علي أصابع يديه يعد حسن الأيام عدا في انتظار موعد صرف معاشه الشهري, جنيهات قليلة لا تكفي شيئا ولكنها تبقي كل ما يملك وكل ما يمكنه الحصول عليه من دخل,323 جنيها مصريا فقط لا غير, يقبضها من وزارة التضامن والشئون الاجتماعية, يعيش منها وعليها30 يوما, يأكل ويشرب, يدفع إيجار المسكن, يكتسي ملابس للصيف وللشتاء, ويشتري الدواء إن مرض, ليس هذا فحسب بل عليه أن يلبي احتياجات أمه أيضا من علاج وطعام, أمه هذه السيدة المسنة التي بلغت من العمر ما يجعلها عرضة لأمراض الشيخوخة, والتي كانت تعول عليه لتكسب وينفق عليها ويكفيها حاجتها. ولماذا لا يعمل؟ حسن, ومنذ أن كان طفلا, أصيب بشلل الأطفال, فقد ولد لأسرة مستورة الحال, الأب يعمل ما تيسر له من عمل, يكسب القليل, وقد تمر أيام بلا عمل وبلا دخل, والأم لم تنل حظها من التعليم, ولكنها كرست حياتها لرعاية زوجها وأطفالها, أسرة ككل الأسر من أولاد البلد, تقطن حارة بجوار قلعة صلاح الدين, تعيش بأقل القليل, تبحث دائما علي الستر, وتقابل ما يقدره الله لها بالصبر والرضا. كان ذلك قبل عقود, لم تكن مصر خالية من فيروس شلل الأطفال, ولم يكن الفيروس تحت السيطرة كما هو الآن, ولم يكن الوعي بأهمية التطعيم منه كافيا لينقذ حسن, فقد شاء قدره أن يكون من الواحد بالمائة, وهي النسبة التي يترك الفيروس أثره عليها في صورة ارتخاء وضمور في العضلات, مما يتسبب في شلل دائم يعوق الحركة والقدرة علي الكسب. كبر حسن وكبرت معه إعاقته, وأصبح من ذوي الاحتياجات الخاصة, وبعد فقد الأب ورحيله عن الدنيا, وإصابة والدته بأمراض الشيخوخة, وجد حسن نفسه مسئولا عن إعالة نفسه وإعالة والدته, فلجأ إلي وزارة التضامن والشئون الاجتماعية, وبعد جولة لا بأس بها بين المكاتب الإدارية والقومسيون الطبي واستيفاء الأوراق المطلوبة أصبح حسن من ذوي المعاشات والدخل الثابت الذي لا يزيد عن323 جنيها, ولأن هذا المبلغ لا يكفي شيئا في ظل ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة, ولأن حسن صدق ما يقوله المسئولون عن رعاية الدولة واهتمامها بمن هم مثله, ولأنه يثق كل الثقة في الرئيس السيسي ويعلم بتوصيته للمسئولين للاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة, فقد تقدم للمسئولين عن حي الخليفة ومحافظة القاهرة ووزارة التضامن يطلب الترخيص له بفتح كشك, يكسب منه لقمة العيش بدلا من انتظار صدقات المعارف والجيران, فهو يحب ألا يمد يده أو أن يصبح عالة علي غيره, وإنما يريد أن يكسب لقمته من عرقه وكده. واجه حسن حسن محمد أبو الدهب المقيم في3 حارة سليم بالقلعة العديد من العراقيل والكثير من تجاهل المسئولين عندما تقدم بطلبه, وكأن المسئولين في واد والرئيس وتوصياته وتعليماته في واد آخر, طاف حسن رغم إعاقته بين مكاتب المسئولين ولا مجيب, وقد أرسل إلينا يناشد السادة المسئولين في وزارة التضامن وعلي رأسهم الوزيرة الدكتورة غادة والي والمهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة أن يوافقوا علي طلبه بترخيص كشك يتكسب به وتسهيل إجراءاته, رفقا به وبإعاقته, ومراعاة لحالته الإنسانية وعوزه وحاجته للمساعدة, وهو الذي يرعي نفسه ووالدته المسنة, مؤكدا أنه علي أتم الاستعداد لتقديم الأوراق والمستندات, من كشف طبي وخطاب بقيمة المعاش وأي أوراق أخري تطلب منه, علي أن تتم حمايته من بيروقراطية الموظفين وروتين الإجراءات لظروفه الخاصة. علي حافظ