لطبق الكشرى فى العيد طعم ثانى رغم اشتهار عيد الإفطار بتناول الفسيخ والرنجة والملوحة، فبعد شهر من الحرمان يصبح لصلصته ودقته طعم مختلف يجعل محلات الكشرى تزدحم بالزبائن على مدار أيام العيد الثلاثة، فبحكم العادة تغلق محلات الكشرى أبوابها طوال شهر رمضان وتفتحها أمام الزبائن من جديد فجر ليلة العيد، ويكون أكثر روادها هم الأطفال والشباب الذين يقضون أيام العيد الثلاثة بالطول والعرض فى الشوارع والميادين، ويصبرون بطونهم الجائعة من كثرة اللعب والحركة بطبق الكشرى. الغريب أن الإقبال على محلات الكشرى يبدأ عقب صلاة العيد مباشرة ففى هذه الساعات المبكرة تزدحم محلات الكشرى خاصة فى المناطق الشعبية بالأطفال الذين حصلوا لتوهم على "العدية" وانطلقوا يأجرون العجل ويركبون المراجيح ويتمزاحون بالبمب والصواريخ فزقزقت بطونهم الصغيرة من الجوع وذهبوا ليشبعوها بطبق الكشرى. من خلف حلل الأرز والتقلية والمكرونة يقول"محمد حسن" أحد العاملين فى محل كشرى زمزم بعزبة النخل "خرجنا للدنيا لقينا محلات الكشرى بتقفل فى رمضان وبتفتح فى العيد خصوصا عيد الفطر الزحمة بتكون أكتر"، يستعدون لموسم الرزق بعد انقطاعه طوال شهر بكميات كبيرة من مكونات الكشرى بداية من الصلصة والدقة والأرز والمكرونة والحمص والعدس والتقلية لمواجهة ساعات العمل الطويلة فى العيد والتى تبدأ من السادسة صباحا لما بعد منتصف الليل مشيرا" المحلات مبتشطبش قبل الساعة 2 أو 3 الفجر والمحل عندنا مبيقفلش خالص فى العيد وبيزود شيفت عشان يواصل ال 24 ساعة". فرغم أن عيد الإفطار يشتهر بتناول الفسيخ والملوحة والرنجة إلا أن كثير من الأطفال والكبار ممن لا يحبون الرنجة يستبدلونها بطبق الكشرى سواء فى المحل أو يطلبونه "دليفري" أما الأطفال فيستمتعون بتناوله فى المحلات والتى تفرش كراسيها فى الشارع وسط الأجواء الاحتفالية التى يختلط فيها صوت البمب والصواريخ بالموسيقى الصاخبة من سماعات "الدى جى".