يشعر المصرفيون الغربيون بالحسد تجاه أقرانهم في آسيا.. ففي حين تتضاءل ايرادات البنوك الأوروبية والأمريكية ولا تستطيع أن تحقق سوي أرباح تافهة فإن بنوك آسيا تعيش في الجنة. وتقول مجلة "الايكونوميست" إن ايرادات البنوك الآسيوية خلال السنوات الثلاث الأخيرة لم تكن تقل زيادتها عن 9% سنويا أما العائد علي الأسهم باعتباره مقياسا لمستوي الربحية فإنه كما تقول شركة الاستشارات أوليفر وإيمان بلغ 25% في بعض الدول الآسيوية سريعة النمو. وحتي في البلدان الآسيوية الابطأ نموا مثل هونج كونج وماليزيا لم تقل نسبة العائد عن 15% بينما هي في أوروبا 10% فقط وربما أقل من ذلك. والحقيقة أن المصرفيين الأوروبيين المتهيئين للمعركة صاروا لا يملكون سوي النظر بغض وهم يرون الظروف تجبرهم علي ترك أسواق آسيا والتخندق في أسواقهم المحلية. وواضح أن الخوف من عدم قدرة اليورو علي التعافي أدي إلي هرب كثير من الاستثمارات الدولارية تاركة بنوك أوروبا بدون الدولارات التي اعتادت استخدامها في تحويل جزء كبير من التجارة الدولية. ونتيجة لذلك اضطرت بنوك دول منطقة اليورو إلي التقهقر بحدة. فبعد أن كان نصيب هذه البنوك في تمويل الصفقات التجارية الآسيوية الكبري 43% عام 2010 فإنه هبط حسب بيانات مورجان ستانلي إلي 8% فقط في الوقت الراهن. ومن المؤكد أن بنوك اليابان من بين كبار المستفيدين من هذا التراجع المصرفي الأوروبي وخاصة البنوك الكبري التي عادت إلي الاستثمار في الخارج بعد أن قد انكمشت علي نفسها لمدة عقدين من الزمان. إن هذه البنوك اليابانية صارت لها موازنات ضخمة إلي جانب استفادتها من الودائع الرخيصة بفضل انخفاض أسعار الفائدة وهو ما جعلها تقبل علي تقديم القروض السخية للشركات ومشروعات البيئة الأساسية والأكثر مدعاة للدهشة دون جدال هو ذلك النمو السريع الذي تحققه بنوك الاقتصادات الأصغر مستخدمة الذكاء وسرعة البديهة لتعويض انخفاض حجم موازناتها.