أثار دخول علاج الكبد الجيد الأمريكي السوفالدي السوق المصرية والذي تصل نسبة الشفاء به نحو95%, جدلا كبيرا بين خبراء الكبد, اتهم البعض اللجنة القومية التي تفاوضت مع الشركة المنتجة لتوريده بأنها ساهمت في دخول العقار الوطن بأسعار مبالغ فيها للغاية وتفوق الامكانات المادية لنحو70% من المرضي, فضلا عن أنه دخل مصر بطرق مخالفة للدستور واتفاقية جنيف في1948 بشأن المساواة في الحقوق والواجبات, واتفاقية التربس التي أعطت الحق لمصر في تصنيع العقار دون الرجوع للشركة المنتجة. بينما يري الجانب الآخر أن مصر البلد الوحيد التي حصلت علي سعر1% بالعالم, وأن حصول الهند علي العقار بسعر أقل من مصر ليس حقيقيا, بالإضافة إلي أنها لن تبدأ في انتاجه قبل عامين. وأكد الدكتور عبدالحميد أباظة مساعد وزير الصحة السابق وعضو لجنة الجهاز الهضمي والكبد بالإدارة المركزية للشئون الصيدلية التي وافقت علي تسجيل العلاج في مصر, أن تكلفة علاج المريض في السوق الحرة والتي تصل ل80 ألف جنيه بالعقار الجديد تعد مرتفعة جدا لنحو70% من المرضي, خاصة أن امكاناتهم المادية صعيفة ودخلهم الشهري شبه معدوم, موضحا أن في حالة مقارنة هذه التكلفة بالسعر العالمي تعد جيدة. وأضاف أنه خلال عامين ستظهر أدوية جديدة نسبة الشفاء بها تصل ل100%, لذا دخول علاج السوفالدي مصر خطوة جيدة ولكن لا توصف بالحلم. وأشار إلي أن الأدوية الجديدة لا تحتاج أدوية بجانبها لعلاج فيروس سي وهذا هو الحلم الحقيقي, موضحا أن هذا عكس السوفالدي الذي يعد علاجا ثلاثيا وهو السوفالدي والانترفيرون والريفارين, من أجل وصول نسبة الشفاء ل95%, موضحا أن لجنة الجهاز الهضمي والكبد بالإدارة المركزية للشئون الصيدلية وافقت علي تسجيل الدواء بمصر بشرط أن يكون علاجا ثلاثيا. وأوضح أن مصر تعاقدت علي كمية من عقار السوفالدي تسمح بعلاج ما بين50 إلي60 ألف كدفعة أولي, وأنه من المقرر توريد لمصر دفعة أخري خلال الأشهر القليلة المقبلة. وأشار إلي أن هناك لجنة قومية ستضع معايير علاج مرضي الكبد بالسوفالدي طبقا لقواعد عالمية, قائلا: مش كل المرضي سيعالجون بالانترفيرون وكذلك ليس كل المرضي سيعالجون بالسوفالدي. ونصح المرضي الذين تسمح حالتهم المرضية بالانتظار وعدم حدوث اي مضاعفات للفيروس بعدم تناول السوفالدي, لحين ظهور الأدوية الجديدة التي ستحقق نتائج عالية في الشفاء بدون أدوية بجانبها. وحول ما يقال عن حصول الهند علي موافقة لانتاج عقار مماثل السوفالدي بمصانعها, أكد أباظة أنه لا يفضل انتاج أدوية مثيلة للسوفالدي في الوقت الراهن لأن ذلك يتطلب وقتا كبيرا لحين اثبات فاعلية المثيل, قائلا: إن فيروس سي يعد فيروسا كسيلا والانتقال من مرحلة لمرحلة يتطلب سنوات. وقال الدكتور محمد عز العرب رئيس وحدة أورام الكبد بمعهد الكبد إن هناك أخطاء فنية في التعامل مع ملف توريد عقار الكبد الجديد, منها أنه مخالف لاتفاقية التربس في عام2006 التي أقرت أن من حق الدول التي ينتشر بها اي وباء أن تنتج الأدوية المضادة له بدون الرجوع للشركات المنتجة والالتزام بحقوق الملكية الفكرية وهو ما حدث مع مصر أثناء أزمات أنفلونزا الطيور حيث أسندت وزارة الصحة والسكان عملية انتاج المصر لإحدي شركات الأدوية القومية, موضحا أن هذا كان من حق مصر أيضا أن تنتج السوفالدي بعد أن وصل عدد المصابين بفيروس سي أكثر من12 مليون مواطن. وأكد أنه طبقا لتقارير دولية أن الشركة المنتجة لعقار الكبد الجديد باعت لمصر السوفالدي بسعر مرتفع عن سعره الحقيقي ب670%, حيث أن تكلفة المادة الخام لعلاج المريض خلال3 أشهر130 دولارا, في حين أن مصر حصلت عليه خلال الفترة نفسها ب900 دولار. وقال إن هناك أمرا خطيرا آخر وهو أن سعر العلبة في مصر بالسوق الحر14940 جنيها في حين أن سعره في الهند300 دولار لجميع المرضي. واعترض