جلس في هدوء عاقدا كفيه غير مكترث بمن حوله من ضباط مباحث قسم شرطة المعادي الذين كانت نظراتهم تصب الغضب تجاه الذئب المفترس الذي لم يرحم توسلات الصغيرة بسنت التي كل ذنبها أنها ولدت من أم لعوب وأب منعدم الشخصية. تظاهر مصطفي بيومي43 سنة سائق بالثبات موجها نظراته إلي الأرض ومبديا لامبالاة تجاه سهامنا من الأسئلة التي وجهناها إليه... كيف طاوعتك يداك لقتل البريئة... ما الدافع وراء جريمتك الشنعاء.... هل هو للإنتقام.. ومن من استدار المتهم ووضع رأسه بين كفيه محاولا إخفاء نظرات الندم التي تفج من عينيه إلا أنه خرج من تحفظه و صمته وبدي متحفزا للكلام بعد أن اخترقت مسامعه عبارة أنت قاتل فرد قائلا: أنا قتلت الطفلة انتقاما من أمها التي هجرتني وذهبت إلي عشاق غيري. تواترت الاعترافات من فم المتهم الذي حاول تقديم كل المبررات لجريمته النكراء لعله قد يطهر نفسه من دنسها... وأضاف والحسرة الممزوجة بالألم تشع من وجهه الممتقع تعرفت علي والدة الطفلة بسنت منذ أكثر من10 سنوات وكان بيننا الود والمحبة حتي شعرت أنها تستميلني إليها ولم أستطع صد نفسي الأمارة بالسوء عن مراودتها فسقطنا في وحل الحرام. واستكمل مصطفي اعترافاته تطورت علاقتي ب رشا34 أم الطفلة حتي اعتدت كل ليلة أن أقضي معها سهرة في شقتي بعد عودتي من عملي الشاق علي عجلة القيادة حيث تهيئ لي نفسها بعد أن تسرح زوجها إلي عمله بأحد المقاهي ونقضي ساعات في المتعة الحرام. وواصل المتهم حديثه قائلا: بدأ زوج عشيقتي يشعر بتغير معاملتها معه فضلا عما تلوكه ألسنة الجيران من عبارات الغمز واللمز فدخل الشك إلي قلب الزوج وهو ما جلعني اتفق مع عشيقتي علي أن نغير مخدعنا بعد أن تفتعل معه مشكلة تهجر فيها عش زوجيتها متعللة بضجرها من العيش معه و أنها ستقيم و بصحبتها الطفلة بسنت بمسكن أسرتها بمحافظة الوادي الجديد لحين تييسر حاله وكفه عن الشك فيها بينما اعدت وكرنا الجديد بمنطقة المرج لنقضي به ساعات الحرام وليالينا في هدوء وبعيدا عن أعين أقاربي وأقاربها حيث كنت جاهزا بالرد علي أي من جيراني الجدد بأنها زوجتي وطفلتها ابنتي. مرت السنون وزوج عشيقتي لم يبحث عنها أو يفند وراءها وهو ما جعلنا نستمرئ حياة الحرام والطفلة بسنت تكبر بيننا متوهمة أنني زوج أمها بعد أن تم طلاقها من والدها الذي تناسي أسرته. صمت المتهم مصطفي قليلا وهو ينفث دخان سيجارته مجترا شريط جريمته ثم اندفع لسانه بالحديث: ظننت أن عشيقتي باعت زوجها من أجل حبها لي وتوهمت أنها ستكون مخلصة لي غير أنها أحست أن عنفواني بدأ يتلاشي وعملي يضعف من قدراتي الجسمانية حيث كنت أعود من عملي الشاق منهكا لأرتمي علي السرير وأستغرق في النوم بينما كانت عشيقتي تقترف معي ما جنته في حق زوجها حيث استدرجت شابين من المنطقة بكلامها المعسول وحديثها الذي يجاوز حدود الأدب فاستجابا لرغباتها باختيارها كل ليلة لواحد منهما. ظهرت شرارة الغضب علي وجه مصطفي والغل يطل من عينيه وقال: وخزتني عشيقتي بخيانتها لي بعد أن راقبتها أكثر من مرة أثناء اعتقادها انني في عملي وتيقنت أن الخيانة تجري في دمائها فانتابني شعور بالألم مما اقترفته عشيقتي وأعلنت الانتقام منها حتي هداني شيطاني إلي أن أكسر قلبها في فلذة كبدها. صد مصطفي دموعه في مقلتيه وشرح لنا جريمته باستدراجه لطفلة عشيقته بسنت في غفلة من أمها لشراء الحلوي التي تطيب لها فسلمت الصغيرة نفسها إلي من تظن أنه في منزلة والدها ولم تمهلها براءتها علي أن تدرك انه سيتخلص منها فاصطحبها إلي منطقة طرة التي تطل علي نهر النيل فألهمه ضميره بأن يحاول أن يعدل عشيقته عن استدراج شباب المنطقة بتوسلات ابنتها فهاتف أمها من رقم مجهول وطلب من الصغيرة أن تخبر أمها بأنها لن تعود إلي أحضانها طالما أن حضنها تعكر بالحرام إلا أن الأم اللعوب لم تكترث لنداء ابنتها و هو ما جعل الشيطان يقفز بقوة إلي رأسه بعد أن ردت إليه الطفلة هاتفه فأمسك بتلابيبها وأحكم قبضته علي رقبتها وسط نظرات الذهول الممتزجة بالتوسل من الفتاة التي كانت قليلة الحيلة أمام ذئب مفترس قتل براءتها بدم بارد ثم ألقي بجثمانها الطاهر في مياه النيل وعاد لمخدعه يمارس حرامه مع أمها التي لم تظن أن عشيقها انتقم منها في من خرج من رحمها ليعلن مصطفي في نهاية اعترافه بأن جريمته جاءت نتيجة لخيانة عشيقته متيقنا بأن جريمته لن تنكشف إلا أن رجال مباحث القاهرة تمكنت من انتشال الجثمان والقبض عليه, وأمام المقدم محمد محجوب اعترف بفعل الحادث.