للمرة الثالثة أشد الرحال لمدينة الرباط.. ومهرجانها السينمائي الدولي لسينما المؤلف ، الذي شرفت بحضوره للمرة الأولي سنة 2002 مع الفنانة العزيزة والقديرة »ليلي علوي« التي أنحاز إليها فنيا.. وإنسانيا.. وأعتز بصداقتها كثيرا.. وما أكثر المواقف الإنسانية التي جمعتنا معا في العديد من السفريات في أنحاء العالم في سنة 2002 كان هناك الزفاف الملكي وكان من حسن حظي إنني دعيت إليه.. في هذه السنة كانت »ليلي« عضو لجنة التحكيم الدولية.. ولقد رحب بها أهل الرباط ترحيبا يفوق الوصف والتقدير.. لدرجة أنهم قاموا بحمل السيارة التي كنا نستقلها وساروا بها مسافة تقديرا ومحبة منهم لها.. أما اليوم وبعد مرور تلك السنوات كان تكريم »الرباط« لهذه الفنانة المصرية الكبيرة.. في الدورة السابعة عشرة للمهرجان.. بالإضافة لتكريم السينما السورية وعرض برنامج خاص بها.. ومن المغرب جاء تكريم الفنانة الكبيرة »ثريا حيران« شفاها الله والتي شغلت منصب وزيرة الثقافة.. واستقالت بعد تعرضها لأزمة صحية شديدة.. ومن المخرجين الكبار كرم مهرجان الرباط الفنان المغربي »أحمد بوالعناني«.. والمخرج »محمدلطفي« اللذين رحلا في بداية هذا العام. ليلي علوي الفنانة الجميلة المحتفي بها.. شاركتها فرحتها الفنانة الإنسانة »لبلبة« والتي كانت عضوة لجنة تحكيم بالمهرجان .. »لبلبة«.. أو »نونيا« كما نناديها نحن أصدقاءها.. صاحبة قلب أبيض.. »وخفة دم«.. تشيع البهجة والبسمة أينما كانت أو ذهبت.. وكان جميلا منها حرصها الشديد علي التواجد في كل الفاعليات والأنشطة التي شاركت فيها »ليلي«.. من ضمن الوفد المصري »سهير عبدالقادر« والإعلامية المذيعة الشاطرة »بوسي شلبي« وكل من الزملاء الأعزاء »سمير فقيه«، »مدحت حسن« وهو المنسق مع المهرجان للوفد المصري.. ومن التليفزيون »نايل سينما« »مهاب«.. »وكريم«.. ولقد كانت تلك السفرة شديدة المتعة بسبب التوافق والروح الجميلة السائدة بين الوفد المصري.. الذي كان يدا واحدة بحق. مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف يقام تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس .. ورئيسه د.عبدالحق المنطرش ويرأس لجنة التحكيم الدولية المخرج التونسي »رضا الباهي« وعضوية كل من المخرج والموسيقي والمؤلف الإيراني » عباس بختياري«.. والمنتجة والمخرجة الكندية »دانييل سويسا« والمخرج المغربي »جمال الدين الدخيس«.. والممثلة المصرية »لبلبة«.. والكاتبة المغربية »نفيسة السباعي« والفنانة المغربية »سناء موزيان«.. والموسيقار الشيلي »فورخي ارياكادا«.. والسينمائية الفرنسية »إلينا خيمينيز«. وتضم أفلام المسابقة الرسمية تسعة عشر فيلما من تسع عشرة دولة النرويج كندا سوريا البوسنة ألمانياالإماراتفرنساتونس مصر المغرب كيريخستان تركيا إسبانيا العراق لبنان. أما فيلم الافتتاح فهو »النهاية« للمخرج المغربي الشاب »هشام لعسري« وبطولة كل من »إسماعيل قناطر«.. صلاح بن صلاح .. حنان زهدي.. نادية نيازي.. مالك أخميس.. مراد الزاوي. أما فيلم الختام فهو إنتاج مشترك مابين البوسنة.. النمسا.. كرواتيا.. المانيا.. عنوانه »اختيار لونا« للمخرجة »جميلة زبانيتش«. كما تم الاحتفال بالذكري المئوية للكاتب الكبير »نجيب محفوظ« وسوف يعرض الفيلم الوثائقي »نجيب محفوظ ضمير عصره« للمخرج القدير »هاشم النحاس«. وقد قدمت حفل الافتتاح المذيعة المصرية المتميزة »بوسي شلبي« ليلة في حب ليلي علوي إخواننا المغاربة يعشقون مصر والفن المصري.. لذلك لم يكن غريبا أن يتحول تكريم »ليلي علوي« إلي ليلة في حب مصر.. فقد اصطفت الفرقة العسكرية للبنات أمام دار العرض الذي تجمع أمامه عشاق ومحبو ليلي علوي لدرجة أن الطريق العام تم إغلاقه.. وعند وصولها بدأت في عزف أغاني العروس التقليدية والزفة المغربية.. لتدخل القاعة وسط حشد جماهيري كبير.. ولعل من أجمل الأشياء وهو حرص عدد كبير من الفنانين المغاربة.. وعلي رأسهم الفنانة المغربية القديرة »فاطمة خير« التي جاءت خصيصا من مراكش لمدة ساعات قليلة بعد اعتذارها عن فيلم تقوم ببطولته.. لتشارك ليلي علوي فرحتها وتقدمها علي المسرح بأسلوب راق ورائع وكلمات صادرة من القلب تحمل الحب والتقدير.. ليقدم لها بعد ذلك »د.