ماذا يعني أن ينشق وزير الحرب والعدوان الإسرائيلي إيهود باراك و3 من وزراء حكومة بنيامين نتانياهو علي حزب العمل المشارك في الائتلاف الحاكم ويسعي الأربعة لتشكيل حزب جديد؟! في الحقيقة لا يعني هذا الانشقاق شيئاً بل هو أمر داخلي لا يهمنا في قليل أو كثير. ومثل هذه الانشقاقات من الأمور المألوفة في عالم السياسة الإسرائيلية.. وتقول النكتة الشهيرة هناك أن اثنين من الإسرائيليين اختلفا فكونا ثلاثة أحزاب. ومهما تعددت الأحزاب اليهودية في إسرائيل فإن هناك حداً أدني من الاتفاق علي أساسيات أهمها استمرار تدفق اليهود إلي فلسطين ليقيموا فيها ويستنزفوا مواردها علي حساب أصحاب الأرض واعتبار القدس عاصمة لهذا الكيان الاستعماري العبري. وكلهم في النهاية مجرمون تلطخت ايديهم بدماء الفلسطينيين والعرب. من هنا فإننا لا نجد مبرراً علي الاطلاق كي يتباري معلقونا في تحليل دلالات هذا الانشقاق وتأثيره علي عملية السلام وغير ذلك لأن عملية السلام ماتت بالفعل وإسرائيل ماضية في عدوانها علي الشعب الفلسطيني وفي رفضها للسلام. وبعض هذه التحليلات توحي بأن اليهود إسرائيل علي أبواب حرب أهلية. وحتي الأحزاب التي تصنف نفسها كأحزاب تدعو للسلام وتدافع عن حقوق الفلسطينيين لن نجدها تختلف كثيراً في حقيقة مواقفها بدليل أننا لم نجد أياً منها يعترض علي مخططات تهويد القدس.