الأزمة الداخلية ترمي بظلالها على التمويل.. اتهامات لجبهة عزت.. و"الفيومية" الأكثر التزامًا.. ومخاوف من "الدعشنة" يعاني نحو 300 شاب من جماعة الإخوان المسلمين، من أزمات في الإعاشة والتمويل، خلال تواجدهم في السودان منذ هروبهم من مصر بعد حملة الملاحقات الأمنية التي تلت الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى. الأزمة التي أزيح الستار عنها في نهاية العام الماضى، تصدرت مجددًا أزمات الإخوان الداخلية، نظرًا لوقف التمويل عن الطلاب وشكاواهم المتكررة من المسئولين عنهم هناك. وكان مئات الطلاب قد أجبروا على الهروب جنوبًا، من الملاحقات الأمنية والأحكام القضائية الصادرة بحق العشرات منهم، وكانت السودان قِبلتهم نظرًا لأن تكلفة التعليم في قطر أو تركيا أو ماليزيا أو بريطانيا باهظة للغاية ولا يستطيعون تحملها، وفقًا لقيادي شاب بالجماعة. واتهم القيادي الشاب في تصريحات ل"المصريون" مفضَّلا عدم ذكر اسمه،مكتب الرابطة الإخوانية في الخارج (محسوب على جبهة محمود عزت) بوقف التمويل عن الشباب الفارين إلى السودان. ولم يشكل مكتب الرابطة الإخوانية بالخارج، إلى الآن لجنة واحدة تبحث في شئون الطلاب المطاردين في السودان، فقط اكتفوا بتسكينهم في معسكرات إيواء كمساكن المدينة الجامعية بصورة أكثر سوءًا. وحاول مكتب الإخوان بالخارج مساعدة الطلاب بتشكيل لجنة تبحث شئونهم، ولكن إدارة الرابطة منعته من التدخل بزعم عملها المنوط بها. إلى ذلك، دشن شباب الإخوان، هاشتاجات #يسقط_كل_كفيل #يسقط_مرشدين_الاسكرينات #تسقط_مجالس_التحقيق، للرد على اتهامات شباب الإخوان أو تأييدهم. وحول تقسيم فئات الإخوان المطاردة بالخارج، يرى المصور الصحفي عمرو صلاح الدين، أن دول أمريكا وإنجلترا وسويسرا، تعد قبلة لأبناء الإخوان من الطبقات الراقية، بينما تأتي قطروتركيا للإخوان الأقل درجة، والشريحة المتوسطة، كثير منها في تركيا، و عدد لا بأس به في ماليزيا، بعضهم أحواله ميسرة، وبعضهم يعيش ظروف بشعة، وتأتي الشريحة المتوسطة الدنيا في السودان إذا لم تكن من الشريحة الأولى أو الشريحة المقربة منها، فأنت مجرد حطب، وقود بيتحرق عشان الجماعة تمشي و تستمر في طريقها المظلم. وقال في منشور له عبر فيس بوك: "الشباب في السودان كثير منهم تعرض للطرد من السكن والترحيل لمصر، والترحيل هنا معناه السجن؛ فقط للاختلاف مع المسئول سواء على فيس بوك أو على انفراد، غير طبعًا المخبرين اللي شغالين لصالح القيادة". وأضاف "فيه اللي اتقاله خد شنطتك و نام جمب الزبالة، فيه اللي اتقاله احمد ربنا إننا بنأكلك، فيه اللي اتضرب و معرفش يرد، فيه اللي اتبلغ عنه في مصر". في المقابل، وردًا على رواية "صلاح الدين" وما شابهها، قال الشاب الإخواني حمزة مرابط، إن شباب الجماعة المتواجدين في السودان هم السبب في الأزمات التي يعانون منها. وقال: "اللي يقولك إحنا بنتعذب وبنتذل، قوله أنت قاعد وساكن مع أبناء محافظتك وانتخبتوا من بينكم اللي يبقي مسئول عنكم- شوفنا في السودان شباب زي الورد من أحسن شباب مصر. وشباب بايظ بتاع نسوان أو مخدرات، أو مش بيصلي ويسب الدين ، فلما يبقي فيه مسئول للسكن ويقول "الباب هيتقفل 10 أو 11 بالليل وفيه حساب على أخلاقك وصلاتك، ولما أصحيك الفجر تقوم، وهكذا..."، يبقي المسئول ده عايز يبقي ليه دور شبه تربوي أو يحجّم الانفلات على قد ما يقدر ، ومش عايز السكن يبقي مجرد لوكاندة". وحول ما أثير عن سحب الجوازات من الشباب في السودان، أوضح مرابط: "بيتقال بياخدوا منا الجوازات وبيضيعوا مستقبلنا؛ حصل فعلا في فترة تم جمع كل الجوازات؛ لما يكون فيه شباب اتفتنت بداعش وسافروا والتحقوا بيهم، أو سافروا وانضموا لتنظيمات جهادية تانية (لا نقلل من جهادهم أو فضلهم علينا) أو مثلا تصحى الصبح تلاقي فلان أختفي وتعرف بعد أسبوع أنه سافر جزر الوق واق بدون أي إخطار وأنت مسئول عنه". وذكر مرابط "أن الفيوم، معروفة أنها كلها بكبارها وشبابها وعيالها مخالفين لجبهة عزت. واتجاههم ثوري مافيهوش كلام ومع ذلك مش هتلاقي منهم شكوى من سكن أو غيره، وسكنهم منظم وتدخل تحس أنك قاعد في "الفيوم" وتحس بالأخوة والحب والطيبة. ودورات ومحاضرات وترفيه وانتخابات بينهم. وهم اللي مختارين مسئوليهم. طب أيه؟ طب ليه الفيوم كده؟، أقولك ليه؛ عشان هم رجالة بجد، وفعلا هربانين من مشانق ورصاص، مش جايين يهزروا ويتفسحوا". وتعد أزمة طلاب الإخوان بالخارج جزءًا من أزمة الإخوان ككل، في الصراع الدائر بين طرفي الصراع داخل الجماعة. وتشهد "الإخوان" أزمة داخلية بين تيارين، أحدهما يتزعمه محمود عزت، نائب المرشد العام للجماعة، القائم الحالي بمهامه، وأخرى جبهة يتزعمها محمد كمال المقيم داخل مصر، عضو مكتب الإرشاد، وأحمد عبد الرحمن، المقيم بالخارج مصر، ورئيس مكتب الإخوان المصريين بالخارج. وألقى الانقسام بظلاله على صفوف الجماعة، ما دفع تيارا كبيرا من الشباب لتأييد القيادة الجديدة باعتبارها تمثل إرادتهم فى مواجهة السلطات عبر حراك ثورى لإسقاط النظام.