الرباط : مدحت حسن يهتم المغاربة بالسينما بطريقتهم الخاصة حيث يتوزع على مدار العام عدد لا تخطئه العين من المهرجانات السينمائية التى تتنوع فى أشكالها ومحتواها ومستواها . الذى يرتفع إلى حد التميز الشديد فى مراكش ومرورا بمهرجانات تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط والرباط لسينما المؤلف، وأغادير لسينما الهجرة وغيرها وقد وصل عدد المهرجانات حتى الآن إلى 52 مهرجانا سينمائيا ، منها عدد ليس بالقليل لا يستحق أن يطلق عليه لقب مهرجان ، ولكنها جميعا تصب فى خانة مبادرات حب السينما والبحث عن إشاعة ثقافة الفرجة وإتاحة الفرصة أمام صناع السينما فى المغرب للاطلاع على ما ينتج فى العالم فى مجال الفن السابع ، بالإضافة لتحقيق الكثير من الأهداف على خلفية إنعقاد هذه المهرجانات من حيث إيجاد تمويل للأفلام المغربية وتسويق المنتج المحلى على نطاق واسع. وقد إنعكست حالة الإهتمام السينمائى التى تسيطر على المجتمع المغربى إلى الوصول بعدد الأفلام الروائية المنتجه سنويا إلى 19 فيلما كما فى العام الماضى وهو رقم يضع المغرب فى المرتبة الثانية من حيث حجم الإنتاج بعد مصر فى العالم العربى وبفارق كبير عن باقى الدول العربية ، ويعود الفضل الاساسى فى زيادة عدد الأفلام المغربية إلى شقين الأول والأهم هو صندوق دعم الانتاج الذى يتبناه المركز السينمائى المغربى منذ اوائل الثمانينيات والثانى هو حالة الإنفتاح السينمائى التى تشهدها المدن المغربية على السينما العالمية حيث أصبحت المغرب قبلة شركات الإنتاج السينمائى الكبرى فى العالم وأصبحت مركزا لتصوير الكثير من الأفلام الأجنبية التى تصل إلى 20 فيلما سنويا من أبرزها أفلام “مملكة الجنة” و”عودة المومياء” مما ساهم بشكل عام فى فتح فرص للإنتاج المشترك بالإضافة لإتاحة الفرصة لما يقرب من 16 ألف مغربى تسند إليهم أدوار كومبارس بالإضافة لعدة آلاف من المغاربة يستفيدون من العمل فى المهن غير المباشرة والمرتبطة بصناعة الأفلام. وقد اشارت الإحصائيات إلى أن الانتاج السينمائى الأجنبى يدر على المغرب أكثر من 200 مليون دولار سنويا بصورة مباشرة وغير مباشرة. وقد ساعد هذا الكم من الأفلام وفرص الحصول على الدعم فى ضخ دماء جديدة من المخرجين المغاربة الشباب الذين درسوا وعاشوا فى فرنسا مما ساهم فى رفع المستوى الفنى للأفلام المنتجه ، وتحولت مدينة مغربية بالكامل هى مدينة ورزازات إلى مركز لصناعة السينما. وفى رأى المتخصصين المغاربة فإن الساحة السينمائية بالمغرب ، أصبح فيها نوعان من الأفلام ، السينما الموجهة للجمهور ، و السينما الموجهة لعشاق السينما ، والمفارقة أنه فى الوقت الذى يتزايد فيه الإنتاج السينمائى ويزداد الإهتمام العالمى بأماكن التصوير فى المغرب تتراجع بشدة أعداد دور العرض المغربية حيث وصلت القاعات إلى ما يقرب من 50 قاعة فقط منها عدد ليس قليلا فى حالة سيئة . ماينطبق على المغرب من نقاط تميز وجذب للسينما العالمية ينطبق ويزيد على مصر موقع جغرافى متميز ، فما الذى ينقص مصر لتستفيد من تجربة المغرب ، ما ينقصها هى التسهيلات التى تمنحها الدولة والتى كانت تقف ضدها الحكومات السابقة والتى لم تكن تدرك قيمة وأهمية صناعة السينما والتى جعلت أفلاما عالمية تدور أحداثها التاريخية فى بلادنا لا يتم تصويرها فى مصر ، الفرصة متاحة الآن بعد الثورة فى مصر لأن تحصل مصر على حصتها الطبيعية من تصوير الأفلام العالمية على أراضيها فهل تنتبه وزارات الثقافة والاثار والسياحة وهيئة الإستثمار لقيمة هذه الصناعة وقدرتها على المساهمة فى الدخل القومي.