الكشري.. طعام الألهة ابن بطوطة.. أول من ذكر الكشرى في التاريخ من "ريز كاشير" إلى "الكشري" ومعناها الأرز المخفي يتميز كل بلد بطقوس وتقاليد خاصة متعارف عليها في المناسبات والأعياد، ومن بين هذه العادات الأكلات الشعبية التي مازال بعض الأهالي يفضلونها ولا يستطيعون الاستغناء عنها في مثل هذه المناسبات، حيث يستعد المصريون من الآن وحتي الاثنين القادم للاحتفال بعيد الربيع من خلال شراء "الفسيخ و الرنجة" وتلوين البيض، وفي المولد النبوي الشريف تتصدر "حلاوة المولد" المشهد بجانب العروسة والجمل، أما في الأعياد فيكون النصيب الأكبر للكحك والبسكويت والترمس، ولكن رغم كل ذلك يظل الكشري الوجبة الوحيدة التي يلجأ إليها المصريين طوال العام سواء كان غني أو فقير، وذلك بسبب رخص ثمنه وإحتوائه على سعرات حرارية متنوعة مما يجعلة في متناول الجميع. فنادراً ما تذهب إلى شارع من شوارع مصر أو منطقة من مناطقها دون أن تشم رائحة "الدقة والخل والثوم والشطّة" على بعد أمتار قليلة منك، إنه "الكشري" معشوق الملايين من المصريين والعرب والأجانب، والذي اشتهر كوجبة رئيسية وشهية للكثيرين. وعلى الرغم من ارتباط الكشري "أبو دقة" بالمصريين الذين صدروه لمناطق عديدة في العالم، وحصدوا بسببه شهرة كبيرة في مجال الأطعمة الشعبية نتيجة لطريقة إعدادهم له، إلا أن البعض يقول أن الكشري ليس طبقا مصرياً وأنهم ليسوا من اخترعوه، فهم لم يعرفوه إلا عند اندلاع الحرب العالمية الأولى لدى مجيء الجنود الهنود مع القوات البريطانية التي أعلنت فرض الحماية على مصر عام 1914، وكان الكشري الهندي خليطا من الأرز والعدس أبو جبة، وكانوا يطلقون عليه "كوتشري". ونتيجة لاختلاط المصريين بالجنود الهنود من خلال عمليات البيع والشراء. طعام الألهة بينما هناك رواية اخرى تنفى الأول تماماً؛ فقد ورد الكشري في كتاب "الجيبتانا" الذي يحتوي على النصوص الدينية لمصر القديمة، والذي يوضح ان أصل الكلمة "كشير"، ومعناها طعام الآلهة، وهى كلمة مصرية قديمة وليست عبرية على الإطلاق. ابن بطوطة ويعد الرحالة ابن بطوطة هو أول من ذكر الكشرى في التاريخ، فهو مصطلح فرنسي جاء من تعبير "ريز كاشير" ومعناها الأرز المخفي والتي تم تحويرها مع الوقت لتصل إلى "كشري"، تلك الكلمة السحرية صاحبة البصمة الطاغية فى معدة المواطن المصري. وبسبب عشق الجميع لطبق الكشري ففي العراق يطبخون الكشري من خلال طبخ الأرز والعدس الأصفر ويسمى ب "كبة الحامض"، أما في سوريا فيعرف بالمجدرة ويقدم أما بالبرغل أو بالأرز، ليصبح بذلك "الكشري" وجبة معروفة و مسيطرة على كافة موائد العالم وليست المصرية فقط.