كُتب عليهم العيش في ابتلاء بعد عام من زواجهما، فقد رزقهما الله بأربعة أبناء «ولدان وبنتان» من ذوي الإعاقة الذين قدر لهم أن يكونوا حملاً ثقيلاً عليهما طيلة سنوات عمرهما، خاصة أنهم غير قادرين علي العمل والكسب وبمرور الوقت زادت الأعباء عليهما ولاسيما في السنوات الأخيرة التي شهدت غلاء الأسعار وصعوبة كبيرة في توفير احتياجات المعيشة اليومية، هذا بخلاف توفير احتياجات أبنائهم الصعبة الشهرية، وللأسف رزق الله أحد الأبناء بطفلة جميلة أطلق عليها اسم «منة الله» كتب عليها أيضاً أن تكون من ذوي الإعاقة الذهنية والجسدية لتعيش نفس المعاناة التي خاضتها أسرتها الكبيرة التي تتمني أن تمتد إليها الأيادى الرحيمة لإجراء جراحة نادرة تعافيها من ضمور في المخ الذي كان سبباً في إعاقتها. ورغم هذه المأساة التي عاشتها الأسرة طيلة السنوات الماضية، إلا أن هناك قرارات حكومية حكيمة كانت سبباً في استمرار هذه الأسرة علي قيد الحياة بعد أن منحتهم معاش الضمان الاجتماعى، إلا أن قرار وزير التضامن الاجتماعى رقم 187 الصادر في 26 أغسطس 2013 قضي بحرمان ذوي الإعاقة الذهنية والأمراض النفسية وأصحاب العجز من صرف معاش الضمان الاجتماعي الشهرى الذي كانوا يتقاضونه بعد أن ربط بين دخل الأسرة الواحدة من المستحقين للمعاش مشترطاً بألا يزيد الدخل الشهرى لأسرته عن ضعف قيمة الحد الأقصى للمساعدة الضمانية الشهرية بحد أقصى 900 جنيه وتم رفعها هذا العام إلي 1200 جنيه، وذلك في البند الخامس من الفقرة الثانية من التعديل علي القرار، وهو ما يعد مخالفاً لجميع معايير العدالة الاجتماعية والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان المصدقة عليها مصر. المأساة كما يرويها رب الأسرة الحاج كمال خليل سليمان الصادى، مقيم بقرية كفر إبراهيم التابعة لمركز بلبيس محافظة الشرقية: «أسرتي مكونة من 6 أفراد أنا وزوجتى التي صمدت في رحلة من العذاب بعد أن رزقنى الله بأربعة أبناء من المعاقين، الابنة الأولى جيهان مواليد 1975 تعاني من شلل أطفال وعدم القدرة علي الحركة، والابنة الثانية شيرين مواليد 1976 تعاني من شلل أطفال وشلل رعاش وارتخاء في الأعصاب وعدم القدرة علي الحركة والكلام، والأبناء الأكبر محمد مواليد 1984 يعاني من شلل أطفال وضمور في الفخذين الأيمن والأيسر وضعف بالأطراف الأربعة مع لدغة وصعوبة في الكلام وعدم القدرة على «التبول» والابن الأصغر عمرو مواليد 1992 يعاني من شلل أطفال ولين في العظام وضعف في الحوض وعدم القدرة على الكلام والحركة، وتابع: للأسف رزق الله ابني الأكبر محمد بطفلة اسمها «منة الله» عمرها الآن 5 سنوات مصابة بضمور في المخ مما أفقدها القدرة علي الحركة والكلام والإخراج بسبب خطأ طبي أثناء عملية الولادة، لافتاً أن الطبيب قام باستخراجها من رحم أمها بجهاز الشفاط الذى أضعف منطقة بالمخ. ويضيف الحاج كمال خليل، رب الأسرة، بأنه عاش وزوجته رحلة كفاح طويلة مع أولادهم المعاقين، مما أصابهم بأمراض السكر وضغط الدم والشيخوخة التي تستنزف منهم مبالغ كبيرة كعلاج شهري يقدر ب750 جنيهاً، فضلاً عن تكاليف العلاج الشهرية لأبنائهم المعاقين والتي تقدر ب1200 جنيه بما فيها علاج حفيدته التي يتم تدبيرها بالكاد من أهل الخير، مشيراً إلي أنه ليس له أي دخل سوي المعاش الذي يتقاضاه عن خدمته بالقوات المسلحة التي لم تزد على 7 سنوات والذي لا يكفيه وأسرته المعذبة سوي الأيام العشرة الأولى من كل شهر، كما أنه غير مؤمن عليه صحياً ويستدين للحصول علي الأدوية الخاصة به وأسرته من الصيدليات. وأوضح الحاج كمال أن نجله الأكبر ملتحق بالتربية والتعليم كمتعاقد بأجر شهري 83 جنيهاً، وأن نجله الأصغر كان يتقاضى معاشاً من الضمان الاجتماعى لإعاقته بقيمة 323 جنيهاً حتي تم قطعه عنه منذ أكثر من عام بسبب قرار وزير التضامن الاجتماعى، واصفاً إياه ب«المجحف» خاصة أنه كان ينتظر من الحكومة الجديدة التي جاءت بثورة شعبية زيادة هذا المعاش بدلاً من قطعه عنهم، خاصة أن أسرته بها 5 من الأفراد المعاقين غير قادرين علي الكسب لتوفير احتياجاتهم الصحية والمعيشية. ويطالب الحاج كمال، الرئيس عبدالفتاح السيسي والدكتورة غادة والى وزير التضامن الاجتماعى، بتطبيق المادة (17) من الدستور الجديد التي نصت علي أن تكفل الدولة الرعاية لغير القادرين علي الكسب مادياً وتوفير حياة كريمة له.