فجر حمدى خليفة، نقيب المحامين السابق بالجيزة، المرشح على منصب النقيب العام للمحامين، مفاجأة كبيرة باحتلاله المرتبة الأولى فى نتائج الجولة الأولى من انتخابات النقابة العامة التى تم تأجيلها إلى غد «السبت»، حيث كشفت النتائج الرسمية وغير الرسمية تفوقه على سامح عاشور، النقيب السابق، الذى احتل المرتبة الثانية. ويكشف خليفة فى حواره مع «المصرى اليوم» عن مفاجأة أخرى يستعد لتقديمها للمحامين وهى حصوله على الموافقة المبدئية من قيادات نافذة فى الدولة لمشروع قانون يمنح فيه المحامين حصانة قضائية على غرار حصانة الهيئات القضائية، وهو الأمر الذى سيصبح حال تنفيذه سابقة فى تاريخ نقابة المحامين، فضلاً عن اتفاقه مع عدد من المسؤولين على بناء مدن ومستشفيات خاصة للمحامين فى كل محافظة.. وإلى نص الحوار.. ■ ما تفاصيل مشروع الحصانة القضائية التى تنوى أن تأتى بها للمحامين إذا ما تم انتخابك نقيبًا؟ - اتفقت بالفعل مع عدد من المسؤولين بالدولة على الموافقة على مشروع يجعل المحامى يتمتع بالحصانة القضائية التى تتمتع بها الهيئات القضائية، ووافقوا على ذلك خاصة بعدما تحدثت معهم عن ضرورة الحفاظ على هيبة المحامى. ■ وكيف ستكون للمحامى حصانة قضائية؟ - فى البداية كانت الفكرة صعبة، ولكن عندما أخبرتهم بأن قانون المحاماة ينص فى مادته الأولى على أن مهنة المحاماة تشارك السلطة القضائية فى تحقيق العدالة، وأن المحامى يجب أن يتمتع بما تتمتع به السلطة القضائية من حصانة ووضع اجتماعى يليق به مثل أعضاء الهيئات القضائية تمت الموافقة، وهو الأمر الذى أقدمه لجموع المحامين، وأعدهم به إن شاء الله. ■ معنى كلامك أن المشروع جاهز بالفعل؟ - نعم ولدى المسؤولين نسخة منه، وإن شاء الله يتم الموافقة عليه وهو ما سيحدث، كما أننى سأسعى جاهدًا لتفعيل نص المادة 47 من قانون السلطة القضائية التى توجب تعيين المحامين بالقضاء. ■ لكن النقيب السابق قدم مشروعًا جعل المحامى يعمل بتصريح لمزاولة المهنة يتم سحبه فى أى وقت، ووافق عليه مجلس الشعب وهو أكبر خطر أصبح يهدد المحامين الآن؟ - هذا القانون هو أسوأ قانون تم تشريعه للمحامين قدمه سامح عاشور عن طريق نواب فى الحزب الوطنى الذى كان يريد فيه أن يأتى نقيبًا للمحامين بقوة القانون، وللأسف تمت الموافقة على ضرورة وجود تصريح مزاولة مهنة للمحامى يسحب منه فى أى وقت. ■ وماذا ستفعل أنت فى ضوء ما تقول إنك ستأتى بمشروع قانون يتيح الحصانة القضائية للمحامى؟ - سيتم تعديل هذا القانون المشبوه الذى جاء به سامح عاشور، وقدمه من أجل دوافعه الشخصية لكى يأتى نقيبًا، وسأقاتل من أجل تغيير هذا المشروع، وفى الوقت نفسه ستكون هناك حصانة قضائية للمحامى، كما سأعمل على تعويض المحامين والنقابة عما فاتهم من كسب وما لحق بهم من خسائر هائلة نتيجة التصرفات «الطائشة» التى قام بها النقيب السابق التى كانت تهدف لتحقيق دوافعه الشخصية بعيدًا عن المصلحة العامة. ■ هل مشروع الحصانة القضائية للمحامى هو الذى ستقدمه فقط للمحامين عندما تأتى نقيبًا؟ - لدى برنامج خدمى سوف تتحدث عنه جميع الفئات الأخرى فى المجتمع، وهو إنشاء مدن سكنية فى كل محافظة تكون مقصورة على المحامين على غرار مدينة المحامين بالجيزة التى أنشأتها، إضافة إلى إنشاء مستشفيات خاصة بالمحامين فقط على أعلى مستوى وفى كل محافظة أيضًا، وستكون هناك أكثر من مدينة سكنية ومستشفى خاص فى المدن والمحافظات الكبيرة، التى توجد بها كثافة عددية للمحامين مثل القاهرة والإسكندرية والدقهلية والغربية والشرقية والمنيا وسوهاج. ■ هذا البرنامج الخدمى يطرح سؤالاً عن مدى علاقتك بالدولة خاصة أن هذه المشاريع من المؤكد أنها تحتاج دعم الدولة لك؟ - علاقتى بالدولة طيبة والحمد لله، والمهم هو كيف نخدم النقابة والمحامين، وهى علاقة سوف أستغلها لصالح المحامين وليس لصالحى الشخصى كما كان يفعل البعض دون أن يحقق أى مصلحة عامة تذكر. ■ لكن عاشور يتهمك بالتحالف مع الإخوان؟ - عاشور فقد تعاطف المحامين، وهو الآن يهذى بأى كلام، خاصة أنه يريد أن يقول للدولة أنا ضد الإخوان أعدائكم ساندونى، وهو أمر أصبح مفضوحًا لأنه يستخدم الإخوان، فزاعة، فى الوقت الذى قام فيه بالتربيط على أصواتهم سرًا، وأنا صاحب تجربة رائدة فى العمل النقابى بالجيزة ولم أتحالف مع الإخوان أو غيرهم وقمت بإدارة نقابة الجيزة دون أن يعلو أى صوت سوى صوت المحامين، وللأسف عاشور يشعر الآن بالإفلاس نظرًا لعدم وجود أى رصيد خدمى له يتحدث عنه وليست لديه رؤية مستقبلية لصالح المحامين. ■ لكن لماذا يتهمك بالتحالف مع الإخوان ولا يتحدث عن برنامجه الانتخابى؟ - ليس لسامح عاشور أى رصيد يتحدث عنه سوى كيل الاتهامات، وأنا أسأل المحامين، ومن يساند عاشور من بعض رموز الحزب الوطنى؟ لماذا لا يتكلم عن برنامجه الانتخابى؟ ولماذا لا يقول سأفعل كذا وكذا للمحامين؟ والإجابة هى أنه ثبت إفلاسه فضلاً عن وجوده نقيبًا للمحامين لثمانى سنوات لم يفعل فيها أى شىء يذكر، بل إن المحامين فى عهده كان يتم الاعتداء عليهم فى أقسام الشرطة وفى النيابات دون أى وقفة جادة من النقابة حتى إن المحامى بات متأكدًا من عدم وجود نقابة تحميه وهو ما كان سببًا فى إهدار هيبة المحامى. ■ معنى كلامك أن عاشور لم يقدم أى خدمات للمحامين طوال ثمانى سنوات؟ - هذا السؤال يجب أن يجيب عنه المحامون فى كل أنحاء مصر ما الذى قدمه نقيب المحامين لهم؟.. ماذا فعل سوى إهدار الملايين من أموال النقابة كما ذكر تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات، الذى أكد وجود سرقات واختلاسات بالملايين، ويكفى أن يعرف المحامون أن رجال عاشور كانوا يقيمون فى الفنادق على حساب النقابة بملايين الجنيهات وعلى رأسهم خالد أبوكريشة، الذى ذكره تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات بالاسم، كما أنه دمر النقابة، وعليه أن يرحل بلا رجعة رحمة بالأجيال القادمة من المحامين. ■ هل ستقوم بهدم مقر النقابة العامة الذى أصبح لا يليق بالمحامين؟ - نعم سأقوم بهدمه وبناء برج تتحدث عنه مصر كلها، وسيكون معلماً من معالم القاهرة مثله مثل البرج والهرم، وبالفعل اتفقت مع عدد من المكاتب الاستشارية الهندسية الكبرى لتقديم أفضل ما يمكن لبنائه، ويكفى أن يعلم المحامون أن نقابة الصحفيين التى لا يتعدى عدد أعضائها نحو 7 آلاف عضو لديهم مقر كبير مجاور لنقابة المحامين يفتخر به الصحفيون جميعاً، فى الوقت الذى يزيد فيه عدد أعضاء المحامين على ربع مليون محام يوجد لهم هذا المقر الذى أصبح وصمة عار فى جبين المحامين. ■ لكن عاشور قال إن هيئة المجتمعات العمرانية رفضت هدم المقر؟ - وأنا أسأله إذا كان ذلك قد حدث بالفعل أين إذن الأموال الهائلة التى أنفقتها فى سبيل عمل ماكيت لمقر النقابة الذى قال إنه سيهدمه ويبنى مقراً فخماً؟، وأسأله أيضاً لماذا تاجرت إذن بالمقر الجديد المزعوم انتخابياً طالما أن هيئة المجتمعات العمرانية رفضت هدمه، وأنا أجيب للمحامين، سوف أقوم بهدم المقر وبناء مقر تفخر به مصر كلها ليعرف المحامون الفرق بين من كان يضحك عليهم ويتاجر بأحلامهم ومن سيحقق أحلامهم. ■ ولماذا الاهتمام فقط بالنقابة العامة وترك النقابات الفرعية؟ - النقابات الفرعية سيكون لها شأن يضاهى النقابة العامة وبرنامجى الانتخابى يقوم على الارتقاء بالنقابات الفرعية. ■ وما الذى ستفعله للنقابات الفرعية؟ - سأقوم ببناء مقار جديدة وفخمة لجميع النقابات الفرعية، التى لا تصلح أن تكون واجهة للمحامين، وسيكون بها قاعات ونواد ومكتبات وسينما ومسرح، وستكون مقصورة على السادة المحامين وأسرهم، لتكون مفخرة حقيقية لتضاهى نوادى الهيئات القضائية، إضافة إلى أننى سأقوم بتوزيع جميع صلاحيات النقابة العامة على النقابات الفرعية، حتى تكون النقابات الفرعية شأنها شأن النقابة العامة، وحتى لا تكون هناك مركزية فى العمل النقابى للمحامين، وسأقوم بإجراء اتفاق مع وزارة النقل والمواصلات، لتكون للمحامى نصف قيمة التذكرة فى جميع وسائل النقل والمواصلات العامة مثل القضاة والصحفيين. ■ وما هذه الصلاحيات التى ستمنحها للنقابات الفرعية؟ - ميزانية مستقلة تماماً تتوجه لمحاميها فقط دون أى تدخل من النقابة العامة سوى الإشراف فقط. ■ من أين ستأتى بكل هذه الإمكانيات لإنشاء مدن ومستشفيات ومقار جديدة للنقابات؟ - نقابة المحامين أغنى نقابة فى مصر، ولك أن تعلم أن بنداً واحداً من البنود يدر دخلاً بالملايين، ويكفى أن تعلم أن النقابة تدر بالمليارات من خلال الرسوم وأتعاب المحاماة والأموال كثيرة طالما أنها بعيدة عن السرقة والاختلاس. ■ وماذا فعل سامح عاشور بكل هذه الأموال؟ - اسأل الجهاز المركزى للمحاسبات الذى رصد مخالفات النقابة فى 6 سنوات فقط بأكثر من ربع مليار جنيه، واسأل أيضاً المحامين ماذا فعل عاشور لهم.. هل بنى لهم مقراً للنقابة العامة أو قام ببناء ناد، ويكفى أن أقول لك إن النادى النهرى للنقابة على نيل المعادى قام عاشور بتأجيره ب18 ألف جنيه شهرياً فى الشهر الواحد على أن تدفع النقابة عشرة آلاف جنيه شهرياً وتكلفة نصف المياه والكهرباء و5 آلاف جنيه أجور المدير والعمال، ومعنى ذلك أن النقابة تدفع 15 ألف جنيه وتحصل علِى ثلاثة آلاف جنيه فقط، وأنا أسأل: ألا يشم المحامون رائحة الفساد؟، والسؤال: من الذى قام بالاتفاق على تأجير هذا النادى بهذا المبلغ؟، والمؤكد أن هناك من حصل على عمولة من وراء هذا الاتفاق. ■ لكن عاشور يقول إن المدينة السكنية الكبيرة التى قمت ببنائها فى 6 أكتوبر وتخصيصها للمحامين وهمية؟ - هو مفلس وليس لديه أى شىء يقدمه للمحامين، وكان من المفترض أن يتحدث عن خدماته التى لم يقدمها للمحامين بدلاً من أن يتحدث عن الغير، والمشروع بالنسبة له وهمى بالفعل، لأن هذه المدينة فوق تصوراته وأحلامه ولا يستطيع حتى مجرد التفكير فيها، لأنه مشغول بمشروعه الشخصى ولا يعنيه المحامين، ولك أن تعلم قام باصطحاب المحامين فى سيارات على نفقة النقابة ومن أموال المحامين ليقول لهم إن المدينة وهمية، وذهب بهم إلى أكتوبر فى إحدى الصحارى وعندما علمت انتظرت السادة المحامين وقمت بأخذهم واصطحبتهم للمدينة الحقيقية وعندما شاهدوا بناء 42 وحدة سكنية فى أرقى مواقع أكتوبر اعتلت الدهشة وجوههم وانقلب السحر على الساحر. ■ ولماذا يقول عنك ذلك..؟ - لأنه فشل فى إدارة النقابة فى الوقت الذى جعلت فيه نقابة الجيزة مفخرة للمحامين وقمت ببناء أول مدينة سكنية للمحامين فى مصر، وأعد السادة المحامين ببناء مدينة كما ذكرت للمحامين فى كل محافظة واثنتين فى المدن الكبرى. ■ لكن عاشور يقول إن التحقيق فى بلاغات الجهاز المركزى للمحاسبات عن مخالفاته حفظ؟ - هناك فرق بين تقرير الجهاز الذى رصد المالفات والبلاغات التى قدمت على خلفية المخالفات وإذا كانت البلاغات حفظت فمعنى ذلك أن التقرير موجود وبه المخالفات ولا شأن بحفظ التحقيق بتقرير الجهاز، لأن التقرير شىء والبلاغات شىء آخر، وأنا أسأله وماذا عن تقرير اللجنة النقابية المشرفة على النقابة التى رصدت مخالفات بالملايين. ■ لكنه يعترض على اللجنة القضائية فى رصدها مخالفاته..؟ - الجهاز المركزى للمحاسبات متآمر ضده واللجنة القضائية متآمرة ضده ومن ألقى القبض على نجله فى واقعة التزوير الشهيرة متآمر ضده والملايين المهدرة التى تم رصدها متآمرة ضده، والعالم كله متآمر ضده هذا هو سامح عاشور، «مستر إكس» الذى يتآمر ضده العالم. ■ ويقول إن نادى أكتوبر الذى أقامته نقابة المحامين بالجيزة.. قام بدعمه..؟ - جميع كلامه مرسل وقد قمت بدعوته لأنه النقيب العام، والسؤال هو: لماذا أنا فقط الذى قمت ببناء ناد بأكتوبر للمحامين ومدينة سكنية للمحامين بأكتوبر؟ لماذا لم يفعل هو أى شىء ولماذا هذه الإنشاءات فقط بالجيزة، والسؤال هو للسادة المحامين: «ألا يوضح ذلك الفرق بين من يعمل ويرتقى ومن يهاجم ويكذب؟!». ■ كيف قمت ببناء مدينة المحامين السكنية بأكتوبر..؟ - اشترينا الأرض مقابل 59 مليون جنيه، وهى الآن تزيد قيمتها على مليار جنيه وقد أقمنا 42 وحدة سكنية، وأنا من جانبى أدخلت مشروعات لم تكن موجودة من الأصل فى تاريخ النقابة، وأضفت أصولاً ثابتة للنقابة فى الوقت الذى قام فيه غيرى ببيع أصول النقابة بمبالغ تشتم من ورائها رائحة الفساد فى أرض النقابة بشارع رمسيس، بدعوى أن هناك هبوطاً فى الأرضية والعجيب أن مؤسسة «الجمهورية» للطباعة والنشر، اشترت هذه الأرض التى قال عنها إن بها هبوطاً، وأنشأت صرحاً كبيراً قامت عليه جريدة «الجمهورية» فى رمسيس. ■ معنى كلامك أنك حققت أصولاً ثابتة لنقابة الجيزة..؟ - عملت مع زملاتى المحامين وقد تسلمت النقابة وبها مبلغ 80 ألف جنيه فقط واستطعت خلال ثمانى سنوات أن أقوم بتنفيذ مشروعات وأصول ثابتة بلغت قيمتها 2 مليار جنيه، والدليل أن الجهاز المركزى للمحاسبات الذى قام برصد المخالفات بالملايين لسامح عاشور لم يرصد نصف مخالفة لنقابة الجيزة. ■ النقيب السابق يلتقى المهندس أحمد عز من أجل التنسيق مع الحزب الوطنى فى الانتخابات.. لماذا فى رأيك وما حدود علاقتك ب«عز»..؟ - لا توجد علاقة بينى وبين المهندس أحمد عز، وأقول له نقابة المحامين هى نقابة للمحامين، ولا يجوز أن يتدخل فيها، ويكفى المحامين أن تمت إدارة النقابة من خارجها لمدة ثمانى سنوات مع فارق بسيط أن الأموال والإهدار كان من حظ عاشور ورجاله، وآن الأوان أن يُدير النقابة المحامون وليس أى جهة أخرى، وعلى المهندس أحمد عز، أن ينأى بنفسه عن مصالح المحامين التى لا يعرفها غيرهم فنحن لا نتدخل فى إدارة نقابة المهندسين باعتباره مهندساً، ولا نتدخل فى شؤون الحزب الوطنى حتى يفرض علينا الوصاية. ■ ما الذى ستفعله مع الإخوان عندما تصبح نقيباً..؟ - لن تكون أى نقابة من نقابات المحامين مسرحاً لتصرفات وأعمال أى تنظيم أو حزب سياسى، سواء كان الإخوان أو غيرهم، سأكون نقيباً للمحامين، مهمتى تقديم خدمات للمحامى وحمايته والارتقاء به ولن أسمح بأى تنظيم أو حزب أن يعمل داخل النقابات، وسأضرب بيد من حديد، لأنه لن يعلو صوت على صوت المحامى ومصلحته.
