قرار جماعة "الإخوان المسلمين" - جبهة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد – بتجميد عضوية أحمدي قاسم، عضو المكتب التنفيذي لرابطة جماعة الإخوان المصريين في السودان، والنائب البرلماني السابق، كشفت بما لا يدع مجالاً للشك عن عمق الأزمة التي أنكرتها قيادات الجماعة التاريخية. وعلق قاسم على قرار فصله قائلاً: "هذه صورة –عارضا قرار فصله- تعبر بفصاحة عما يحدث فى السودان"، مضيفًا: "دعك من كونه مجهولا، ولا يعرف من وقعه، ولا متى، والوقف المذكور عن ماذا؟ ولأى مدة؟ ولا من هو أمين رئيس المكتب؟ فضلاً عن عدم وجود وظيفة بهذا المسمى عندنا.. هذا قرار باطل هو والعدم سواء.. ولهذا الباطل بقية أو بقايا سأكتب عنها". وقاسم من المحسوبين على المجموعة المعارضة لجبهة محمود عزت، كان قد أثار مجموعة من الخلافات مع المسئولين عن الإخوان المصريين في السودان خلال الفترة الأخيرة، بسبب الإجراءات التي تم اتخاذها ضد شباب الجماعة في السودان. ودأب على توجيه الاتهامات لمحمد الحلوجي المسئول عن الإخوان المصريين بالسودان، وأثار قضية محمد الشريف القيادي الإخواني بالسودان الذي تعرض للاعتقال من جانب السلطات السودانية. وكشف عدد من شباب الجماعة أن أبناء الإخوان في السودان يعانون "الأمرين" هناك ويذلون وينكل بهم من قبل القيادات الإخوانية المتواجدة هناك بسبب الخلافات الفكرية بين أطراف الأزمة في مصر. وقالوا إن قيادات السودان طردت شباب الإخوان المصريين، وأصبحوا يعيرونهم بالأكل والشرب، وحجز جوازات سفرهم، عقابًا لهم على مخالفتهم جبهة محمود عزت. واستقبل السودان عددا كبيرًا من الشباب الهارب من مصر قبل أكثر من عامين فارين من تهم وجهت إليها من قبل السلطات. محمد جلال، القيادي ب "الجبهة السلفية"، قال إن "الشباب الإخواني الذي اضطر للهرب من مصر متوجها إلي السودان يعاني الأمرين هناك، من ذل واستعباد وتضييف في الرأي وتكميم للأفواه". وأضاف جلال في تصريحات سابقة: "السودان صار جحيمًا على الشباب هناك"، متابعًا: "أنا أعرف أكتر من واحد رجعوا مصر قالوا نتمسك وسط أهلنا أحسن ما يتحكم فينا حد". واستدرك: "بعد اللي قدمه الشباب دول في مصر يجي واحد له سلطة يقولهم : (أنا بأكلكم وأشربكم وملكوش حق تتكلموا) (اللي يتقال لكم تسمعوه بدون نقاش)". وأردف: "الشباب بيفضلوا الموت في الصحراء دلوقتي عن إخوان السودان .. بيفضلوا يرجعوا يقضوا الأحكام اللي عليهم في مصر عن إخوان السودان". ومضى بقوله: "فيه شاب مسؤوله ضربه علشان اعترض .. وفيه شباب كتير اتطردوا من السكن وباتوا ليالي ف الشارع .. وفيه شباب خدوا جوازات سفرهم وحرموهم من السفر .. وفي شباب اتهموهم أنهم هيسافروا داعش وكادوا يضيعوا مستقبلهم". كما تحدث عن الموضوع ذاته عز الدين دويدار، الشاب الإخواني، الذي حمل مسئولية ما يحدث للشباب فى السودان ل"الحلوجي"، قائد التنظيم فى السودان، مشيرًا إلى أن القيادة الإخوانية هناك تعانى من الفساد وتقرب "المنافقين والمطبلاتية" لجبهة "عزت"، ومعاقبة أى معارض لهم، واستخدام الأموال لإغراء المعارضين عن التراجع، مقابل التوسع على المؤيدين بالعطايا من أموال التنظيم. وأوضح دويدار أنه يتم "سحب الجوازات من الشباب، وتخزينهم فى الشقق بالشهور والسنين بحجة الوصاية عليهم خوفا من السفر لداعش هو سياسة عامة، ومعايرة الشباب باللقمة والسكن حتى يصمتوا، واعتبار الفتات المصروف عليهم فضلا يستوجب الركوع للتعليمات وتقبيل أيادى القيادة". على الجانب الآخر، كذبت قيادات الإخوان المحسوبة على جبهة "محمود عزت" الأمر، قائلة إنه لا أساس له من الصحة. وقال محمد سودان، القيادي الإخواني، إن "هذا الكلام كله ادعاء كاذب، وهذه اتهامات باطلة يثيرها المستفيد من التشكيك في لُحمة الإخوان". وأكد الدكتور خالد الزعفراني، الباحث بشئون الحركات الإسلامية، وجود خلافات بين القيادات والشباب في السودان، موضحًا أن هذه الخلافات بسبب عدم استطاعة الشباب أن يتماشوا مع منظومة الإخوان. وأضاف الزعفراني ل "المصريون" أن مسئول الإخوان في السودان محمد البحيري يسير على قواعد وأسس مضبوطة وحازمة، والشباب هناك لا يستطيعون السير على هذه القواعد ومن هذا المنطلق نشأت الخلافات.