يعاني شباب بجماعة الإخوان المسلمين، من أزمات في الإعاشة والتمويل، خلال تواجدهم في السودان منذ هروبهم من مصر بعد حملة الملاحقات الأمنية التي تلت الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، صيف 2013. وتجددت الأزمة مرة أخرى أمس، الأحد، بعد أن كشف مجموعة من الشباب عن طردهم من مقر إقامتهم بالسودان من قبل المسئولين عنهم هناك، والمحسوبين على جبهة محمود عزت القائم بأعمال المرشد المحبوس حالياً محمد بديع (الحرس القديم). والأزمة التي أزيح الستار عنها في نهاية 2015، تصدرت مجددًا أزمات الإخوان الداخلية، لوقف التمويل عن الطلاب وشكايتهم المتكررة من المسئولين عنهم هناك. وذكر عز الدين دويدار، المحسوب على جبهة الشباب بالإخوان، أن "المطرودين في السودان هم من الإخوان ولم يتركوا الجماعة.. ومن طردوهم ليسوا الإخوان.. بل حفنة قليلة من المتسلقين صعدوا بالمكر والنفاق والنفوذ على كتف الجماعة حتى احتكروا مواردها .. المشكلة ليست بين شباب متضرر وبين الجماعة .. بل بين الإخوان وبين حفنة القابضين على موارد الجماعة". فيما قال مجموعة الشباب الفارين إلى السودان من محافظة الإسكندرية عبر بث مباشر بموقع فيسبوك أن "المهندس حسام الكاشف جاء لنا برسالة من الإخوان على حد تعبيره قال فيها ( بلاغ من الإخوان لكل أخ على حدا ، اللي شايف إن الجماعة كويسة و مفيش فيها أخطاء فهو معنا ، و اللي شايف إن في أخطاء و هيصلح من الداخل فهو معنا ، و اللي شايف إن الناس دي مفيش فيهم رجا و عايز يترك الجماعة فهو وما يرى و له علينا حق الإسلام و حق الاخوة و حق رفقة الدرب و حق التكافل)". وأوضحوا "من حوالي شهرين أو شهر ونصف تم إبلاغنا من خلال أ.مدحت رضوان و م.طارق سيف إن في مجموعة من الشباب يخلوا السكن في خلال 4 أيام و لما سألنا السبب قالوا ( أنكم تبع نحو النور و المكتب العام) و لما مخرجناش عشان مفيش مكان نروح فيه الوضع هدأ لحد أسبوع فات تم إبلاغ الجميع إن السكن هيتم إخلاءه بشكل كامل و السكن هيتم تسليمه للمنظمة و لما سألنا م.طارق سيف بصفته مسئول السكن هنروح فين ياباشمهندس؟ قال (ملناش دعوة اتصرفوا)". وتابعوا: "إخواننا التابعين لمجموعة د. عزت أخلوا السكن يوم الجمعة وإحنا حاولنا نتواصل مع المنظمة عشان نحاول نوصل معاهم لحل و فضلنا قاعدين في السكن لحد ما نوصل لرد.. إمبارح و في سابقة الأولى في سكن إسكندرية و محصلتش حتى أيام انفجار أركويت اللي حصل في الخرطوم إن الأمن يجي يسألنا على جوازات سفرنا و قالنا هاجيلكم بكرة تسلموني الجوازات و جه النهاردة العصر و لم من الإخوة اللي كانت موجودة صور الجوازات وسكرتير المنظمة اليوم طلعلنا قالنا يا تطلعوا يا هجيب الأمن يطلعكم". وكان مئات الطلاب قد أجبروا على الهروب جنوبًا، من الملاحقات الأمنية والأحكام القضائية الصادرة بحق العشرات منهم، حيث كانت السودان قِبلتهم؛ لأن كلفة التعليم في قطر أو تركيا أو ماليزيا أو بريطانيا باهظة للغاية ولا يستطيعون تحملها، وفقًا لمصادر بالإخوان. وتعد أزمة طلاب الإخوان بالخارج جزءًا من من أزمة الإخوان ككل، في الصراع الدائر بين طرفي الصراع داخل الجماعة. وتشهد "الإخوان" أزمة داخلية بين تيارين، أحدهما يتزعمه محمود عزت، نائب المرشد العام للجماعة، القائم الحالي بمهامه، وأخرى جبهة كان يتزعهما محمد كمال عضو مكتب الإرشاد الراحل (قتل برصاص الأمن أكتوبر الماضي)، والمعروفة حالياً ب"المكتب العام (مكتب إرشاد بديل)".