عبدالحق المنطرش« درع التكريم من مهرجان الرباط. وتخرج »ليلي« من دار العرض وسط حشود من الجماهير الغفيرة إلي حيث كان يقام عشاء علي شرفها.. حضره جميع ضيوف المهرجان.. وقامت رئيسة الوفد السوري بتوجيه تحية خاصة لها والترحيب بها. وكانت إدارة المهرجان أقامت ندوة خاصة بالفنانة »ليلي علوي« قبل حفل التكريم والعشاء.. حضرها عدد كبير من النقاد والصحفيين المغاربة والعديد من وسائل الإعلام وقد أدارتها كاتبة هذه السطور »نعمة الله حسين«.. بحضور الكاتب والإعلامي »فؤاد صويبة« ممثلا عن وزارة الإعلام. وكم كان جميلا أن تبدأ ليلي كلمتها في أول ظهور جماهيري لها بعد الثورة.. بوقفة دقيقة حداداً علي أرواح الشهداء.. ثم توجهت بكلمة حب للمغرب والجمهور المغربي قائلة إنها سعدت بهذا التكريم وبالتالي أخذت إجازة لمدة يومين من تصوير مسلسل »الشوارع الخلفية« الذي تشارك في بطولته.. وعن رأيها فيما يسمي القائمة السوداء؟ أجابت أنا أرفض هذا المنطق الذي يصنف الناس.. وأرفض أن تمارس ديكتاتورية باسم الحرية أو الثورة إننا جميعا مع الحرية.. وأن الفن هو أعظم رسالة للناس.. وأن الحوار هو الطريقة الصحيحة لكي يتواصل البشر بأفكارهم.. وعن الإخوان وعزمهم إنتاج أفلام خاصة بهم.. قالت إنها سمعت بذلك لكن يحضرها بالمناسبة تجربة السينما الإيرانية.. ومدي روعتها رغم الصعوبات الشديدة التي مرت بها.. وعن علاقتها بيوسف شاهين.. قالت عندما عملت مع هذا الأستاذ العظيم وكان من عادته أن يجلس مع كل ممثل أو ممثلة علي حدة ويطلب منه أن يحدثه عن نفسه.. وكان أن قلت له إنني أشعر بالخوف الشديد.. فطمأنني قائلا لي.. إنت ممثلة كويسة جدا.. وأجمل حاجة فيك عيناك ليس لأنهما جميلتان.. بل لأن بهما صدقاً شديداً.. فرجاء أن تكوني دائما صادقة لأن هاتين العينين سوف تفضحان أي كذب.. كلماته شجعتني وخلتني أحب نفسي.. ويوسف شاهين. وعن المسرح قالت .. إنه عشق خاص لأي فنان ولها.. ومتعة العمل علي المسرح لا تضاهيها متعة أخري.. لكنها قررت التوقف منذ عام 7991 لعدم وجود نص مناسب لها.. والآن أصبح من الصعب عليها العمل لفترة طويلة ليلا.. نظرا لارتباطها بزوجها وابنها. وعن تجربة التليفزيون ومسلسل »حكايات وبنعيشها« قالت .. إن الحكايات لن تنتهي أبدا.. وبالتأكيد من الممكن استكمالها في أي وقت. وعندما جاءت الإجابة عن سؤال عن تأجيل مهرجان القاهرة.. تركت الكلمة »لسهير عبدالقادر« نائب رئيس مهرجان القاهرة.. والتي كانت المرة الأولي التي تدلي فيها بكلمات رسمية عن تأجيل المهرجان وموافقة الاتحاد الدولي للمنتجين بالإجماع علي عدم إقامته هذا العام مع الاحتفاظ بحق ومكانة مصر في قائمة ال 11 مهرجان فئة (أ). إن تكريم ليلي علوي في مهرجان الرباط .. هو تكريم للفن المصري ولفنانيه.. فهي بما قدمته من أدوار مميزة طوال مشوارها الفني، عكست وناقشت خلالها مشاكل المجتمع المصري.. وطرحت العديد من القضايا الاجتماعية .. والاقتصادية.. والسياسية.. وإذا كان مشوارها الفني بدأ مع فيلم »البؤساء« لعاطف سالم.. ولم تكن قد أكملت بعد عامها الخامس عشر.. إلا أن أدوارها تنوعت.. وكانت بما تملك من قدرة وذكاء وجرأة سينمائية دفعتها للتعامل مع مخرجين جدد مثل شريف عرفة.. مجدي أحمد علي.. سعد هنداوي.. وفي مشوارها السينمائي المتميز كان لها أدوار رائعة في (الأقزام قادمون)، (المغتصبون) سعيد مرزوق.. (إنذار بالطاعة) عاطف الطيب.. (يادنيا ياغرامي) مجدي أحمد علي.. (المصير) يوسف شاهين.. (بحب السيما) أسامة فوزي الذي أختير من أفضل عشرة أفلام مصرية في القرن الحادي والعشرين. إن ليلي علوي نجحت بإنسانيتها العالية. وأخلاقياتها.. وبساطتها.. وموهبتها وذكائها الشديد أن تكون قريبة من قلوب الجماهير .. وصورة مشرفة.. ونموذجا للفنانة المصرية التي يفتخر بها في كل مكان من أنحاء العالم .. لذلك فأنا شديدة الانحياز لها.