كثيرا نتحدث عن تأخر وصول الكتب الي التلاميذ مع بداية العام الدراسي ورغم بدء الدراسة منذ أسابيع إلا أن بعض الكتب لم تصل خاصة التعليم الفني والابتدائية والثانوية بينما نجد الكتاب الخارجي قبل بداية العام الدراسي بأسابيع شاملا كل التعديلات والتطويرات التي تمت علي المنهج وهي إحدي المشاكل التي أتحدث عنها من فساد التعليم في مصر حيث يتم بيع النسخ من الكتب المختلفة لدور النشر قبل طبعها وبمبالغ كبيرة تحت مسمع ومرأي المسئولين بوزارة التربية والتعليم خاصة مستشاري المواد ومركز تطوير المناهج وأيضا هناك من يقوم ببيعها بمجرد وصولها الي المطبعة فهناك مافيا للكتاب الخارجي الذي يتعامل بمليارات الجنيهات كل عام. وأري ان من أسباب انهيار الكتاب المدرسي تلك المافيا حيث يتم تأليف الكتب وإقرارها بأسلوب معقد غير واضح المعالم المنهجية وعدم احترام مصفوفة المنهج وذلك لقيام الكتاب الخارجي بتقديم شرح مبسط وطريقة تساعد الطالب علي المذاكرة وحصوله علي أعلي مجاميع خاصة الشهادات العامة وأحيانا مؤلف الكتاب الذي يقوم بنفسه بتأليف الكتاب الخارجي او المراجع له وتستغرب لماذا هذا المؤلف لم يضع الكتاب المدرسي بنفس أسلوب الخارجي أقول ستقوم دار النشر بالاستغناء عنه وحرمانه من عشرات الآلاف من الجنيهات. ومما يساعد علي انتشار الكتاب الخارجي المعلمون أنفسهم الذين يفرضون علي الطلاب شراء كتاب معين أرسلت له دار النشر او المكتبة عددا من النسخ المجانية في الوقت الذي يقومون بوضع الامتحانات من داخل الكتاب الخارجي مما يساعد علي انتشاره. وأيضا من ضمن الفساد في المناهج ان تجري المناقصات علي التأليف وربطه بالطباعة فنجد ان الكتاب نسبة تقييمه لاتصل الي70% في الوقت الذي تصل مواصفاته الي أكثر من90% حتي يتم تطبيقه دراسيا مما يضر الوزارة عند كشف الناس تلك الحقيقة بإلغاء الكتاب الجديد بحجة انه لم يحقق النسبة المقررة ويكون الضحية هو الطالب الذي يطبق عليه منهج قام بدراسته من قبل ويجب اتخاذ إجراءات ضد دور النشر التي تفشل في تقديم كتاب يتمتع بالمواصفات العلمية والتربوية حتي لا يكرر ذلك لصالح الكتاب الخارجي. وأطرح سؤالا علي المسئولين بالتعليم لماذا لا يتم إجراء مسابقة بين جميع معلمي مصر لتأليف الكتب المدرسية علي مستوي كل محافظة يتم تصعيد الكتاب الأفضل في مسابقة مركزية يتم اختار أفضلها مما تنطبق عليه الشروط علي ان يتم لجنة عليا من علماء مصر والمتخصصين في مجال المنهج الدراسي وبعض أساتذة التربية علي ان يكون لكل منهج لجنة خاصة به يطلق عليها اللجنة العليا يكون أعضاؤها غير معروفين نهائيا ويمكن تغييرهم واستبدالهم سنويا حتي لا يصل إليهم أعضاء مافيا الكتاب المدرسي ونبدأ في حلقة المجاملات. ومن أسباب الحديث عن فساد المناهج قبل غيرها التحذير الذي صدر من وزارة التربية والتعليم من تداول كتابي الصف الثاني والثالث الثانوي في مادة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات للمنهج الجديد المقترح للعام الدراسي2016/2015 وإنها غير معتمدة وغير معترف بها وأن الوزارة غير مسئولة عنها ولم تقم الوزارة بنشرها علي الموقع الرسمي لها وكان علي المسئولين محاسبة من تسبب في تسريب الكتب قبل اعتمادها نهائيا وهي لا تخرج إلا من خلال بوابتين الأولي مركز تطوير المناهج والثاني الإدارة العامة لتنمية مادة الكمبيوتر وان بغاضي المسئولين عن اتخاذ إجراءات قانونية وعقابية سيكونون مشاركين في المقام الأول علي انتشار هذا الفساد ويجب الا يضع المسئولون رؤوسهم في الرمال ويتناسون حق الوطن والمواطن عليهم باعتبارهم المسئولين علي هذا الجانب. [email protected] [email protected]