تكاد تكون حياة طه حسين سجالاً طويلاً ومعارك لا تنتهي إلا لتبدأ فالرجل كان محوراً ومركزاً للحياة الثقافية في مصر والعالم العربي، وعلي الرغم من رحيله عن عالمنا منذ 37 عاما إلا أن تواصل أفكاره يؤكد وجوده بيننا علي الرغم من الرحيل، فلا يحتاج الاحتفال بطه حسين إلي تقديم فهو يستحق منا الحديث عنه مرات ومرات، بل إن كل تفصيلة في حياته تستحق الذكر والتخليد، فحياة طه حسين تستحق أن تدرس فهي قصة لرجل بدأ من تحت الصفر لينحت في الصخر مكانة أدبية لا ينازعه فيها أحد، خصوصا أن عميد الأدب العربي خاض غمار معارك أدبية كبري صاغت العقل العربي في القرن العشرين وماتزال أصداء بعضها مستمرة حتي يومنا هذا، ولابد أن نتوقف أمام رؤية طه حسين في تطوير التعليم التي دعمها بالفعل عندما تولي وزارة المعارف ليضع شعاره الشهير »التعليم كالماء والهواء« موضع التنفيذ. كل هذا صنع من طه حسين حالة خاصة في تاريخنا العربي خصوصا أنه شاهد لحظة تاريخية مفصلية انتقلت فيها مصر من كونها دولة دينية إلي رحابة الدولة المدنية التي شارك طه حسين في بناء مفاهيمها وصياغة أفكارها هو وكتيبة من كبار مفكري مصر.