رغم كونها أجواء استثنائية صعبة تسيطر عليها ظروف جائحة كورونا وإجراءاتها الاحترازية، لكن العيد يبقى عيدًا بمشاعر الفرحة والسعادة التى يبثها فى النفوس، أيًا كانت الأحوال، ولعيد الفطر تحديدًا خصوصية فى هذا الشأن لقدومه بعد شهر الصيام، لذلك حتى لو كنا فى البيوت تبقى الطقوس والذكريات حاضرة ومتجددة. الكشرى والرنجة أول وأهم الطقوس المرتبطة بعيد الفطر كنوع من التعويض عن حرمان شهر كامل بدون كشرى ورنجة، فالأول هو الوجبة المحببة والمفضلة للكثيرين ويشتاقون إليه ويشتهونه من آن إلى آخر حتى فى الأيام العادية ويحفظون نكهات أشهر محلات الكشرى ويفاضلون بينها فى سبيل الحصول على طبق فريد، الأمر الذى يزداد ويتضاعف بعد شهر الصيام. أما الرنجة ضيف موائد أول يوم عيد فى معظم البيوت، لكسر حالة الصيام وروتين الطعام الدسم الذى تفرضه أجواء الصيام، ولكنها هذا العام تحظى بتمييز مضاعف ورغبة أشد، نظرًا لحلول شم النسيم وسط أيام رمضان، الأمر الذى حرم الكثيرين من ممارسة طقسهم المفضل فى هذا اليوم من كل عام بتناول الرنجة والفسيخ مما تسبب فى إصرار كبير على تعويض ذلك بمزيد من الكميات خلال أيام العيد. ومن «روائح» الطعام التى تنبعث من بين الطقوس والعادات لدرجة تجعل من يحكى عنها وكأنه يتنفسها، إلى «أصوات» أغنيات العيد التى تحفظها الآذان وتعيدها وتكرر نغماتها، مع استعادة ذكرياتها، وما كانت تحمله لنا، ومن أبرز وأشهر الأغنيات التى لا تزال تفرض نفسها على صباح يوم العيد، هى أغنية «أهلًا بالعيد» للفنانة صفاء أبو السعود لدرجة أنها تتحول لمادة للتداول والسخرية المتكررة كل عام بالسؤال عن «سعد نبيهة» الذى كنا نردد اسمه ضمن كلمات الأغنية بعد أن اكتشف رواد مواقع التواصل الاجتماعى أن جزءًا كبيرًا من ذكرياتهم قد تعرض للتحريف على ألسنتهم بفعل الطفولة وحفظ كلمات الأغانى بصورة خاطئة دون إدراك معانيها بشكل واضح وصحيح لدرجة تحولت معها «سعدنا بيها» إلى «سعد نبيهة».