حسب أحدث تقارير المعلومات الرسمية، هناك 42 مهرجاناً للسينما فى 29 مدينة بالمغرب، تقام كل سنة، وكلها مهرجانات دولية بمعنى أنها تعرض أفلاماً من الإنتاج الأجنبى، ما عدا المهرجان الوطنى، الذى يعادل القومى فى مصر، والخلاف فى ترجمة كلمة ناشيونال بين وطنى وقومى وأهلى، ويدعم المركز السينمائى المغربى، الذى يعادل فى مصر المركز القومى للسينما، كل هذه المهرجانات، وينسق بينها فى الموضوعات وليس فى المواعيد، فهناك مثلاً مهرجان مكناس لأفلام التحريك، ومهرجان الدارالبيضاء لأفلام الطلبة، ومهرجان الرباط لأفلام حقوق الإنسان، وهكذا. وربما يتصور بعض القراء أن كلمة مهرجان تعنى بالضرورة وجود مسابقة ولجنة تحكيم وجوائز وضيوف أجانب إلى آخر ما يعرف عن المهرجانات السينمائية، ولكن هذا غير صحيح، فالمهرجان السينمائى شكل من أشكال البرامج الثقافية، التى تعرض أفلاماً مختارة، للمناقشة مع الجمهور، والتى تصدر فى إطارها مطبوعات عن أفلام المهرجان وموضوعه. ومن بين مهرجانات المغرب ال42، هناك مهرجان دولى واحد ينظم مسابقة للأفلام الطويلة وهو مهرجان مراكش، ومن المهرجانات النوعية التى تنظم مسابقات، مهرجان خريبكة للأفلام الأفريقية، وتطوان لأفلام البحر المتوسط، وطنجة لأفلام البحر المتوسط القصيرة، ويتبع المركز السينمائى المغربى سياسة المركز القومى للسينما فى فرنسا وغيرها من الدول فى أوروبا والعالم من حيث تشجيع إقامة المهرجانات السينمائية فى كل المدن الكبيرة والصغيرة. ومع تولى الدكتور خالد عبدالجليل رئاسة المركز القومى للسينما فى مصر، وباعتباره من القيادات الشابة الواعدة فى وزارة الثقافة، نأمل أن تكون للمركز سياسة جديدة فيما يتعلق بالمهرجانات السينمائية فى مصر من خلال اللجنة العليا للمهرجانات السينمائية، أو من دونها، أو مع تغيير أسس وأهداف هذه اللجنة. فالمسؤولية أمام الرأى العام هى مسؤولية المركز كمركز قومى بغض النظر عن لجانه المتخصصة. ونحن لدينا الآن فى مصر مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ومهرجان القاهرة الدولى لأفلام الأطفال ومهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة ومهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط، الذى فقد شخصيته مع الأسف بعرض أفلام من خارج دول المتوسط، وأصبح بذلك المهرجان الوحيد فى العالم الذى لا يعرف أحد هل هو مهرجان نوعى أم غير نوعى. مسؤولية المركز القومى للسينما أن يدرس أوضاع كل من هذه المهرجانات الأربعة التى تحصل على دعم من وزارة الثقافة أو تقام بواسطتها، ويعمل على حل مشاكلها وتطويرها، ومسؤولية المركز أيضاً أن يعمل على إنشاء مهرجانات جديدة فى مدن مصرية أخرى غير القاهرةوالإسكندرية، وأهمها فى تقديرى مهرجان لدول نهر النيل العشر فى أسوان، فمصر من دول البحر المتوسط، ولكنها أيضاً من دول حوض نهر النيل. [email protected]