جددت أزمة الإخوان الداخلية، معاناة ما يقارب من 300 من شباب جماعة الإخوان المسلمين، في الإعاشة خلال دراستهم الحالية بالسودان، نظرًا لوقف التمويل عنهم من قبل مكتب الرابطة الإخوانية في الخارج. وكان مئات الطلاب قد أجبروا على الهروب جنوبًا إلى السودان من الملاحقات الأمنية والأحكام القضائية الصادرة بحق العشرات منهم، وكانت السودان قِبلتهم نظرًا؛ لأن كلفة التعليم في قطر أو تركيا أو ماليزيا أو بريطانيا باهظة للغاية ولا يستطيعون تحملها وفقًا لقيادي شاب بالجماعة. وقال القيادي الشاب، فضَّل عدم ذكر اسمه، إن "مكتب الرابطة الإخوانية بالخارج، لم يشكل إلى الآن لجنة واحدة تبحث في شؤون الطلاب المطاردين في السودان، فقط اكتفوا بتسكينهم في معسكرات إيواء كمساكن المدينة الجامعية بصورة أكثر سوءًا". ولفت القيادي الطلابي إلى أن "مكتب إخوان الخارج (يرأسه أحمد عبدالرحمن) حاول مساعدة الطلاب بتشكيل اللجنة التي تبحث شؤونهم، ولكن إدارة الرابطة منعته من التدخل بزعم عملها المنوط بها". وأوضح أن "أزمة طلاب الخارج في السودان جزء من أزمة الإخوان ككل، فبعدما فشلت (الرابطة) في الداخل قررت توحيد الجميع تحت رايتها، وإخماد أي محاولة تكرر نموذج الإدارة في مصر، وعليه كان الطلاب هم الضحية". وتشهد "الجماعة" أزمة داخلية بين تيارين، أحدهما يتزعمه محمود عزت، نائب المرشد العام للجماعة، القائم الحالي بمهامه، وأخرى جبهة يتزعمها محمد كمال المقيم داخل مصر، عضو مكتب الإرشاد، وأحمد عبد الرحمن، المقيم بالخارج مصر، ورئيس مكتب الإخوان المصريين بالخارج. وألقى الانقسام بظلاله على صفوف الجماعة، ما دفع تيارًا كبيرًا من الشباب لتأييد القيادة الجديدة باعتبارها تمثل إرادتهم فى مواجهة السلطات عبر حراك ثورى لإسقاط النظام.