«حمدى خليفة نقيباً للمحامين».. هذه النتيجة أعلنها المستشار فاروق سلطان، رئيس الجنة القضائية المشرفة على انتخابات نقابة المحامين، فى الساعة الخامسة والنصف من فجر أمس، موضحاً أن خليفة - الذى كان يشغل منصب نقيب المحامين بالجيزة - تفوق على أقرب منافسيه سامح عاشور بفارق 4904 أصوات، حيث حصل على 35 ألفا و142 صوتاً، بينما حصل عاشور على 30 ألفا و238 صوتاً. وحل رجائى عطية ثالثاً بعد خليفة وعاشور بإجمالى أصوات بلغ 4 آلاف و146 صوتاً، بينما جاء طلعت السادات فى المركز الرابع ب3 آلاف و728 صوتاً، فيما حصل مختار نوح على المركز الأخير بين المتنافسين على مقعد النقيب ب314 صوتاً. كان عدد الناخبين وصل إلى 75 ألفا و166 محاميا، بلغ عدد الأصوات الصحيحة بينهم نحو 74 ألفا و870 صوتاً، فيما وصل عدد الأصوات الباطلة إلى 1229 صوتا. وفور إعلان فوزه، دعا حمدى خليفة إلى «فتح» صفحة جديدة ونبذ الخلاف السابق، وبدء عهد جديد يعيد للنقابة دوريها القومى والخدمى»، مناشداً منافسه الأقرب (عاشور) إلى الاشتراك فى الحياة النقابية خلال الفترة المقبلة، للاستفادة من مجهوداته. وقال خليفة: «سأعمل خلال الفترة المقبلة على إعادة النقابة لمكانتها»، مؤكدا عدم تحالفه مع الإخوان، ونافيا فى الوقت ذاته أن يكون نجاحه بفضل دعمهم، أو بسبب أى تربيطات انتخابية تمت مع الجماعة. وشدد خليفة على أنه سيعمل على فصل العمل السياسى عن العمل النقابى، مؤكداً أنه «لن يسمح بالعمل السياسى داخل النقابة». وقال: «إن أول عمل سأقوم به هو هدم المبنى الحالى لنقابة المحامين، وبناء مبنى جديد يليق بمكانتهم وتطلعاتهم، كما سأنشئ مستشفى فى كل محافظة للمحامين، إضافة إلى عدد من المشروعات السكنية والقرى السياحية». وعقب انتهاء المؤتمر الصحفى، الذى عقده خليفة بعد إعلان فوزه، قام أنصاره «بزفه» بالسيارات، وتوجهوا إلى مبنى النقابة العامة وسط القاهرة، حيث قاموا بحمله على أكتافهم، مرددين هتافات مؤيدة له، وحاولوا دخول مبنى النقابة، إلا أن مسؤولى المبنى من الإداريين لم يكونوا موجودين فى هذه الساعة المبكرة، من فجر أمس. يذكر أن محمد طوسون مسؤول ملف المحامين بجماعة الإخوان المسلمين، كان قد طلب من المستشار فاروق سلطان إعلان قائمة النقيب وال15 عضوًا بعد الانتهاء منها مباشرة، متهماً اللجنة بتأخير إعلانها دون أسباب جوهرية، إلا أنه أشاد بحياد المستشار فاروق سلطان، فيما ردد الإخوان شعارات تتضمن اعترافاً لأول مرة بتأييدهم حمدى خليفة ومن ضمنها «يلا اعلنها يا سلطان.. حمدى خليفة والإخوان». وتظاهر المئات منهم داخل وخارج محكمة جنوبالقاهرة، خاصة أنصار لجنة الشريعة، وهى قائمة الإخوان المسلمين، مطالبين القضاة بإعلان النتيجة. وألمح بعضهم عن وجود نوايا لتزوير الانتخابات، مرددين هتافات «يا سلطان يا سلطان.. إوعى تظلم الإخوان»، «اعلنوها يا قضاة.. لا تخافوا إلا الله». اللافت أن أياً من سامح عاشور أو رجائى عطية أو طلعت السادات، لم يحضروا عملية جمع وفرز الأصوات بمحكمة جنوبالقاهرة كما هى العادة، بينما تواجد حمدى خليفة، منذ السابعة والنصف من مساء أمس الأول، وسط أنصاره الذين شبهوا مرشحهم بالرئيس الأمريكى الجديد باراك أوباما، وظلوا يرددون « يالا اعلنها يا سلطان.. حمدى خليفة هو الكسبان»، الأمر الذى أثار أنصار سامح عاشور، فأخذوا يرددون هتافاتهم للرد على أنصار خليفة، مما اضطر أجهزة الأمن إلى وضع سياج حديدى يفصل بين الفريقين للحيلولة دون وقوع اشتباكات، وعندما انسحب مؤيدى عاشور فجر أمس بعدما تأكدوا من هزيمته رددوا هتافات « اختارتوا سكرتير الجلسة». كذلك حضر مختار نوح، المرشح على منصب النقيب، والذى أعلن انسحابه، وتأييده لخليفة فى الساعة الحادية عشرة تقريبا، وظل متواجداً بمحكمة جنوبالقاهرة حتى الثالثة فجراً، وأبدى تخوفه من تأجيل إعلان نتائج الانتخابات، مشيرا إلى أن أى تأجيل سيزيد من احتمالات تزويرها. وشهدت الانتخابات أجواءً ساخنة، وعددا من المشاحنات خاصة بين أنصار النقيب الجديد والصحفيين، والذين تشاجروا معهم لأكثر من مرة، إضافة إلى وقوع بعض وقائع التعدى من جانب أنصار خليفة على مصورين وصحفيين. وجمع مسجد المحكمة العشرات من المنتمين للإخوان ومندوبى سامح عاشور، الذين قاموا بالنوم فيه، إلى جوار بعضهم البعض، كما قام العديد من المحامين بالنوم على الرصيف المقابل للمحكمة انتظاراً لإعلان النتيجة بعد تأجيلها لأكثر من مرة، خاصة بعد رفض اللجنة المشرفة على الانتخابات دخولهم مبنى المحكمة، مما أدى إلى حدوث حالة من الاستياء البالغة من جانب المحامين. ولوحظ استخدام المرشحين كميات ضخمة من الدعاية الورقية يقوم بتوزيعها المئات من مندوبيهم، كما استعان أحد المرشحين على منصب النقيب بإحدى «كومبارس» السينما لعمل الدعاية له، وقامت بالتجول داخل النقابة حاملة لافته تدعو لتأييده. يذكر أنه فى الساعات الأولى من صباح أمس، وتحديدا قبيل إعلان نتيجة الانتخابات بشكل رسمى، قام أنصار كل من عاشور وخليفة، بالتأكيد على أن مرشحيهم قد فازوا بالانتخابات.