الروائى ينال من زعماء مصر الحقيقيين الذين أرادوا عودة مصر إلى الشعب «زيدان » لا يمتلك أى أدوات بحثية منهجية لدراسة التاريخ وانتظروا هجومه على عبدالناصر «خالف تعرف» مبدأ يعتمد عليه الكاتب والروائى يوسف زيدان، الرئيس السابق لمكتبة الإسكندرية ليتم تسليط الأضواء عليه، إذ يتعمد الهجوم دائمًا على الشخصيات التاريخية العسكرية، وإنكار أحداث تاريخية، دون امتلاك أى أدلة أو وثائق تثبت صحة آرائه. قائد الثورة العرابية الأميرالاى أحمد عرابى، لم يسلم من هجوم «زيدان»، وكان آخر الشخصيات التى أطلق «زيدان» عليها قذائفه، واتهمه صراحة بأنه السبب فى احتلال الإنجليز لمصر لمدة تزيد على ال70 عامًا، نتيجة ما أسماه «هوجة عرابى»، رغم وجود العديد من الوثائق التى تؤكد نية بريطانية عن احتلال مصر للقضاء على نفوذ الدولة العثمانية. الكاتب المعروف عنه تصريحاته المثيرة للجدل، وصف «عرابى» ب«الفأر»، وأن الموقف المشهور عن مواجهة «الأميرالاى» ل«الخديوى» لم يحدث، بل كان مجرد قصص وهمية. «عرابى» لم يكن الشخصية العسكرية التاريخية الوحيدة التى هاجمها، يوسف زيدان، إذ شن حملة ضد القائد المسلم «صلاح الدين الأيوبى»، و«عبدالرحمن الداخل» مؤسس الدولة الأموية فى الأندلس، والأغرب من ذلك إنكاره أمرًا يعد من أساسيات الدين الإسلامى ومن ثوابته وهو رحلة الإسراء والمعراج. تصريحات «زيدان» أثارت استنكار الرأى العام، وأساتذة التاريخ، الأمر الذى اعتقد الكثيرون أنه توقف عن «زيدان»، لكن كان لتصريحات الكاتب المثير للجدل تبعات، إذ تعرض دكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، لموقف محرج مع مذيعة قناة «سى بى سى»، خلال مناقشة حول الوقائع التاريخية التى شكك فيها يوسف زيدان، ما أدى فى النهاية إلى تعامل مذيعة البرنامج «مروج إبراهيم»، بشكل غير مهنى، وفشلت فى إدارة الحوار واضطرت لإنهاء الحلقة. من جانبها قررت إدارة قناة «extra news»، إيقاف المذيعة عن العمل وتحويلها للتحقيق، على إثر مشادتها على الهواء مع المؤرخ عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، وقالت إدارة القناة فى بيانها، إن «المذيعة» خرجت عن قواعد مدونة السلوك المهنى التى تعتمدها القناة وتلتزم ببنودها. وأضاف البيان أن المذيعة أساءت إدارة الحوار ولم تلتزم الأسلوب اللائق فى التعامل مع ضيف البرنامج، ولم تراع مقتضيات ومعايير الأداء المهنى وأنهت الحوار بشكل يسيئ بشدة للقناة قبل أن يكون تجاوزًا مرفوضًا فى حق الضيف الكبير». وأوضحت إدارة القناة أنها تواصلت مع د. عاصم الدسوقى لتقديم اعتذار عما بدر من المذيعة، مؤكدة أنه يمثل قيمة علمية ووطنية كبيرة، وأنها لا تقبل أى مساس بمكانته، وظهوره على شاشتها تقدير لهذه الشاشة تعلم قيمته جيدًا، مشددة على أنها ستتخذ الإجراءات الواجبة رفعًا لأى إساءة فى حقه واحترامًا من القناة لاسمها ولمعاييرها المهنية ولجمهور مشاهديها. من جانبه، قال د. عاصم الدسوقى، إن يوسف زيدان شكك فى ثوابت تاريخية، مستنكرًا دخوله فى جدل تاريخى، وتزييف وقائع ثابتة تاريخيًا دون أدلة أو وقائع، علاوة على دخوله مجال التاريخ، وهو غير مؤهل فهو دارس للفلسفة، ولا يمتلك أى أدوات بحثية منهجية لدراسة التاريخ، وهو ما سبب الجدل الذى يحدث فى كل مرة يتحدث فيها يوسف زيدان حول التاريخ. واستطرد: ليس من حق كل من يمسك بقلم، ويخط بضع كلمات فى التاريخ أن يعتبر نفسه باحثًا ويقول ما يريد، ومثل