كيف نفرح؟..سؤال تفرضه علينا حوادث قتل وقعت لأبرياء, لتكتمل مراسم الزفاف والليالي الملاح, أعتقد أنه في مصر..ومصر فقط..يحدث القتل في ليالي الفرح, بين فترة وأخري نقرأ خبرا في صفحة الحوادث عن مقتل إنسان برصاص أطلقه أحد الأشخاص احتفالا بزفاف, قد يكون القاتل من أسرة العروسين أو مجاملا لكن القتل في ليالي الأفراح لم يعد مقصورا علي طلقات الرصاص التي تعلن عن الزفاف, فلا بد أن تتنوع أساليب القتل في ليالي العرس, عقب عيد الأضحي بأسبوع وقع حادث مروع, مقتل ثلاث طبيبات بجامعة شبين الكوم.. روضة السقا وشروق أبو العز وأسماء عبده.. الطبيبات الثلاث يقضين فترة الامتياز, تمايلت سيارة يمينا ويسارا بسرعة لا تستطيع أن تتنبأ باتجاه حركتها يقودها سائق فاقد الأهلية وفاقد الإحساس, وفي لمح البصر دهس أجسادهن, الباشا عايز يفرح.. الباشا زين سيارته بالورود وجاء يشارك في موكب سيارات.. بيب بيب أصوات الكلاكس لم تعد تشجي وحدها لا بد من أصوات صراخ المارة, لا بد من دماء تنزف وأرواح تزهق, في نفس توقيت الحادث تقريبا كنت مع ابنتي- وهي مبتدئة في القيادة ولكنها ملتزمة- أثناء مرورنا بشارع النصر كان هناك موكب سيارات يزف عروسين والسيارات تميل يمينا ويسارا والأجساد نصفها خارج الشبابيك مع كلاكسات.. جو يفقد أي شخص هدوءه كدت أكون انا وهي ضحايا لولا أن طلبت منها الوقوف علي جانب الطريق وتشغيل أضواء الوقوف ووضع المثلث لحين مرور الزفة. هل بعد مقتل الطبيبات الثلاث فرح السائق القاتل؟ وهل فكر للحظة كيف دمر حياة عائلاتهن؟ محتاجين نتعلم كيف نفرح دون أن نتسبب في أذي الغير حتي ولو بأصوات الكلاكس, محتاجين نفرح ونفرح معانا الناس. هل تعرف ماهي عقوبة الباشا الذي قتل الطبيبات الثلاث في الزفة؟ طبقا للمادة238 من قانون العقوبات من تسبب في موت شخص آخر بسبب إهماله أو رعونته أوعدم احترازه أو عدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح والأنظمة يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن6 أشهر وبغرامة لا تجاوز مائتي جنيه أو بإحدي هاتين العقوبتين, وتزيد العقوبة لتصل لمدة لاتقل عن سنة ولا تزيد علي5 سنوات وغرامة لا تقل عن مائة جنيه ولا تتجاوز500 جنيه أو بإحدي العقوبتين إذا وقعت الجريمة نتيجة إخلال الجاني إخلالا جسيما بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته أو كان متعاطيا.., وترتفع العقوبة لتصل لمدة لا تقل عن سنة ولا تزيد علي7 سنوات إذا نشأ عن الفعل مقتل أكثر من ثلاثة أشخاص. إذن أقصي عقوبة سنة حبس لانهم3 طبيبات وليس أكثر إلي هذا الحد الاستهانة بالأرواح, قانون رحيم بالقاتل. في جرائم القتل الخطأ لا بد من تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية, وفي جرائم القتل الخطأ بالسيارة يحرم السائق من القيادة نهائيا, أو تسحب منه لفترة زمنية ولا تجدد إلا باختبار جديد وذلك إذا كانت ملابسات الحادث تقلل من مسئولية السائق. للأسف الشديد جرائم القتل الخطأ في تزايد والقانون أقل ما يوصف به بأنه قانون يحمي القاتل, ولا ينصف أهالي الضحية.