أكد العلماء المشاركون في مؤتمر الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح أن بيع الأصوات حرام شرعا سواء للبائع أو للمشتري.. وحذروا من تأثير القبلية والعصبيات والبلطجة في الانتخابات القادمة .. ونصحوا بتنازل الإسلاميين لبعضهم في المقاعد الفردية لمنع تفتت أصواتهم في الدوائر التي تكون فيها منافسة قوية من غير الاسلاميين. أكد الدكتور علي السالوس رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح أن صوت الناخب أمانة ويترتب عليه مسائل كثيرة مهمة تحدد مصير أمة بأسرها وعلي هذا الناخب أن يعلم أن الله سيحاسبه علي صوته: هل كنت تدلي بشهادة صدق وحق أم شهادة زور وكذب وافتراء وبهتان من باب شهادة الزور والكذب والتزوير وقد حذر منها الرسول صلي الله عليه وسلم. وأوضح أن الذين يتاجرون بأصوات الناخبين تجارتهم باطلة ويشترك معهم صاحب الصوت وسمسار الأصوات ومن يعين علي ذلك و الجميع سوف يحاسب أمام ربه علي هذا العمل الباطل إلا أن الصورة ليست معتمة تماما فهناك بارقة أمل ظهرت بعد عقود مظلمة وهي إقبال الناس علي الانتخابات الأخيرة وقد كان استفتاء مارس الماضي خير دليل- ونحن الآن أمام مرحلة دقيقة وحساسة وعلينا أن نتيقن وأن ننظر إلي كل كلمة لأنها الأمانة وعلينا أن نعطيها لمن يستحق حتي نبرئ ذمتنا. وحذر الدكتور السالوس من بعض الجهات التي تعمل علي تخويف المسلمين وغيرهم من الإسلام وكأن الإسلام هو قطع اليد والرجم وليس فيه نفع لأحد مستعجبا أن الإسلام فيه نفع عام للبشرية بصورة ليس لها مثيل. وأشار الدكتور محمد يسري إبراهيم الأمين العام للهيئة إلي أن هناك مسئولية ملقاة علي عاتق جميع المصريين سواء من الجماهير أو المرشحين أو الإعلاميين أو القيادات السياسية والحزبية وقادة الرأي إلي ضرورة الخروج بانتخابات نزيهة و توضيح المعايير والضوابط والمحاذير و التركيز علي أهميتها في المرحلة الراهنة ثم المقبلة وأهمية التواجد الإسلامي فيها. ووجه الدكتور محمد يسري رسائل للناخبين يجب الالتزام بها مثل إصلاح النية قبل الإدلاء بالصوت لنصرة الشريعة الإسلامية وتعديل الدستور وتنقية القوانين المصادمة للدين وتحقيق الخير للمصريين لأن المشاركة بإدلاء الصوت إيجابية محمودة تكثِّر الخير وتقلِّل الشر وعلي الناخب ألا يشهد لأحدي إلا بعلم لأن الصوت شهادة للمرشح الذي يتم اختياره وأن بيع الناخب لصوته خيانًة للوطن وإهداراً للكرامة وعودةً إلي عهود الفساد. ولا يجب أن يشارك الناخب في أعمال أو أقوال غير مشروعة وأن يتحلي يوم الانتخابات بكرم الأخلاق والصبر والالتزام بالدور والانضباط والحرص علي النظام والشفافية سماسرة الانتخابات. وأشار الدكتور طلعت عفيفي النائب الأول للهيئة الشرعية إلي أنه يجب علي الناخب معرفته بأن الدعوة إلي الإدلاء بالصوت إنما هي دعوة إلي شهادة وقد قال الله تعالي ¢ولا تكتموا الشهادة ¢ . ولهذا لابد ألا يتخلف أحد ويتقاعس عن تأدية هذه الشهادة و يعلم أن لصوته أهمية في نصرة الحق وخذلان الباطل وصفعة في وجوه الظالمين والقتلة والمفسدين في الأرض ممن اعتادوا علي تزوير الانتخابات وعلي أعضاء المجالس أن يعرفوا أنهم موظفون عند الشعب وأنه علي الناخب أن يتحمل مسئوليته في اختيار من يستأجر وأن عدم مشاركته في الانتخابات سلبية سوف يستغلها آخرين ممن اعتادوا شراء الأصوات وتخريب البلاد وأخلاق العباد فلابد من أن نكون إيجابيين ونقطع الطريق علي تجار وسماسرة الأصوات وبيع الصوت بعرض من الدنيا قليل هذه رشوة لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢الراشي والمرتشي في النار¢و من استباح لنفسه أن يشتري الأصوات بأمواله فسوف يحرص علي استردادها من أموال الشعب والبلد أضعافا مضاعفة ولا يجوز إعطاء الأصوات لمن عرف عليهم الكذب والخداع والفساد ومن استغلوا مواقعهم السابقة في تحقيق الثراء لأنفسهم وذويهم فأهدروا أموال البلد ومدخراتها وثرواتها كما أنه علي الناخب ألا يختار مرشح لأنه قريبه فقط