يرتبط بارتفاع الكثافة السكانية وتركز الأنشطة الاقتصادية بتلك المحافظات وفى المقابل تقل الظاهرة فى محافظات الوجه القبلى لانخفاض الكثافة السكانية، بالإضافة إلى وجود تقاليد وقيم التكافل الاجتماعى بشكل أكثر رسوخا فى محافظات الوجه القبلى. كما أشارت نتائج الدراسة انعدام الظاهرة فى شمال سيناء للترابط فى العلاقات واختلاف الأنشطة المهنية والاجتماعية التى تنعدم معها البطالة. وخلصت الدراسة ألى أن ظاهرة التسول تطورت تطورا كبيرا خلال الفترة الأخيرة لعدة اعتبارات منها: دخول فئات جديدة إلى عالم التسول ، فالمتسول بعد أن كان يرتدى ملابس ممزقة أصبح يرتدى الملابس العادية وأحياناً الفاخرة ويستوقف المواطنين لكى يحكى لهم قصصا مأساوية لاستدرار عطفهم وبعد أن كان المتسول فى الغالب مريضا أصبحنا نراه بصحة جيدة، كما أن هؤلاء يعتقدون أن هذه الأساليب تعطى نوعا من المصداقية لدى الناس خاصة ارتفاع الأسعار وزيادة الضغوط الاقتصادية. وأشارت الى أن الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الأوضاع الاقتصادية المتردية من أهم أسباب الظاهرة وذلك بالإضافة إلى قصور الجهات المنوط بها الضبط الاجتماعى وعلى رأسها المجالس المحلية والجمعيات الأهلية، حيث إنها لا تقوم بدورها فى تقويم واحتواء هذه الجماعات من المتسولين.