يعانى جميع المربين للثروة الحيوانية فى مصر ارتفاع أسعار الأعلاف وعدم قدرة صغار المربين على الاستمرار فى مشروعاتهم بسبب الأعلاف، خاصة أن هناك من يقومون بتصدير البرسيم الحجازى الذى يستخدم كعلف رئيسى للماشية إلى الخارج، ويطالب صغار المربين والفلاحين بمساندة الدولة للفلاحين الصغار بدعم الأعلاف. وفى البداية يقول دكتور توفيق شلبى الأستاذ بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني: إن الثروة الحيوانية تأثرت كثيرا لفترة سابقة ولكن سوف ترجع الأمور إلى طبيعتها مرة أخري، وبالنسبة لأسعار الأعلاف فإنها ترجع إلى الأسعار العالمية ولسياسة العرض والطب، كما أن الفلاح المصرى يقوم بزراعة البرسيم المصرى فى أرضه، ثم يقوم بتجفيفه لفصل الصيف، وبعمل ما يسمى السيلاج للماشية، وهذا يعتبر من أفضل الأعلاف التى تقدم للبهائم ويعطى إنتاجية عالية، وهناك منظومة للمربين، خاصة الكبار منهم، فهم يعرفون ما يقومون به ولكن المشكلة الحقيقية فى المربى الصغير أو الذى لابد من الاهتمام به ومساعدته. كما أن العجول التى تخرج للتسمين يكون عائدها جيدا، بل ممتاز وبالنسبة لأسعار اللحوم التى ترتفع يمكن أن نتغلب عليها بفتح باب الاستيراد من السودان أو إثيوبيا، وأن أسعار هذه اللحوم فى متناول المستهلك العادى المصري. ونحن الآن بصدد عمل اتفاقية مع السودان لتفعيل الثروة الحيوانية بين البلدين، وكذلك زراعة القمح والإنتاج الحيوانى من أجل أن ترجع الأمور إلى نصابها الطبيعي. ويقول الدكتور عادل زقيزق خبير إرشاد زراعي: هناك قطاعان أساسيان لتربية الماشية والعجول، الأول هو المواشى الحلابة، والثانى يتعلق بالتسمين ويقع المربون فى مشكلة أسعار الأعلاف التى ترتفع بصورة كبيرة مما يؤثر على ربحية المربين للماشية لأن ارتفاع أسعار المدخلات لسعر طن الأعلاف يؤثر على هذه الصناعة الحيوية فى مصر، مما يتسبب فى عزوف كثير من المربين الصغار عنها، ولذلك لابد من تحسين السلالات الحيوانية لكى تقدم ألبانا وفيرة مع إعطاء كميات كبيرة من اللحوم، وهذا يمكن حدوثه بوجود مرشد متخصص للإنتاج الحيوانى فى كل إدارة زراعية فى القرى ويرأسها مدير الزراعة والإرشاد التخصصى فى المجال الحيوانى لأن الفلاحين يحتاجون لهذا الإرشاد الحيواني، خاصة فى مجال التغذية والأعلاف وطرق التربية. وعلى الفلاحين أن يكونوا مجموعات حقلية ويجتمعوا كل أسبوع أو أسبوعين من أجل إعطائهم الدروس، والتواصل بالمعاهد البحثية ومعهد الصحة البيطرية، ومعهد البحوث التناسلية الحيوانية، وبحوث المصل واللقاح مع عملية التلقيح بسلالات جيدة، الأمر الذى يعطى كمية وفيرة من اللحوم والألبان. ويقول أحمد قاسم من كبار مربى العجول والماشية فى مصر: نحن نقوم بتصدير خيرات مصر إلى خارج البلاد فى صورة أعلاف وهذا عن طريق زراعة الآلاف من الأفدنة بالبرسيم الحجازى الذى يستهلك كميات كبيرة جدا من المياه بالأراضى الصحراوية مع الاستفادة من دعم السولار لهؤلاء المربين أو المستثمرين الخليجيين دون الاستفادة به لتحسين أحوالنا الاقتصادية، وكذلك الاستفادة من مياه النيل العذبة فلابد من نزول هذه الأعلاف إلى أرض الوطن مصر دون تصدير هذه الكميات الكبيرة إلى الخارج،حيث ارتفع سعر طن العلف اليوم إلى 2700جنيه للطن عالى الجودة و2500جنيه للطن العلف الذى جودته أقل، وهناك مخاطر كبيرة بالنسبة للمربين للعجول الصغيرة لأن نسبة المخاطرة عالية جدا. ولكن المشهد الذى نراه اليوم يؤكد أننا مقبلون على الأفضل بالمقارنة بالسنوات السابقة، وسوف تشهد مصر طفرة كبيرة جدا. وفى قرية البراجيل بمحافظة الجيزة، يقول محمد عبدالعال بيومى «فلاح»: إننى أقوم بتربية الماشية، وأقوم ببيعها فى السوق وهذه التربية مكلفة بالنسبة للفلاح البسيط حيث يأخذها التجار الكبار ويقومون بدفع المبلغ فى السوق نقدا وبعدها أقوم بشراء عجول صغيرة السن وأعمل على تربيتها حيث تكون ملائمة للبيع، لكن المشكلة التى نعانيها جميعا هى ارتفاع أسعار الأعلاف.