تمتد جذور العلاقات السعودية المصرية لسنوات طويلة، حينما أكد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، على أهميتها الاستراتيجية بمقولته الشهيرة، «لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب». هذه المقولة الخالدة، أصبحت ميثاقًا للعلاقات بين السعودية ومصر، والتى طالما اتسمت بأسس وروابط قوية نظرًا للمكانة والقدرات الكبيرة التى تتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية. وترجم الملك عبد العزيز ذلك من خلال حرصه، خلال تأسيسه الدولة السعودية الحديثة، على إقامة علاقات وطيدة مع مصر منذ مطلع القرن التاسع عشر، مؤكدًا ذلك من خلال زيارته لمصر، وهى الزيارة الوحيدة التى قام بها خارج الجزيرة العربية، وقد كان لهذه الزيارة أثر كبير فى تطور العلاقات بين البلدين. وكان يرى أن خط الدفاع الأول فى تاريخ العروبة هو خط مشترك بين السعودية ومصر. كما تلا ذلك توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين عام 1936م، و كان الملك سعود أول ملك عربى زار مصر بعد قيام ثورة 1952م. وقد بقيت العلاقة بين البلدين متماسكة فى ظل العواصف التى مرت بالمنطقة خلال عقود، حيث كان التعاون يزيد فى أحلك الظروف، والتضامن يبلغ مداه فى التصدى للمخاطر الداخلية والإقليمية، وكانت الدولتان المؤسستان لجامعة الدول العربية، هما نبض العالم العربى والإسلامي، والساعيتان لتحقيق مصلحة الشعوب العربية والإسلامية جمعاء. وتقديرًا لمصر حكومةً وشعبًا، فقد حرص خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز على تأييد إرادة الشعب المصرى فى أعقاب ثورة 30 يونيو 2013م، ودعم مصر فى حربها ضد الإرهاب. كما حرص، على زيارة مصر والالتقاء بالرئيس عبد الفتاح السيسى، وتقديم التهنئة شخصيًا له باسم خادم الحرمين الشريفين وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية بمناسبة فوزه فى الانتخابات الرئاسية. تلا ذلك الزيارة الرئاسية لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى للمملكة العربية السعودية لتعبر الزيارتان بين القيادتان السعودية والمصرية على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وتأتيان استمرارًا للزيارات وللتعاون المثمر والعمل جنبًا إلى جنب لبحث القضايا والمستجدات على الساحتين العربية والدولية. وتحل يوم الثلاثاء المقبل ذكرى اليوم الوطنى الرابع والثمانين للمملكة العربية السعودية، حيث تحتفى البلاد قيادة وشعبًا بذكرى إعلان الملك عبدالعزيز توحيد جميع أراضى المملكة. وتتجدد مع الاحتفالات المعانى والقيم العظيمة المرتبطة بذلك اليوم الفاصل فى تاريخ الدولة السعودية الحديثة، ومن أبرز مظاهر الاحتفال بالذكرى الرابعة والثمانين هذا العام، أن مدينة جدة، سوف تشهد رفرفة أكبر علم للمملكة، وتبلغ مساحته 1635 مترًا مربعًا، ووزنه 570 كيلوجرامًا، ترفعه أطول سارية فى العالم والتى يصل ارتفاعها إلى 170مترًا، فى ميدان خادم الحرمين الشريفين، فى خطوة هى الأولى من نوعها فى المملكة من حيث التصميم والبناء. وفى إطار الاهتمام بالحرم المكى تحرص القيادة السعودية على القيام بأعمال كثيرة لتوسعة المسجد حيث بلغت تكلفة توسعة المسجد الحرام خمسة وعشرين مليار دولار، وتعتبر أَكبر توسعة فى التاريخ وستزيد من طاقته الاستيعابية إلى ما يقرب من مليون ومائتَى ألَف مصل. كما يتم فى الوقت الراهن تَنفيذ مشروع توسعة الحرم النبوى الشريف لزيادة الطاقة الاستيعابية إلى ما يقارب مليون وستمائة ألف مصلٍ. هذا بالإضافة إلى مشروع سقيا زمزم لتَعبئة وتخزين مياه زمزم وتسهيل وصُولها للحجاج والمعتَمرين بمبلغ مائة مليون دولار. ويُعد جسر الجمرات من أبرز المشروعات التى تم تنفيذها فى مشعر مِنى حيث بلغت تكلفته أكثر من مليار دولار وتبلغ طاقته الاستيعابيةَ ثلاثمائة ألف حاجٍ فى الساعة. هذا بالإضافة إلى قطار المشاعر المقدسة الذى يربط مكةَالمكرمةَ بالمشاعر المقدسة وبلغت تكلفة المشروع، ما يقارب من مليارى دولار.