انطلاقا من العصبية أو القبلية ومن الصفات التي أشار إليها القرآن الكريم التي ولابد أن تتواجد في الشخص المنتخب أو المرشح أن يكون قويا أمينا كفءً وذلك بغض النظر عن قربه منك أو بعده وسواء اتفقت معه أو اختلفت ومن يشهد له ماضيه ببراءته من أي ظلم للعباد أو انتهاك للحرمات أو نهب لثروات العباد و له دين يعصمه وخلق يحكمه وأدب يجمله فلا يصدر عنه فاحش قول أو منكر عمل. الانتخابات وسيلة وليست غاية ودعا المهندس محمد خيرت الشاطر نائب المرشد العام للاخوان المسلمين الناخبين والمرشحين الي استشعار الأمانة الملقاة علي عواتقهم تجاه هذا الدين والوطن و أن الانتخابات في حد ذاتها ليست غاية وإنما هي وسيلة ومن باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب وخاصة أن المسلمين قد غيبوا عن صناعة مصيرهم تحت شعارات الاشتراكية و الرأسمالية وآن الأوان أن نطبق شريعة ربنا في كل مجالات الحياة حتي تنهض أمتنا من خلال تحلي العاملين في الحقل السياسي الإسلامي بالصبر علي بعضهم والتعاون والبعد النزاع أو الخصام أو الاختلاف في الرأي لأنهم أمام معركة كبيرة ومن المتوقع أن تكون هناك حالات بلطجة وعلينا أن نُرتب أنفسنا للوقوف أمامها و تأمين الدوائر الانتخابية اثناء الانتخاب والفرز. إنقاذ الثورة وتحدث الدكتور طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية عن أهمية المشاركة الجماهيرية في نجاح العملية الانتخابية وأنها واجبة شرعا لإنقاذ الثورة المباركة لأن الحضور الواسع يؤكد حيوية الشارع و قدرة الشعب علي استكمال أهداف ثورته والإصرار علي حمايتها من المتربصين في الداخل والخارج والحل يكون بالاختيار الشعبي لأفضل المرشحين الذين يعبرون عن نبض واقع المصريين الحقيقي والإصرار علي المطلب الأساسي في الفترة الحالية وهو تسليم السلطة لحكومة مدنية والتصدي للبلطجة وكل محاولات إرباك الانتخابات وعدم السماح بتزوير الانتخابات واختيار أكفء المرشحين لبناء مجلس برلماني فعال وحيوي يعمل علي استكمال الثورة و تطهير البلاد من أذناب النظام السابق ورفض العودة للوراء لان القوي الدولية والخارجية لم يعد أمامها إلا احترام إرادة الشعب الذي يخرج ليدافع عن اختياراته. ودعا الدكتور هشام عقدة عضو مجلس امناء الهيئة الي تنازل مرشحي التيارات الإسلامية لبعضهم اذا كثر عددهم في المقاعد الفردية لمواجهة العلمانيين والليبراليين الذين لا يريدون تطبيق النموذج الإسلامي علي واقع أمتنا ولا يجوز أبدًا أن نضعف المرشح الإسلامي بسبب تعدد الأصوات وتفرقها وعليه فإنه يترتب وجوب الانسحاب علي المرشحين الإسلاميين الآخرين وخيرهما من يفعل ويبوء الآخر إما بإثم العناد أو للتسبب في وصول الغير كفء أو لتعريض المسلمين لمخاطر في فوات تلك المقاعد منهم إلي آخره مسألة الانسحاب في وقت الفتن جعله الشرع موقفا واجبا. وعن الضوابط والمحاذير في الدعاية الانتخابية اوضح الشيخ خالد صقر عضو مجلس امناء الهيئة أنه علي المسلم أن يظهر للعالم أجمع كيف يعمل في ظل أحكام دينه وأن يتحرك في هذه المواقف ملتزما بما أدبه به الله وبما علمه رسوله وأول ما يجب أن يراعيه المرشح الإسلامي في دعايته استحضار النية لله وأن الانتخابات إنما هي وسيلة لنقيم بها سلطان الله في أرضه وألا يذكر محاسن ليست موجودة فيه أو في حزبه بل يلتزم الصدق ولا يتشبع بما ليس فيه. وناشد الدكتور محمد هشام راغب عضو مجلس أمناء الهيئة الشرعية كل الاعلاميين وقادة الرأي أن يتقوا الله وان يعلموا مدي حساسية دورهم فكلامهم مؤثر ربما يتكلم بالكلمة من رضوان لها بالا ترفعه عند الله درجات والعكس صحيح وعليهم الالتزام الكامل بما يتناقلونه من أخبار المرشحين وعدم بث الإشاعات وألا يسمحوا لأحد أن يستخدمهم أو يستغلهم تجاه المرشحين الآخرين ملتزمين بالصدق والأمانة والشفافية و العدل بين كل المرشحين وان لا يروج لمبتدع أو مغرض . كما انه علي الشعب مقاطعة بعض الوسائل الإعلامية التي تشوه الإسلام والإسلاميين.