أول مرة أسمع اسم د. عاصم الدسوقي كان في محاضرة للدكتورة عواطف عبد الرحمن في مادة مناهج البحث في بكالوريس إعلام, عندما تحدثت عن الصحافة كوثيقة تاريخية وساقت لنا رأي د.عاصم في ضوابط إستخدام الصحيفة كأحد مصادر التأريخ, د.عاصم أستاذ تاريخ له إسهاماته الأكاديمية التي لاينكرهاأحد, كثير من أساتذة التاريخ تتلمذوا علي يديه, ولذا غضب الكثيرون من الموقف الذي تعرض له من مذيعة لاتعرف التاريخ من كوز الذرة, الشئ الإيجابي الذي ترتب علي هذا الموقف أن كثيرين ممن لايعرفون دعاصم تعرفوا عليه من خلال ما جاء في مقالات الرأي التي تنتقد المذيعة وتتعرض لقيمة د.عاصم كأستاذ تاريخ. ولكن منذ أيام خرج د.عاصم في برنامج تليفزيوني ليقول إن سعد زعلول كان سكيراولاعب قمار يعني بعد مايقرب من100 سنةعلي ثورة19 طلع إننا مخدوعون في زعيم الأمة وإن مادرسناه في كتب التاريخ عن سعد زغلول كرمز وطني كذب لان السكير مدمن القمار لايملك إدارة شئونه فمابالنا بشأن أمة وزعامة ثورة. قبل الهجوم علي سعدزغلول من أستاذ التاريخ, هاجم الروائي والأديب يوسف زيدان أحمد عرابي وقال إنه هو الذي سلم مصر للإنجليز بعد أن أمر جنوده بإستباحة مدينة الإسكندرية. أحمد عرابي الذي رسخت صورته في أذهاننا منذ طفولتنا فارسا شجاعا راكبا حصانه ويحمل ورقة بها مطالب الجيش المصري ليقدمها للخديو وإرتبط بالجملة الشهيرة للخديو توفيق متي إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا السؤال ماهو سر الهجوم علي الزعماء التاريخيين, هل نما إلي علمهم أنهم عائدون علي طريقة طلعت حرب راجع, أم إنه الإفلاس والعجز عن مناقشة قضايا حياتية., هل انتهت كل مشكلاتنا ولم يعد أمامهم إلا إستدعاء زعامات من صفحات التاريخ حتي لو كانت هذه الزعامات دفعت في حياتها ثمن مواقفها نفيا وتشريدا خارج البلاد. ماجاء هجوما علي عرابي وسعد زغلول يقول لنا إن التاريخ تحول لمادة للظهور التاريخ شوأي حد يطلع يقول كلمتين ضد سعد وضد عرابي يضمن الظهور ويثير الجدل وهو المطلوب, الإثارة بعيدا عن مجريات الحياة جدل فيما مضي وفات. والتاريخ شو تاريخ أصفر يضاهي الصحافة الصفراء, والتاريخ الأصفر يقوم علي فكرة ضرب الثوابت وتشويه الرموز, ففي الصحافة عندما يضيق هامش الحرية وتغيب المعلومات تظهر الصحافة الصفراء التي تركز علي الجنس والدين وكل مايثير القراء حتي ولوكان ذلك مبني علي الأكاذيب بهدف تحويل إنتباه القراء عن المشكلات الحقيقية, وفي التاريخ عندما يفلس المؤرخ يفتش في الدفاتر القديمة في مذكرات ليخرج علينا بصدمات تغير مارسخ في أذهاننا من صور عن زعماء ورموز وطنية. وكما يوجد في الصحافة مصطلح فبركة لمن يصنعون وقائع وهمية أويضيفون من خيالهم لحدث وقع بالفعل, يوجد تلفيق التاريخ وتزييفه. اللهم ارحمنا من المفبركين والملفقين وأخرجنا من بينهم سالمين.