هذه الأفكار ليست جديدة على فكر يوسف زيدان فسبق وأن شكك فى الناصر صلاح الدين الأيوبى، ويتعمد استهداف الشخصيات التاريخية العظيمة وشكك فى معجزة الإسراء والمعراج، والواضح أنه إما يبحث عن الشهرة أو يخدم قوى معادية لمصر من الخارج تريد النيل من مكانتها عن طريق النيل من الرموز التاريخية المصرية، فهو يقول إنه يعتمد على وثائق حقيقية، وهو ما يسىء فى الخارج عندما تتلقف الصحافة الخارجية هذه الأحاديث عن شخصية مثل يوسف زيدان. وأكد أن ما أثاره يوسف زيدان بشأن حديث «عرابى» مع الخديو على حصانه وجملته الشهيرة «لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارًا ولن نستعبد بعد اليوم» من الثوابت التى لا تحتاج إلى إثبات، فالصحافة العالمية التى دونتها لم تنقلها من محض الخيال، والفنان الذى رسم اللوحة لم يستشفها من وهم الشعب الذى تناقل الحادثة ولا زالت الأجيال تدرسها فى المرحلة الابتدائية حتى يومنا هذا. وأشار إلى أن «زيدان» يريد أن ينال من زعماء مصر الحقيقيين الذين كانوا يريدون عودة مصر إلى الشعب، فمطلب «عرابى» كان عزل وزير الحربية الشركسى، وأن يكون هذا المنصب مصريًا، خاصة وأن رتبته فى الجيش كانت «اميرالاى» وهى أعلى رتبة عسكرى فى الجيش المصرى وقتها، فما كان المطلوب بعد ذلك لكى يتولى وزارة الحربية. واستنكر الدكتور «الدسوقى» إصرار «زيدان» على النيل من الرموز التاريخية المصرية، خاصة العسكرية وهو أمر له أبعاد لا يجب أن تكون خفية لدى المتابعين، فهو يروج أن أحمد عرابى، عسكرى وتسبب فى احتلال الإنجليز لمصر 70 سنة، ثم جاء الحديث عن ثورة 1952 وقال زيدان: «إن من قام بالثورة كانوا مجموعة من الضباط الأحرار، والأحرار جدًا وفعلوا فى البلد مثلما يشاؤون بطريقة إدارة حكم تقوم على حسب أهوائهم الشخصية وسرقوا البلد». وشدد «الدسوقى» على أن «زيدان» محدود الكفاءة بدليل أنه حصل على درجة الدكتوراه وفشل فى أن يصبح عضوًا بهيئة تدريس إحدى الجامعات فقفز على كرسى مكتبة الإسكندرية، لكنه اختلف مع الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية. وقال إن الإطاحة بزيدان من مقعد مكتبة الإسكندرية، سببت له أزمة نفسية على ما يبدو وأبعدته عن الأضواء، ويحاول استعادة مكانته ويرد اعتباره فيكتب ما يرى، بحثًا عن الشهرة، قائلا: «البحث عن الشهر له وسائل مختلفة وزيدان اختار أسوأها». وحول الموقف حدث خلال استضافته على قناة «سى بى سى إكسترا»، مع المقدمة مروج إبراهيم، قال الدسوقى، إن الإعلام ليس مؤهلًا لمناقشة القضايا المعمقة، وعلى الإعلامى أن يكون على دراية بالموضوع الذى يريد مناقشته، وأن يمتلك أدوات إدارة الحوار وليس مجرد إلقاء السؤال فقط، مضيفًا أن المشهد الذى ظهر فى الحلقة هو مشهد مركب للحالة التى وصل إليها الإعلام، فالمذيعة كما ظهرت فى الموقف كان هناك جهل ونقص فى الخبرة وكانت مبرمجة أو تم الاتفاق معها على هذا الموقف. ولفت «الدسوقى» إلى أنه لم يتسبب فى «قطع عيش» المذيعة ولم يطالب بوقفها من قبل إدارة القناة، والإدارة هى التى اتخذت القرار من تلقاء نفسها حفاظًا على مصداقيتها واسمها أمام الرأى العام وحفظًا لماء الوجه وإنقاذًا للموقف، وهو جزاء تراه القناة مناسبًا فاتخذته. من جانبها اعتذرت الإعلامية مروج إبراهيم، مذيعة قناة «extra news»، عن المشادة الكلامية التى وقعت بينها وبين الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ بجامعة حلوان.