علي مدار أربعة أيام متتالية دارت خلالها مناقشات ساخنة وعرضت فيها ابحاث متعددة لعلماء باحثين من كل أرجاء المعمورة اختتمت أمس ندوة تطور العلوم الفقهية بسلطنة عمان أعمالها والتي حملت عنوان الفقة الحضاري رفقة العمران وأصدرت توصيات كانت نتاج حوار هاون ومداخلات بناءة. حيث أكد الدكتور سالم اجروص مدير ادارة الوعظ والارشاد بوزارة الاوقاف العمانية ونائب رئيس اللجنة المنظمة للندوة في البيان الختامي الذي ألقاه للندوة انه الفقة الحضاري او فقه العمران مفقهوها شاملا لايقتصر علي الجانب الانشائي او المادي فحسب بل يشمل جوانب معنوية كثيرة تكتمل بها نظرية الحضارة الاسلامية فهناك قيم العدل والامن والعلم والحرية والرخاء والاخوة والتعاون والتكامل وغيرها من الجوانب المشرقة في حضارة الاسلام لابد من العناية بها فقها وتأصيلا. وأشار الي ضرورة فتح الاسلام افق النظر في الكون للاستفادة العلمية والعملية لقوله تعالي( قل سيروا في الأرض فانظروا) ونحو ذلك من النصوص التي تعد قاعدة ومنطلقا للفقة الحضاري العمراني بها مكن اهل الخيرات المختلفة من ابراز مواهبهم وأفكارهم في بناء الحياة وتطويرها وضرورة اعداد مضف مرجعي يشتمل علي نصوص الايات القرآنية والاحاديث النبوية المرتبطة بمكنونات الفقة الحضاري مرتبا ومبوبا علي مسائل العمران ليشكل مرجعية نصيه وذكر مدير ادارة الوعظ والارشاد ان توصيات الندوة تمثلت في دراسة كل ماحفظة التراث من عهود اسلامية سابقة لاستخراج الاسس الحضارية والاستفادة منها في بناء الحضارة الإسلامية الجديدة, وقضايا التواصل والتعارف مع الأمم الأخري وتأكيد رؤية الإسلام العميقة والأصيلة والسابقة في احترام الحرية الفردية في مقابل شمول المجتمع وتوجهاته, واعمال التوازن بين المصالح الفردية والجماعية بحسب القاعدة المعروفة لاضرر ولاضرار إظهار رؤية الإسلام في إعمار الكون وإصلاحه, وعنايته بتنمية حياة الناس وجميع الكائنات والمخلوقات في مختلف البيئات, من خلال قواعد الفقه ومقاصد الشريعة المعنية بذلك, ليكون هذا ردا حضاريا علي مايتهم به الإسلام من إرهاب وعنف ونحوهما. الأصل في البيئة السلامة والنقاء, وتلوثها هو من جناية الإنسان بسوء التصرف معها وإفسادها فينبغي التوعية المستديمة لحماية البيئة وصيانتها لتكون عونا علي الحياة الكريمة.