حققت زيارة العمل التي قام بها الرئيس حسني مبارك الي العاصمة الالمانية برلين واختتمها امس نتائج ايجابية علي مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية خاصة ما يتعلق بحشد الجهد من أجل إنجاح المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. لتبدأ المفاوضات المباشرة والاتجاه نحو الحل النهائي والتوصل الي السلام.. ومن جانب آخر وتحديدا علي مستوي العلاقات الثنائية يدخل التعاون المشترك مجالات جديدة تحظي باهتمام مصري وألماني مثل الطاقة الجديدة والمتجددة وكذلك التعليم الفني. واكدت مصادر دبلوماسية ألمانية في برلين ان العلاقات السياسية بين مصر وألمانيا تقوم علي أسس تحكمها المصالح المشتركة ويعززها تنوع واسع لمجالات التعاون بين الجانبين وتفهم لمكانة ودور كلا البلدين في إطار موقعهما الجيواستراتيجي, ويؤكد الجانب الألماني دائما أن مصر تعد من أهم الشركاء في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي والمتوسطي.. وتؤيد ألمانيا الموقف المصري إزاء قضية الشرق الأوسط والدعوة إلي إقامة الدولة الفلسطينية وتدعم مصر في سعيها نحو تحقيق وفاق بين الفرقاء الفلسطينين. واشارت المصادر الي تعهد المستشارة ميركل للرئيس مبارك بقيام ألمانيا بدور مهم بالتنسيق مع الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة لانجاح المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين لما يحتله ملف السلام من اهمية خاصة لدي ألمانيا واوروبا. وتوقعت المصادر أن تعمل مباحثات مبارك وميركل علي تحقيق دفعة للتعاون الاقتصادي بين البلدين وزيادة الصادرات المصرية إلي ألمانيا التي بلغت خلال الفترة من يناير إلي اكتوبر2008 حوالي1.027 مليون يورو مقابل673 مليون يورو خلال نفس الفترة من عام2007 بنسبة زيادة قدرها52.5%, وهي أول مرة تتخطي فيها الصادرات المصرية إلي المانيا مبلغ المليار يورو.. اضافة الي العمل علي زيادة حركة السياحة الألمانية إلي مصر التي شهدت خلال عام2008 نموا هاما حيث بلغ عدد السائحين الألمان نحو1.2 مليون سائح. تعاون اقتصادي من جانبه اكد السفير رمزي عز الدين سفير مصر لدي المانيا ان مباحثات مبارك وميركل جاءت في وقت تسعي فيه دول العالم الي تجاوز تداعيات الازمة الاقتصادية والمالية العالمية والسعي الي تحقيق انتعاشة اقتصادية.. مشيرا الي ان الحكومة الالمانية اكدت رغبتها في توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري مع مصر خاصة في ظل الاجراءات المصرية لتشجيع الاستثمار. وقال إن هناك ترتيبات تجري حاليا للاعداد لزيارة يقوم بها المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة الي برلين شهر مايو المقبل علي رأس وفد من رجال الاعمال لمتابعة مما نتائج لقاء الرئيس مبارك مع ميركل في الشأن الاقتصادي بالاضافة الي استكشاف فرص جديدة لاقامة مشروعات استثمارية مشتركة ينفذها رجال الاعمال الالمان في مصر خلال الفترة المقبلة. واشار الي اهتمام السياح الالمان بزيارات المنتجعات والمناطق الاثرية المصرية, وانهم اصبحوا يشكلون نسبة كبيرة من مجمل عدد السياح الذين يزورون مصر سنويا وتوقع السفير المصري زيادة هذه النسبة بعد تجاوز الازمة الاقتصادية العالمية. أحداث ساخنة واوضح ان زيارة الرئيس مبارك لبرلين جاءت في توقيت علي درجة كبيرة من الاهمية سياسيا واقتصاديا مشيرا الي ان لقاء الرئيس وميركل يمثل لقاء بين زعيمي دولتين محورتين في كل من منطقة الشرق الاوسط والاتحاد الاوروبي وهو ما مثل فرصة كبيرة للتشاور بينهما حول القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. واوضح ان المانيا مهتمة بتحقيق الاستقرار في العراق بشكل كامل بما ينهي الازمات العراقية بشكل سلمي كما انها مهتمة اهتماما بالغا بتطورات الوضع الامني في افغانستان حيث انها تشارك بقوات في قوة الناتو العاملة هناك وهي اول مرة تشارك القوات الالمانية في عمليات عسكرية منذ الحرب العالمية الثانية الامر الذي يضع الالمان في وضع اشبه بحالة الحرب. وفيما يتعلق بالملف النووي الايراني.. اشار السفير رمزي عز الدين الي ان هذا البرنامج احتل حيزا كبيرا من مشاورات الرئيس مبارك مع ميركل حيث اكدت المانيا حرصها علي عدم تطور هذا البرنامج لينتهي بإنتاج قنبلة نووية مما يؤثر علي الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الاوسط ويدفع دول المنطقة الي سباق نووي لا يعلم احد مداه. وحول قضية دارفور.. قال السفير رمزي عز الدين ان الحكومة الالمانية قد اعربت عن اهتمامها خلال المباحثات بإزالة بؤر التوتر في دارفور وضرورة تحقيق المصالحة هناك وصولا الي الاستقرار التام في السودان. اهتمام إعلامي علي جانب اخر حظيت زيارة الرئيس مبارك ومباحثاته مع المستشارة ميركل باهتمام اعلامي واسع في المانيا حيث علقت صحيفة فرانكفورتر الجماينه تحت عنوان' مبارك في برلين' علي زيارة الرئيس لالمانيا والمباحثات التي أجراها مع المستشارة ميركل مشيرة إلي اتفاق الزعيمين علي أمل أن تؤدي مفاوضات غير مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين تدريجيا الي عودة المباحثات المباشرة بين الطرفين.. واظهرت الصحيفة تأكيدات الرئيس مبارك في مطالبته لاسرائيل بضرورة التوقف عن بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية.. اما المستشارة ميركل فقد أعربت عن أن الحكومة الالمانية ترغب في لعب دور نشط في عملية السلام بالشرق الاوسط. من جانبه أورد موقع الحكومة الالمانية ان المانيا سوف تساند الخطط الخاصة بعقد مباحثات غير مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين مشيرة الي أن المستشارة الالمانية انجيلا ميركل كانت قد صرحت بالاعلان عن هذا الموقف بعد مباحثاتها مع الرئيس مبارك كما انها أكدت أن المانيا ومصر لديهما مصلحة هامة في عودة المباحثات حتي يمكن العودة لمسيرة السلام مرة اخري. كما علق موقع الاذاعة الالمانية' دويتشه فيلا' علي لقاء مبارك مع ميركل والتأكيد علي أن لمصر وألمانيا مصلحة في عودة محادثات السلام وتشديد ميركل علي أن بلادها ستتعاون بصورة وثيقة في الأسابيع القادمة في هذا الصدد مع الولاياتالمتحدة ومصر وإسرائيل والفلسطينيين. واشار الموقع الي انه بينما لم تتطرق ميركل إلي المهلة الزمنية المطلوبة للمفاوضات غير المباشرة حدد الرئيس مبارك الفترة المقترحة بأربعة أشهر واشترط توقف إسرائيل عن مواصلة الاستيطان في القدسالشرقية والضفة وغزة وعن أعمال التهويد الجارية في الضفة الغربية.