أكد خبراء ان أية طروحات مستقبلية لن يكتب لها النجاح قبل إعادة ترتيب الأمور أولا وعودة الاستقرار من جديد ودلل الخبراء علي ذلك بطرح مجموعة "القلعة" التي تعد من كبري الشركات الاستثمارية بما لديها من مشروعات عملاقة وخطط مستقبلية قوية لافتين إلي ان طرحها بالبورصة في الوقت غير المناسب اثر سلبا علي السهم وعلي الشركة وعلي المستثمرين واضاف الخبراء ان الوقت الحالي تعاني فيه جميع اسواق العالم من أزمات مالية حادة سواء كانت تبعات الأزمة المالية العالمية التي انفجرت أواخر عام 2008 ثم أزمة ديون "دبي" وأخيرا أزمة ديون "اليونان" ومن ثم فإن التفكير في أية طروحات حالية لاسيما في ظل أزمة السيولة ستكون له عواقب وخيمة علي السوق والمتعاملين به وقال الخبراء والمراقبون ان أية طروحات حالية بالبورصة لن يكتب لها النجاح لافتين إلي ان الظروف سيئة للغاية ومن ثم مطلوب أولا اعادة ترتيب الأمور من أجل إعادة التوازن للبورصة وإعادة الثقة للمستثمرين خاصة بعد أن فقدوها بسبب الإجراءات غير المدروسة لإدارة البورصة بالاضافة الي الانهيارات الحادة للسوق خلال الأسبوع الماضي وقال الخبراء ان هناك أزمة حالية يعاني منها السوق منذ أكثر من عام ونصف العام وهي أزمة "سيولة" ومن ثم جاء تعليق الخبراء علي خلفية تصريحات رئيس البورصة ماجد شوقي قبل يومين التي أكد فيها ان البورصة المصرية ستشهد خلال الشهرين المقبلين طرحين كبيرين سيساعدان في تعزيز أداء السوق واستعادة جزء كبير من السيولة التي خرجت في العامين الأخيرين لافتا إلي أن الطرح الأول يتمثل في شركة "جهينة" للصناعات الغذائية وتم قيدها بالفعل وينتظر بدء التداول علي أسهمها بينما يتمثل الطرح الثاني في شركة "عامر جروب القابضة" للتطوير والاستثمار العقاري. تقول ريموندة عبدالحميد رئيس قسم البحوث الفنية بشركة التوفيق القابضة ان السوق حاليا لا يتحمل أية طروحات وتساءلت كيف يتم الإعلان عن طروحات فيما يعاني السوق أصلا من أزمة سيولة حادة وطالبت بإعادة النظر في هذا الأمر خاصة أن الحالة النفسية للمتعاملين في البورصة سيئة للغاية بسبب الخسائر التي تكبدوها سواء بسبب الاجراءات التي اتخذتها إدارة البورصة أو بسبب التراجع الحاد في أسعار الأسهم بفعل الأزمات العالمية المتتالية والمتعاقبة وأضافت ان التراجع الحاد في قيم واحجام التداول وضعف النشاط وأزمة السيولة الموجودة بالفعل كلها عوامل كفيلة بالقضاء علي أي طرح جديد مهما تكن قوة الشركة التي تعتزم طرح جزء من أسهمها في البورصة ودللت علي ذلك بطرح "القلعة" لافتة إلي أن القلعة شركة كبيرة ولديها مشروعات ضخمة للغاية وكان من المقدر ان تشهد اسهمها تحركات قياسية وارتفاعات كبيرة إلا أنه لم يحدث وأرجعت السبب في ذلك إلي ظروف السوق. فيما أكدت شروق عبدالفتاح المحلل الاقتصادي بأحد بنوك الاستثمار ان التفكير في أية طروحات في الوقت الحالي قبل اعادة الأمور إلي نصابها وقبل إعادة الثقة لدي المتعاملين بالسوق ستكون له مشكلات كبيرة خاصة أن الطروحات في الوقت الحالي الذي تعاني فيه السوق من أزمات سيولة وتراجع قوي في قيم وأحجام التداول لن يصب في مصلحة السوق كما انه قد يزيد الأمور تعقيدا خاصة ان البورصة في حالة غير مستقرة منذ شهرين تقريبا بسبب التقلبات الحادة علي الصعيد العالمي وبسبب الارتباط الوثيق بالبورصة الأمريكية واضافت ان المستثمرين حاليا باتوا يفكرون في تعويض خسائرهم كما ان الغالبية العظمي من المستثمرين اخرجوا جزءا كبيرا من أموالهم خارج البورصة خوفا مما ستكون عليه الأيام المقبلة ومن ثم فإن هناك أزمة سيولة حقيقية نعاني منها منذ نحو عام ونصف العام وكان التوقيت غير المناسب في طرح "القلعة" السبب الرئيسي في فشل الطرح. ويقول العضو المنتدب بشركة "ايليت كابيتال" للاستشارات المالية محمد حجازي ان الإعلان عن طرحين جديدين بالبورصة خلال الأشهر المقبلة وهما "جهينة" و"عامر جروب" قد يكون ذا أهمية كبيرة للسوق وللمستثمرين ولكن في أوقات مناسبة وظروف أفضل من الظروف التي تمر بها البورصة حاليا لافتا إلي أن البورصة حاليا تعاني حالة من التذبذب وعدم الاستقرار شأنها شأن جميع أسواق العالم بسبب اشتداد حدة أزمة ديون منطقة اليورو وأضاف ان البورصة فقدت ما يقرب من 55 مليار جنيه من رأس المال السوقي للشركات المدرجة وهو ما يعني ان هناك نقصا حادا في السيولة وتراجعا كبيرا في حجم النشاط علاوة علي أن هناك أزمة ثقة فيما بين المتعاملين والبورصة وهو ما كبدهم خسائر كبيرة خلال الفترة الماضية وقال ان غالبية الأسهم المدرجة بالبورصة فقدت الكثير من قيمتها سواء كانت الأسهم القائدة أو حتي الأسهم الصغيرة ومن ثم فإن أي طروحات حالية بالبورصة لن يساعد كثيرا علي دفعها نحو النشاط كما ان هذه الطروحات لن تستفيد من الوضع الحالي.