عقار السوفالدي أمل جديد ينتظره ملايين المرضي المصابين بالالتهاب الكبدي «سي» أثير حوله جدل كبير بسبب سعر العقار الذي تم تحديده ب 2200 جنيه للعلبة الواحدة، من خلال منافذ وزارة الصحة، و15 ألف جنيه في السوق الحرة «الصيدليات»، الأمر الذي يحرم كثيراً من حقهم في العلاج. قال الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة أورام الكبد بمعهد الكبد: إن حق المرضي في العلاج يجب أن يكون متساوياً بين الجميع، وهذا حق أساسي في حقوق الإنسان حسب المواثيق العالمية مثل اتفاقية جنيف عام 1948 ومواد عدم التمييز المذكورة في الدستور المصري 2014، المادة 95، والمادة 53 التي أقرت بوجوب عدم التمييز بين الجميع في الحقوق والواجبات، وهناك عدة مآخذ علي هذا الملف يشكر للجنة المفاوضات النزول بالسعر العالمي للعقار إلي 1٪ الذي يمثل 300 دولار للعلبة، وبناء عليه تم عقد الاتفاق مع شركة جلياد للعلوم وهي الشركة المنتجة علي توريد عدد 225 ألف جرعة كمرحلة أولي للعلاج، ولكن يؤخذ علي اللجنة أن هذا السعر خاص بمراكز اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية «26 مركزاً» ولم يتم التفاوض علي السوق المصري ككل، حيث إن من واجبات اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات هي وضع السياسات اللازمة لمكافحة الفيروسات الكبدية «سي» و«بي» علاجياً ووقائياً لجميع المرضي لمصر كلها مثلما فعلت دول أخري مثل الهند وباكستان والبرازيل ومثلما اتفقت منظمة أطباء بلا حدود «MSF» بالاتفاق مع الشركة المنتجة لتوريد العقار لدول أفريقية مثل زيمبابوي والسودان وجنوب السودان وزامبيا، وبعض الدول الآسيوية مثل ميانمار بسعر 300 دولار «مثل مصر» للعلبة الواحدة، ولكل السوق هناك بدون تفرقة مثلما سيحدث في مصر، حيث إن سعر 300 دولار داخل المراكز ال 26 التابعة للجنة فقط و7 أضعاف هذا الثمن «14940 جنيه» للعلبة للسوق الحر بالصيدليات، وكان من واجب لجنة المفاوضات أن تنظر بعين الاعتبار للسوق المصري ككل دون تفرقة مثلما فعلت الدول الأخري ضماناً لعدم التمييز بين المواطنين حسب مواثيق حقوق الإنسان. ويضيف الدكتور محمد عز العرب: كان يجب علي لجنة المفاوضات أن تضع في اعتبارها الأدوات التي تملكها مصر، خاصة اتفاقية التربس التي تعطي لمصر حق إنتاج هذه الأدوية دون الرجوع للشركة المنتجة ومثلما فعلنا في مشكلة أنفلونزا الطيور، حيث تم تكليف إحدي الشركات القومية بإنتاج عقار التامينيل دون الرجوع للشركة المنتجة لعقار السوفالدي، ومن العجيب أن شركة جلياد أعلنت في مؤتمر بانكوك بتايلاند في شهر فبراير الماضي وبحضور ممثلي منظمات المجتمع المدني في 22 دولة عن خطتها التوسعية لإنتاج عقار السوفالدي الذي اشتملت علي اتفاقيات لإعطاء حق التصريح الاختياري ل 60 دولة لإنتاج المثيل للسوفالدي بدون أن يكون منها مصر، وبالفعل اتفقت الشركة مع 3 شركات هندية لإنتاج المثيل وأعطتها حق التصدير إلي 60 دولة في آسيا وأفريقيا بدون مصر، حيث إن مصر خارجة عن الدول التي وضعتها شركة جلياد ضمن التصريح الاختياري رغم أن مصر أكثر الدول الموبوءة بفيروس «سي» وتمتلك البنية