التقي الرئيس حسني مبارك مساء أمس في برلين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل علي عشاء عمل بمقر المستشارية الألمانية. حيث أجري معها مباحثات مطولة تركزت حول نتائج المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المباشرة حتي الآن وتنسيق الجهدين المصري والألماني- الأوروبي من أجل دعمها في ضوء عدم وضوح الموقف الإسرائيلي حول تمديد قرار وقف الاستيطان. كما تناولت المباحثات المصرية الألمانية العلاقات الثنائية وأهم القضايا الإقليمية والدولية. وقد وصل الرئيس مبارك إلي مطار تيجل في برلين في السابعة والنصف بتوقيت القاهرة وتوجه إلي المستشارية حيث بدأت المباحثات الثنائية في الساعة الثامنة واستمرت حتي موعد مثول الجريدة للطبع. وصرح متحدث باسم الحكومة الألمانية لالأهرام قبل بدء المباحثات بأن مصر إستضافت الجولة الثانية من المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المباشرة لذا ترغب المستشارة الألمانية في الاستماع إلي تقييم الرئيس مبارك لآخر تطورات هذه المفاوضات والجهود المصرية لإنجاحها في ضوء حرص الحكومة الألمانية علي الاتصال بكافة أطراف عملية السلام. حيث أجرت المستشارة انجيلا ميركل إتصالا هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو إستمعت خلاله لوجهة النظر الإسرائيلية بعد الجولة الأخيرة من المفاوضات وحثت فيه المستشارة ميركل الحكومة الإسرائليلية علي اعتبار المفاوضات المباشرة التي بدأت بين الطرفين فرصة ثمينة لإسرائيل وبذل كافة الجهود من أجل التوصل إلي اتفاق سلام مع الفلسطينيين في غضون عام. وأكد المتحدث أن مباحثات مبارك وميركل في برلين ستتناول ايضا العلاقات الثنائية بين البلدين وتتطرق إلي العديد من القضايا الإقليمية الهامة, ويتوقع أن يتصدرها الملف النووي الإيراني والأوضاع في السودان والعراق. كما صرح مصدر بالخارجية الألمانية للأهرام بأن هناك توافقا مصريا ألمانيا حول الكثير من القضايا الرئيسية, حيث جدد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيلله قبل توجهه إلي نيويورك دعوة الرئيس مبارك لإسرائيل إلي عدم تعقيد الأمور ووقف الاستيطان, وأعلن فيسترفيلله أن الاتحاد الأوروبي لديه موقف موحد وداعم لمفاوضات السلام الحالية بين الجانبين الإسرائيلي و الفلسطيني ويطالب إسرائيل بتمديد قرار وقف الاستيطان والامتناع عن خطوات تعقد الأمور, مناشدا في الوقت نفسه القوي المعتدلة في المنطقة بألا تسمح للصواريخ التي تطلق من قطاع غزة علي الأراضي الأسرائيلية بأن تؤثر علي المفاوضات. كما تدعم المانيا موقف مصر الداعي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من اسلحة الدمار الشامل حيث أعلن فيسترفيلله أمس في برلين ايضا أن المانيا ستؤسس في إطار اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة مجموعة جديدة تعمل وتضغط من أجل تحقيق هدف منع الانتشار النوي ونزع التسلح. وكان وزير الخارجية الألماني نفسه قد أعلن في تصريحات للأهرام أن المانيا تدعم الاتحاد من اجل المتوسط الذي تراسه مصر بالأشتراك مع فرنسا وترغب برلين في أن يصبح هذا الاتحاد منتدي إقليميا للحوار, كما قال فيسترفيلله إن مصر دولة محورية للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الذي يرتبط أمن ورخاء أوروبا بما يجري فيه من تطورات. كما ابدي رغبة المانيا في توسيع الشراكة الوطيدة بين البلدين والتي تم تتويجها بإنشاء لجنة التسيير المشتركة المصرية- الألمانية التي تتيح لحكومتي البلدين التشاور حول كافة المجالات. وصرح السفير رمزي عز الدين رمزي سفير مصر في المانيا بأن زيارة الرئيس مبارك لألمانيا تهدف للتشاور مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مرحلة مهمة ودقيقة تشهد تطورات هامة علي المستوي الإقليمي في الشرق الأوسط. لذا ستركز المباحثات المطولة علي تطورات مفاوضات السلام التي إنطلقت أخيرا بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بالإضافة إلي تطورات الأوضاع في العراق والملف النووي الإيراني والوضع في افغانستان بعد الإنتخابات الأخيرة إضافة إلي الأوضاع في السودان. وأوضح للأهرام أن المباحثات ستتطرق ايضا للإعداد للقمة المقبلة لأتحاد البحر المتوسط والجهود الألمانية حول منع التسلح و كيفية تفعيل المبادرة المصرية لإخلاء الشرق الأوسط من اسلحة الدمار الشامل. وأضاف أن مبارك وميركل سيبحثان ايضا ابرز القضايا الدولية وفي مقدمتها تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية والجهود المبذولة لإصلاح النظام الإقتصادي الدولي. كما ستركز المباحثات علي متابعة ملف العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين بعد آخر زيارة للرئيس لألمانيا في مارس الماضي, وتركز بشكل خاص علي التعاون بين البلدين في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والتعاون الثلاثي بين مصر والمانيا ودول أخري في أفريقيا و آسيا الوسطي. هذا وقد توجه الرئيس مبارك بعد انتهاء مباحثاته في برلين مباشرة إلي روما, محطته الثانية.