علي رد رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية الدكتور وحيد دوس, بأنه مسئول عن سعر العقار في مراكز الصحة فقط عندما سأل عن ارتفاع السعر بالسوق الحرة, قائلا إن هذا الكلام مخالف للمادة3 بالقرار الوزاري للصحة376 في عام2009 بشأن اللائحة التنفيذية للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية, التي أكدت أن رئيس اللجنة مسئول عن الوقاية والعلاج لجميع المصريين, وكما نص دستور مصر2014 واتفاقية جنيف في1948 علي المساواة في الحقوق والواجبات بين كل البشر, قائلا:بكده يكون دخول السوفالدي مصر مخالف للدستور. وأشار إلي أن في25 مايو2014 أعلنت الشركة المنتجة في مؤتمر دولي ببانكوك وبحضور ممثلين منظمات المجتمع المدني ل22 دولة عن خطة انتاج السوفالدي بكثير من الدول منها الهند وباكستان والسودان وزامبيا, وليس منها مصر مما يثير تساؤلات عدة أهمها..من المستفيد من ذلك؟, خاصة أن الشركة المنتجة ستحصل علي مليارات الجنيهات من مصر خلال السنوات المقبلة, كما حدث مع الشركة المنتجة للانترفيرون. وأضاف أن الشركة المنتجة للسوفالدي أعطت تصريحا اختياريا لبعض الدول منها الهند لانتاج مثيل للعقار, وذلك طبقا لاتفاقية التربس, قائلا:الكلام ده كان من حق مصر, موضحا أن الهند ستنتج المثيل للعقار لكي تقوم بتوزيعه في60 دولة ليس منها مصر أيضا. وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة التدخل العاجل لحماية لحل هذه الأزمة وحماية أكباد المصريين واموالهم, فضلا لضرورة إنشاء إدارة أزمات للتعامل مع ملف فيروس سي في مصر. واعترض معه في الرأي الدكتور جمال عصمت نائب رئيس جامعة القاهرة وأحد أعضاء اللجنة القومية المصرية التي تفاوضت مع الشركة الأمريكية المنتجة للسوفالدي لدخول مصر, بأن الهند حصلت بالفعل علي موافقة لتصنيع عقار السوفالدي لعلاج الكبد بمصانعها ولكن بعد عامين, وبسعر يصل ل2000 دولار للمريض خلال ال6 أشهر, بينما حصلت عليه مصر ب300 دولار للعلبة. وأوضح أن اللجنة القومية واجهت عدة مشكلات حتي حصلت علي الموافقة علي توريد السوفالدي لمصر, أهمها أن جميع الأدوية الجديدة سعرها مرتفع للغاية, حيث أن علي سبيل المثال سعر عقار السوفالدي نحو مليون جنيه مصري, لذا سعت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ولجنة التفاوض المشكلة من قبل وزير الصحة لتخفيض السعر ل1% وليس10% كما حدث في علاج الانترفيرون, وبذلك تتراوح فاتورة علاج الحالة الواحدة بالسوفالدي مع أقراض الريفارين لمدة6 شهور نحو13200 جنيه, وقال إن الأدوية الحديثة ليس لها آثار جانبية, نسبة الشفاء بها100%, ولكن لا تعالج التليف ولا تغني عن زراعة الأعضاء وجميعها لا تستطع علاج الفشل الكلوي, وتشترط التخلص من الأورام قبل بدء العلاج. وأوضح إن الانترفيرون سيختفي من السوق خلال عام. واتفق معه في الرأي الدكتور جمال شيحة أستاذ أمراض الكبد بجامعة المنصورة, ومدير معهد الكبد بشربين, ورئيس الفريق المسئول عن الأبحاث التطبيقية لجهاز الهيئة الهندسية للقوات المسلحة سي فاست لاكتشاف فيروس سي, وأكد أن مصر الدولة الوحيدة التي حصلت علي علي سعر السوفالدي بنسبة1% من السعر العالمي, قائلا:ده حلم والدواء سحر, لأنه يقضي علي فيروس سي خلال فترة تتراوح ما بين7 و15 يوما. وأشار إلي أنه تم اجراء دراسة علي100 مريض, بشأن التأكد من فاعلية علاج الكبد الجديد السوفالدي علي النوع الرابع من فيروس سي المتوطن في مصر, كانت نتائجها أن نسبة الشفاء تصل ل80% في حالة العلاج بدون الانترفيرون, و90% في حالة العلاج بالانترفيرون والريفارين. وأوضح أن خلال عامين ستعلن4 شركات عن أدوية جديدة تاخذ عن طريق الفم نسبة الشفاء بها تصل ل100% بدون أدوية بجانبها مثل السوفالدي, قائلا: من هنا نقول الانترفيرون في ذمة التاريخ.