تبدأ اليوم فعاليات الندوة التاسعة لتطور العلوم الفقهية في سلطنة عمان بعنوان الفقه الحضاري فقه العمران والتي تنظمها بشكل سنوي وزارة الأوقاف والشئون الدينية العمانية تحت رعاية عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان قابوس بن سعيد. ويشارك في الندوة علماء من كافة بلدان العالم الإسلامي وستتم مناقشة40 بحثا حول الفقه الحضاري. ومن جانبه أكد الدكتور خالد بن سعيد المشرفي مدير دائرة الإعلام الديني وعضو اللجنة المنظمة أن موضوع الندوة هذا العام يشير إلي الجوانب الحضارية في الفقه وهذا ما نسعي إلي تأكيده وهو أن الفقه الإسلامي كان في الماضي يقوم بدور حضاري وهو اليوم لا يزال يقوم به فالفقيه كان يناقش القضايا المتعلقة بالقرآن كبناء الدور والمساكن والمساجد واختطاط الطرق والمدن والأسواق والأراضي الزراعية والآبار والعيون بهدف الوصول بالإنسان إلي السلوك الأقرب للمصلحة العامة والمحقق للعدالة. وأضاف المشرفي أن الفقه به مباحث مطولة تهتم بموضوع توزيع المياه بنحو عادل بالإضافة إلي أبواب الفقه التي تنظم علاقة الإنسان بربه والفقه الاجتماعي الذي ينظم علاقة الإنسان بغيره. كل هذه الامتدادات للفقه الإسلامي ومن خلال الموضوعات التي تستجد تشير دون شك إلي أن الفقه قام بوظيفة حضارية في اطار زمان ومكان محددين. وقال انه ليس من المنطقي أن نطالب فقيها من القرن العاشر الهجري أن يتحدث في موضوعات الحريات السياسية وحرية التعبير وحقوق الإنسان بالآفاق المطروحة الآن ذاتها وإنما في حدود زمان ومكان. وأشار إلي أن الفقه الإسلامي يمتلك من خصائص البناء ما يؤهله لاستمرارية العطاء كونه يستلهم طروحاته ورؤاه من الكتاب الكريم والسنة النبوية العطرة ومن ثم فهو قادر علي طرح رؤي فيما يتعلق بقضايا العولمة والاستنساخ والاتجار بالبشر وغسيل الأموال وغيرها من القضايا وهذا ما يدفع باتجاه حضارية الفقه الإسلامي وأنه قاد المجتمعات الإسلامية نحو حضارة قدمت للعالم نموذجا لا يزال محط أنظار الباحثين والدارسين من كافة أنحاء المعمورة. أما بالنسبة للمحاور الأساسية للندوة قال سلطان ابن سعيد الهنائي مساعد المدير العام للوعظ والارشاد وعضو اللجنة المنظمة للندوة أن المحاور الرئيسية ترتكز علي الفقه الحضاري عند المسلمين وأنه تم اختيار ذلك المحور الرئيسي ليتطرق لفقه العمران بأبحاث علمية تبين الأحكام الفقهية لمفرزات الحضارة المعاصرة وغير خاف أن حضارة الأمم تقاس بما لديها من رصيد فكري وثقافي تعتمد عليه في تأصيل المستجدات وهو ما يميز الأمة الإسلامية علي غيرها. ولفت إلي أن ضرورة أن يكون الفقيه مسايرا لركب الحضارة وفقه الواقع ستتم مناقشة الفقه الحضاري الإنساني وفقه المجتمع المدني وفقه البيئة والكائنات وفقه المهنة وأرباب المهن وفقه السواق والطريق والمدينة والعمران وسيتم تقديم أكثر من أربعين بحثا خلال الندوة. وعن الأهداف الموضوعة لبحث الموضوع ذكر الهنائي أنه يتوقع أن تطرح الندوة في محاورها الإجابة عن عدد من الاشكالات المطروحة في فقه العمران وأن تثبت مدي فاعلية الفقه الإسلامي الذي دار مع الحياة ومستجداتها وأثبت مرونته في التوفيق بين النصية والمقاصدية لتكون مقولة حينما وجدت المصلحة فثم شرع الله حاضرة في دقائق الحياة المتنوعة وأن تعرض الجوانب التراثية الغنية بأطروحاتها لايجاد حلول للمعضلات التي تواجه العالم الإسلامي في هذا الوقت وكل ذلك مرهون بفكر وأقلام العلماء والباحثين. وشدد مساعد المدير العام للوعظ والإرشاد علي أن الندوة ستضيف الجديد للفقه الإسلامي وستخرج بنتائج مثمرة تعود بالمصلحة للإسلام والمسلمين وسيكون لنتاجها وزن في التأصيل للفقه الحضاري خاصة فقه العمران الذي هو من الأهمية بمكان في حياة البشرية جمعاء.