التحتية والصناعية الدوائية لإنتاج العقار. ويوضح الدكتور محمد عز العرب أن سعر 300 دولار للعلبة يمثل 670٪ مكسب لشركة جلياد، حيث إن تكلفة إنتاج العقار لثلاثة شهور تساوي 130 دولاراً ويجب إعادة المفاوضات مع شركة جلياد بالنسبة للتسعيرة الجبرية الخاصة بالسوق الحر «الصيدليات» حتي يكون في متناول المريض المصري مع وضع الآليات لضمان عدم صرف هذا العقار من الصيدليات كعلاج أحادي فقط وأن يكون المريض غير متلائم للعلاج الثلاثي، وعلاج السوفالدي تم اعتماده من قبل اللجنة الفنية بالإدارة المركزية للصيدلة بشرط أن يتم تناوله كعلاج ثلاثي مع حقن «الإنترفيرون» طويل المفعول وكبسولات «الريبافيرون» ولمدة من 3 إلي 6 شهور، حسب الحالة المنطبقة علي المريض حسب البروتوكول العلاجي، مع ملاحظة أن البحث علي المرضي المصريين الممول من شركة جلياد بإعطاء علاج ثنائي فقط «السوفالدي وكبسولات الريبافيرون»، وأن آخر مريض سينتهي من الدراسة هو شهر أغسطس الحالي، ومن المتوقع إعلان نتائج الدراسة خلال شهرين ولا يصح إعلان أي نتائج حيث لوحظ من بعض الأساتذة الباحثين في هذا المشروع البحثي إعلان أن هذا العلاج الثنائي مبشر جداً بالنسبة للمصريين حسب البحث وبنسبة تصل إلي 100٪ وهذا مخالف للتقاليد العلمية المتعارف عليها، ولوحظ أن تسعيرة الدواء للشركات المصرية الخاصة الذي يمثل 65٪ من سعر الشركة المنتجة وهو 8964 للعلبة هو أيضاً مبلغ مبالغ فيه ولا يستطيع المريض المصري العادي تحمله ويستوجب إعادة النظر في هذه التسعيرة، ويجب بحث هذا الموضوع بوطنية خالصة ووضع هامش ربح بسيط لهذه الشركات، مع ضرورة وضع شركات قومية في مجال الإنتاج. وطالب الدكتور محمد عز العرب بإعطاء الفرصة لمنظمات المجتمع المدني للمشاركة بجدية في أي لجان مفاوضات، حيث من المتوقع قدوم أدوية جديدة في المستقبل القريب وبنتائج فعالة وآمال أكثر من عقار السوفالدي وبدون الإنترفيرون، وبمدد أقل مما سيعطي أملاً أكبر لمرضي فيروس «سي» ومن المهم أن يشترك أساتذة الكبد في المعاهد والجامعات المصرية في مناقشة مجتمعية لوضع خطة عمل خمس سنوات قادمة يعمل بها كاستراتيجية موحدة مع ضرورة وضع نظرة قومية علي هذا الموضوع الذي يعد المشكلة الصحية الأولي في مصر، وصولاً للتخلص من فيروس «سي» نهائياً خلال عشر سنوات علي الأكثر، مع وضع شركات الأدوية القومية الكبري في الاعتبار من ضمن الحلول المتوقعة لعلاج المرضي المصريين. ويشير الدكتور محمد عز العرب إلي أن نفس الخطأ بالنسبة للجنة المفاوضات في التعامل مع ملف السوفالدي هو نفس الخطأ السابق في التعامل مع ملف الإنترفيرون طويل المفعول، حيث إن سعر الحقنة الحالي هو 250 جنيهاً للحقنة الواحدة أسبوعياً، بينما سعرها في الصيدليات هو 1080 جنيهاً لإحدي الشركات، و1100 إلي 1425 جنيهاً، حسب التركيز للشركة الأخري، ونفس هذا الخطأ سيتكرر مع السوفالدي، وخوفاً من أن يبيع المرضي ما يملكون للشراء من السوق الحر، وخوفاً من الزحام داخل المراكز وخروج المليارات من الجنيهات لهذه الشركة الأجنبية وغيرها من الشركات القادمة للأدوية الجديدة الأخري المنتظر نزولها خلال 6 أشهر إلي عام.