الاستهانة بما يحدث في سيناء الآن .. جريمة عظمي سيحاسب عليها كل من ارتكبها ، ربما أقسي وأشد من العقاب الذي سيناله مرتكب أحداث العنف في سيناء ، والذي لايجوز تسميته بأقل من كافر بالإسلام وبالمسيحية وبكل الأديان السماوية ، لأن كل من قتل جندياً في سيناء منذ حادث رفح الأليم لاعلاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد ، حتي ولو ارتدي جلباباً أو كانت له لحية ، لأن "حُرمة " الإنسان عند الله أغلي من حُرمة بيت الله الحرام. لذلك لابد من التعامل مع ما يحدث في سيناء وفي العريش علي وجه التحديد بحسم شديد، فالإرهاب الذي ترعاه إسرائيل وتقوم به بعض العناصر المتطرفة من المنتسبين للتيار الإسلامي له أهداف محددة..في مقدمتها إدخال البلاد مرة أخري في آتون الفوضي وإشاعة الخوف والإحساس بعدم الأمان لدي السيناويين والمصريين من العواصم الأخري الذين يزورون سيناء إما للسياحة أو للتجارة، كما يهدف هؤلاء المخربون لإفشال مشروع الحكم الإسلامي بقيادة الرئيس محمد مرسي، وفي النهاية ضياع أرض الفيروز للأبد وهو ما تسعي إليه إسرائيل وبقوة علي طريقة ما حدث في دارفور بالسودان. أبناء سيناء من جانبهم يرفضون أي إشارات أو تلميحات توحي بأن لهم علاقة بما يحدث ويؤكدون أن جميع مرتكبي أحداث العنف جاءوا من محافظات أخري ، وهذه من وجهة نظري هي الكارثة بعينها لأن أهالي سيناء الذين عانوا خلال النظام السابق من الإهمال والتعامل الأمني القاسي ، يواصلون معاناتهم ويدفعون ثمن العمليات الإرهابية.. أما الحديث عن التنمية والتطوير فيظل حبراً علي ورق ومجرد تصريحات لوزراء في حكومة لاتجيد حتي الآن سوي التصريحات. أعرف أن الدكتور محمد مرسي لديه رغبة حقيقية في تنمية سيناء، ولكنه لن يفعل ذلك بمفرده ، والدليل علي ذلك أنه زار سيناء 3 مرات منذ توليه الحكم في 30 يونيو الماضي وهو رقم قياسي لم يحدث مع أي محافظة مصرية أخري .. بل وتعهد الرئيس بالقصاص لضحايا حادث رفح وبأنه سيقود العملية "نسر" بنفسه وسيثأر لدماء أبنائه جنود القوات المسلحة. سيدي الرئيس .. سيناء أهم من الدستور الذي لن يقرأه مليون مواطن، وأهم من القوي السياسية التي لايهمها سوي مصالحها الخاصة.. سيناء هي مصر .. وسيناء هي وعدك يا دكتور مرسي.. ونحن جميعا في انتظار أن تفي به.