يبدو أننا سكتنا طويلاً علي ما يحدث في سيناء. اختطاف 7 جنود عسكريين بواسطة جماعات إرهابية شيء ينذر بخطر رهيب. والغريب أنه ليس الحادث الأول الذي شهدته سيناء خلال العامين الماضيين ، فهناك العديد من الحوادث التي اختطف فيها جنود آخرون ولا يزالون مفقودين وشهداء رفح الذين لم نقتص لهم حتي الآن ولا نعرف من الذي فعلها. وتفجيرات خطوط الغاز التي فاق عددها العشر مرات. ما هذا ؟ ومن وراء كل ما يحدث في سيناء منذ قيام ثورة يناير؟!. الوضع لم يعد يحتمل الانتظار لقرار يصدره رئيس الجمهورية أو رئيس الأركان لإعادة السيطرة المصرية علي هذه البقعة الغالية من أرضنا ، والتي تمثل خط الدفاع الأول عن أمننا القومي وحدودنا مع اسرائيل. وهذا كله يفسر التركيز علي سيناء وجعلها مسرحاً لأحداث عنف وإرهاب وصور من الحوادث لم تكن معتادة ولا معروفة من قبل وأهمها خطف جنود مصريين يمثلون شرف وكرامة القوات المسلحة المصرية!. والغريب في الأمر أن إدارة الأزمة الآن بين سلطة الدولة وبين الخاطفين الإرهابيين تعكس ضعفاً شديداً ومهيناً من قبل الأجهزة المسئولة ، فمجرد التفاوض مع مختطفين إرهابيين يعطي الشرعية لفعلتهم الحقيرة ويتعامل معهم باعتبارهم كياناً له اعتبار ويمكنه أن يتعامل بندية مع السلطة الحاكمة ، ما هذا الهراء؟!. المشهد الحالي في سيناء مخيف .. مهين .. شائن.. وانتظار القوات المسلحة لما سوف تسفر عنه المفاوضات مع الإرهابيين شيء فعلاً محير وغريب ويدعو إلي الأسي أو إلي اليأس. هناك جملة متداولة بين القيادات الأمريكية وهي »we don`t negotiate with terrorists«، أي "أننا لا نتفاوض مع إرهابيين". فماذا يقول المسئولون المصريون في هذا الشأن الخطير؟. وهم - أي الأمريكان- يؤمنون بهذا المبدأ من منطلق أنه لو تمت الاستجابة لمطالب الإرهابيين مرة ، فسوف تتكرر نفس العملية مرات ومرات كما أن سقف مطالبهم سوف يرتفع ويرتفع إلي أن تصبح البلطجة والإرهاب هما الوسيلة الناجحة في كسر كل القوانين والقواعد ، وتصبح بعدها سيناء إمارة إرهابية لا سلطان للمصريين عليها. لذلك أعتقد بل أكاد اجزم أن ما يحدث في سيناء ليس بعيداً عن تخطيط أولاد العم واقتناصهم لفرصة عدم الاستقرار التي تمر بها مصر منذ ثورة يناير ، ومن هنا لابد أن ننتبه وأن نعلم ان الخطر الحقيقي سوف يأتي من هناك إذا لم تتخذ إجراءات حاسمة ورادعة لإعادة سلطة الدولة علي سيناء. وأوجه كلامي بشكل خاص إلي الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع ، وأقول له إن المصريين جميعاً في حاجة إلي الإحساس بقوة الدولة و استعادة هيبتها وهذه دائماً مهمة قواتنا المسلحة التي نعتز بها ونفخر ببسالة رجالها.