قبل ساعات من تسلم اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية توصيات لجنة "المائة" بشأن الملامح النهائية للدليل الارشادى للعلاج بعقار فيروس سى الجديد "السوفالدي"، تنفرد "الأهرام المسائي" بنشر التوصيت التى جاء على رأسها اجماع أساتذة الكبد بضرورة أن يكون العلاج ثلاثيا "السوفالدى والانترفيرون والريفارين. كما اشترطت لجنة تسجيل الدواء بالإدارة المركزية للشئون الصيدلية بوزارة الصحة والسكان. وحذر خبراء الكبد من اتجاه وزارة الصحة والسكان للعلاج الثنائي، مؤكدين أن ذلك سيؤدى إلى تحور الفيروس، وسيزيد من انتشاره وتكاثره. وقال الدكتور محمد عز العرب أستاذ الكبد والجهاز الهضمى رئيس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد، ل"الأهرام المسائي" إن لجنة التسجيل بالإدارة المركزية لشئون الصيدلة وافقت على دخول السوفالدى مصر بشرط أن يكون علاجا ثلاثيا، موضحا أنه فى حالة رغبة اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أن يكون العقار الجديد علاجا ثنائيا لابد من الرجوع للجنة التسجيل للحصول على موافقة بذلك. وأضاف ل"الأهرام المسائى" أن لجنة التسجيل لن توافق على أن يكون السوفالدى علاجا ثنائيا إلا بعد اجراء دراسات اكلينيكية على ذلك، وهذا يتطلب وقتا كبيرا قد يصل ل6 أشهر. وأكد أن اتجاه مصر للعلاج بالسوفالدى على أنه علاج ثنائى بمثابة استخدام المريض المصرى كحقل للتجارب، فضلا لإمكانية تعرض المرضى للخطر. وأشار إلى أن من المفارقات البحثية أن يكون 17% من عدد المشاركين فى الدراسات الاكلينيكة للتأكد من فاعلية السوفالدى على النوع الرابع المتوطن فى مصر يعانون من تليف كبدي، وفى نفس الوقت تقر اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أن مرضى التليف هم الأولى بالعلاج حاليا، وتساءل كيف يحدث ذلك. خاصة أن الدراسة لم تعتمد إلا على نسبة بسيطة من مرضى التليف الكبدي. فى غضون ذلك، قال الدكتور محمد شاكر أستاذ الأمراض المتوطنة بطب عين شمس وعضو لجنة المائة لوضع الدليل الارشادى للعلاج بالسوفالدي، إننا لسنا فى حاجة إلى بدء العلاج بالسوفالدى على أنه علاج ثنائى فى الوقت الراهن، خاصة أنه خلال الفترة المقبلة ستظهر أدوية حديثة وذات كفاءة عالية فى مقاومة الفيروس وتحقق نسبا كبيرة فى الشفاء. وأوضح ل"الأهرام المسائي" أنه يفضل انتظار المرضى الذين لا يتناسب معهم العلاج الثلاثى إلى حين ظهور الأدوية الحديثة. وفى ذات السياق، أكد الدكتور حسنى سلامة أستاذ أمراض الكبد بطب القاهرة أن استخدام السوفالدى بدون الانترفيون سيؤدى إلى حدوث العديد من المشكلات، أهمها تحور الفيروس، وزيادة انتشاره وتكاثره فضلا عن حدوث مشكلات صحية فى المعدة، قائلا: "فى حالة حدوث ذلك كل سنة وأنت طيب". وأشار إلى أنه يجب تعديل الدليل الارشادى للعلاج بعقار الكبد الجديد بحيث يشمل فى علاجه المرضى الذين هم فى المراحل الكبدية الثانية والثالثة، حتى لا يدخلوا فى مراحل التليف الكبدي، وقال بأى منطق ننتظر إصابتهم بالتليف حتى نبدأ علاجهم. وطالب الدكتور عمر هيكل أستاذ الجهاز الهضمى والكبد ورئيس الأكاديمية الطبية العسكرية سابقا بوضع الدليل الارشادى للعلاج بالسوفالدي، بضرورة اجراء منظار على الجهاز الهضمى وعلاج الدوالى قبل بدء العلاج بعقار الكبد الجديد السوفالدي، وذلك حتى لا تحدث مضاعفات للمريض منها النزيف. واقترح أن يتم تقييم مرضى الكبد الذين لديهم قصور بسيط فى وظائف الكبد والأطفال المصابين بفيروس سى الأقل من 18 عاما لدمجهم لمنظومة العلاج بالعقار الجديد. وقال ل"الأهرام المسائي" إنه يجب الامتناع عن علاج المرضي الذين يتعاطون كحوليات وعقاقير مسكنة والتدخين أكثر من علبتى سجائر فى اليوم، لأن ذلك يؤدى إلى تكاثر وانتشار فيروس سي. يذكر أن اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية كانت اجتمعت السبت الماضى مع لجنة المائة لمناقشة بنود الدليل الارشادى للعلاج بعقار فيروس سي التى وضعها 7 استشاريين فى مجال الكبد، وطالبتهم بتقديم المقترحات خلال 3 أيام اى تقديمها حتى نهاية اليوم.