سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مهرجان تطوان السينمائي يحتفل بربع قرن علي تأسيسه.. ويختتم ب"حراقة" الجزائري "بالألوان الطبيعية" ينافس علي الجائزة الكبري .. و"كلمني شكرا "خارج المسابقة
تطوان .. تلك المدينة المغربية التي تتميز بالطابع الاندلسي وتقع في منطقة ريفية علي ساحل البحر الأبيض المتوسط بالقرب من مدينة طنجة، بين مرتفعات جبل درسة وسلسلة جبال الريف القاتمة اللون مما يقوي حضور اللون الأبيض الذي يتميز به عمران المدينة.. وتطوان منغلقة علي نفسها وفي نفس الوقت مفتوحة علي العالم.. مدينة ذات موروث ثقافي وحضاري غني ومتنوع بفضل علاقاتها الدائمة مع الخارج وقد استطاعت طوال قرون من الزمان الحفاظ علي الحضارة الإسلامية الأندلسية حية فوق أرض المغرب بجانب تكيف مستمر مع الروافد الثقافية الواردة إليها مما أثري وميز تاريخها العريق بشكل لافت للنظر احتضنت طوال ثمانية ايام مهرجانها السنوي لسينما بلدان البحر المتوسط والذي يحمل اسمها ويرأسه الناقد والباحث السينمائي أحمد الحسني ومهرجان تطوان منذ تأسيسه عام 1985علي يد عدد من عشاق الشاشة الكبري في إطار جمعية أصدقاء السينما وهو يشق طريقه بثبات بفضل مساره المتميز وتجاربه المتراكمة طيلة ربع قرن من الزمان، ليعطي الدليل علي أن السينما المتوسطية في أحسن حال وخلال الدورة 16 للمهرجان التي تختتم مساء اليوم السبت وشارك فيها تسعون فيلما من بينها عشرون إنتاجا وطنيا مغربيا تحولت المدينة الي شعلة من النشاط والحيوية لتظل ساهرة ومصابيحها مضاءة بفضل عشاق الفن السابع ويقام حفل الختام الليلة علي مسرح "اسبانيول " حيث يجري تكريم الفنان المصري الكبير محمود عبد العزيز وهو التكريم الذي كان مقررا له ان يتم في حفل الافتتاح ولكن لظروف صحية طارئة ألمت بالنجم الكبير تم تأجيل التكريم لليلة كما سيتم عرض الفيلم الجزائري " حراقة " لمخرجه مرزاق علوش في نهاية حفل الختام. ويشهد حفل توزيع الجوائز مسابقة خارج المنافسة الرسمية والتي شهدت هذا العام مشاركة 12 فيلما طويلا من مختلف دول المتوسط منها: "دواحة" لرجاء عماري إنتاج "تونس، سويسرا، فرنسا" "أوري" و"المرأة التي لا تملك بيانو" "إسبانيا" وعلي قيد الحياة" انتاج مشترك بين ألبانيا وفرنسا« وفيلم"10 إلي 11" من تركيا ، و"بالألوان الطبيعية" من مصر و و"ارفع رأسك"من" إيطاليا"، و"الليل الطويل" من سوريا و"أمطار أبريل" من البرتغال و"الفضاء الأبيض"من إيطاليا وشاركت المغرب بفيلمين هما: "المنسيون" لحسن بن جلون و"عند الفجر" للجيلالي فرحاتي، حيث ترأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة بيير هنري أحد مؤسسي تظاهرة "خمسة عشر يوما للمخرجين" بمهرجان كان السينمائي. كما سيتم توزيع جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان والتي شارك فيها 17 فيلما روائيا قصيرا تنافست علي الجائزة الكبري لمدينة تطوان والجائزة الخاصة بلجنة التحكيم وجائزة الابتكار، أما مسابقة الفيلم الوثائقي فتنافست الافلام علي الجائزة الكبري لمدينة تطوان والجائزة الخاصة للجنة التحكيم وجائزة تي في 5 موند. وقد تم عرض الفيلم المصري" كلمني شكرا " خارج المسابقة الرسمية وبحضور مؤلفه سيد فؤاد بعد غياب ابطاله ومخرجه وقد شهد الفيلم اقبالا كبيرا من الجمهور المغربي. وشهدت الدورة السادسة عشرة للمهرجان تكريما للسينما التشيلية والتي حلت كضيف شرف في باب الاحتفاء والتكريم، كواحدة من أبرز أنواع السينما الجديدة في العالم، نظرا لتمكن روّادها طوال الخمسين عاما الأخيرة، من تقديم إبداعات سينمائية بعيدا عن النماذج السائدة في السينما العالمية. ومن أبرز محطات هذه الدورة أيضا الندوة الدولية حول" النقد السينمائي: الرهانات والتيارات الجديدة" المنظمة بالتعاون مع الجمعية المغربية لنقاد السينما بمشاركة نقاد من المغرب وتونس و مصر و فرنسا من أبرزهم الفرنسي سيرج طوبيانا المدير العام للخزانة السينمائية الفرنسية، ورئيس التحرير السابق لمجلة "دفاتر السينما". ويبقي مهرجان تطوان إلي جانب المهرجان الوطني للفيلم من أقدم المهرجانات السينمائية المغربية بل أصبح من المواعيد المنتظرة والبارزة ويتميز هذا المهرجان بنكهة خاصة تتجلي في نوعية تخصصه في السينما المتوسطية بأفلامها الطويلة والقصيرة. مهرجان تطوان السينمائي اخذ في الآونة الأخيرة يؤدي دورا رياديا في فضاءات الثقافة السينمائية العربية وفي المغرب علي وجه الخصوص وهو يهتم مع غيره من المهرجانات السينمائية المغربية العديدة: "مراكش" و"الرباط"و"طنجة" في إثراء الحراك الثقافي والسينمائي بقدرته علي تقديم أفلام عربية وعالمية حديثة ذات قيمة جمالية ودرامية لافتة في تنوع عالي المستوي.