المملكة العربية السعودية بذكري اليوم الوطني الرابع والثمانين، والذي واكب مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة بطولية حافلة قادها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، علي مدي اثنين وثلاثين عاماً تمكن خلالها من تجميع شتات المملكة، ليشهد التاريخ لأول مرة توحيد المملكة العربية السعودية بموجب المرسوم الملكي الصادر في 17 جمادي الأولي عام 1351هجرية في اسم واحد هو «المملكة العربية السعودية». ونجح الملك عبدالعزيز، منذ ذلك التاريخ في توحيد دولته الحديثة علي أساس من التحديث والتطوير المعاصر، حيث أنشأ عدداً من الوزارات، وأقامت الدولة علاقات دبلوماسية وفق التمثيل السياسي الدولي المتعارف عليه رسمياً، وتم تعيين السفراء والقناصل والمفوضين والوزراء لهذه الغاية، كما اهتم بدعم القضية الفلسطينية، وعندما تأسست جامعة الدول العربية في القاهرة عام 1945 كانت المملكة العربية السعودية من الدول المؤسسة، كما انضمت إلي العديد من المنظمات والاتفاقيات الدولية، نتيجة لموقعها العظيم ورسوخها، بل كانت من أوائل الدول التي وقعت ميثاق هيئة الأممالمتحدة عام 1945. ذكري توحيد المملكة يستعيد أبناء المملكة العربية السعودية بذكري توحيد البلاد، وهم يعيشون واقعاً جديداً، خطط له خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز، واقعاً حافلاً بالمشاريع الإصلاحية، بدءاً بالتركيز علي إصلاح التعليم والقضاء، مروراً بالإصلاح الاقتصادي والصناعي والصحي والاجتماعي، إضافة إلي ما بذلته المملكة العربية السعودية من جهود متميزة في خدمة الأمتين العربية والإسلامية وترسيخ مكانتها في المحافل الدولية والعالمية، بفضل الإرادة السياسية الثابتة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وصولاً إلي بناء مجتمع متماسك، عماده الوحدة الوطنية. وتمتد جذور العلاقات السعودية المصرية لسنوات طويلة، حينما أكد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، علي أهميتها الاستراتيجية بمقولته الشهيرة، «لا غني للعرب عن مصر، ولا غني لمصر عن العرب». هذه المقولة الخالدة، أصبحت ميثاقاً للعلاقات بين المملكة العربية السعودية ومصر، والتي طالما اتسمت بأسس وروابط قوية نظراً للمكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان علي الأصعدة العربية والإسلامية والدولية. وترجم الملك عبدالعزيز ذلك من خلال حرصه، خلال تأسيسه الدولة السعودية الحديثة، علي إقامة علاقات وطيدة مع مصر منذ مطلع القرن ال19 مؤكداً ذلك من خلال زيارته لمصر، وهي الزيارة الوحيدة التي قام بها خارج الجزيرة العربية، وقد كان لهذه الزيارة أثر كبير في تطور العلاقات بين البلدين. بين مصر والسعودية وكان من رأيه، أن خط الدفاع الأول في تاريخ العروبة هو خط مشترك بين السعودية ومصر، كما تلا ذلك توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين عام 1936وورث أبنائه الملوك والأمراء علي مر الزمان حب مصر وشعبها. وتقديراً منه لمصر حكومةً وشعباً، فقد حرص خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز، علي تأييد إرادة الشعب المصري في أعقاب ثورة 30 يونيو، ودعم مصر في حربها ضد الإرهاب. كما حرص، علي زيارة مصر والالتقاء بالرئيس عبدالفتاح السيسي، في 20 يونيو الماضي، وتقديم التهنئة شخصياً له باسم خادم الحرمين الشريفين وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية. تلا ذلك الزيارة الأخيرة للرئيس السيسي للسعودية في 10 أغسطس الماضي، لتعبر الزيارتان بين القيادتين السعودية والمصرية عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وتأتيان استمراراً للتعاون المثمر والعمل جنباً إلي جنب لبحث القضايا والمستجدات علي الساحتين العربية والدولية. وتزين ربوع المملكة من أقصاها لأدناها باحتفالات رسمية، وشعبية في ذكري اليوم الوطني حيث تجري الاستعدادات منذ فترة، وتقوم اللجان المختصة الرئيسية والفرعية بأعمالها، فيتم تجهيز الشوارع والميادين والمتنزهات لاستقبال المواطنين من كافة الأعمار للمشاركة في الاحتفالات، وتنظم كل المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات فعاليات للاحتفال بهذا اليوم، ترسيخاً لحب الوطن في نفوسٍ بريئة، تمثل مستقبل المملكة. أكبر علم للسعودية وتتجدد مع الاحتفالات المعاني والقيم العظيمة المرتبطة بذلك اليوم الفاصل في تاريخ الدولة السعودية الحديثة، ومن أبرز مظاهر الاحتفال بالذكري الرابعة والثمانين هذا العام، أن مدينة جدة، ستشهد رفرفة أكبر علم للمملكة، وتبلغ مساحته 1635 متراً مربعاً، ووزنه 570 كيلوجراماً، ترفعه أطول سارية في العالم والتي يصل ارتفاعها إلي 170متراً، في ميدان خادم الحرمين الشريفين، في خطوة هي الأولي من نوعها في المملكة من حيث التصميم والبناء. أربعة وثمانون عاماً حافلة بالإنجازات علي هذه الأرض الطيبة والتي وضع لبناتها الأولي الملك المؤسس وواصل أبناؤه تحقيق الإنجازات المتواصلة سياسياً واقتصادياً، فشهدت العديد من التطوّرات في مختلف المجالات والمنجزات التنموية العملاقة التي شملت البنية الأساسية ومختلف القطاعات من خلال خطط تنموية ضخمة استهدفت الوطن والمواطن السعودي أولاً علي أساس من التحديث والتطوير المعاصر، بل وامتدت خيراتها إلي مختلف البقاع من الدول العربية والإسلامية.