هل يريد الشعب الاسرائيلي أو قطاعات منه علي الأقل السلام مع الفلسطينيين حقا. كلما تم الاعلان عن حل الكنيست الاسرائيلي واجراء انتخابات مبكرة - ولم تكتمل مدته منذ قيام اسرائيل - يتحدث البعض عن عملية السلام باعتبار انها الضحية الاولي لما يسمي "التخبط في عالم السياسة الإسرائيلية". وفي اكثر من مناسبة تطالعنا تصريحات من جهات عديدة تقول ان هناك قطاعات في الشعب الاسرائيلي تريد السلام. وممن يرددون تلك المقولة الباطلة الرئيس الفلسطيني نفسه. لكن الواقع يقول بغير ذلك. فالحكومات الاسرائيلية المتوالية علي اختلاف اتجاهاتها لم تقدم شيئا حقيقيا لعملية السلام علي المسار الفلسطيني. ولا نستثني من ذلك حكومة اسحاق رابين التي وقعت اتفاق غزة اريحا مع الفلسطينيين .فلم يكن هذا الاتفاق سوي كمينا حصلت اسرائيل علي الكثير من الفلسطينيين عن طريقه ولم تقدم لهم شيئا. وطالما ان هذه الحكومات لا تسعي الي السلام .فانها جاءت بالتاكيد بارادة ناخبين لا يريدون السلام. وحتي من يزعمون لأنفسهم انهم دعاة سلام تثبت الوقائع انهم ليسوا كذلك. فالحزب الشيوعي الإسرائيلي مثلا الذي كان يقدم نفسه بعد قيام اسرائيل علي انه حزب يدعو للسلام مع العرب ايد عدوان 1956 ولو تأملنا فكر بعض الجماعات التي تطرح نفسها كجماعات سلام لوجدناها تعتنق نفس الفكر الصهيوني الاستعماري الاستيطاني المتعصب. فهذه الجماعات لم نجدها اعترضت علي مصادرة الارض او تهويد القدس وغيرها. والسبب انها جماعات يهودية لا تختلف فيما بينها علي ان فلسطين حق لليهود دون سواهم .ولايمكن اعتبار الشعب الاسرائيلي شعبا طبيعيا بمقياس الشعوب.