وفد قطري يتوجه إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات بشأن اتفاق هدنة في غزة    شبورة مائية وأمطار خفيفة.. الأرصاد تكشف أبرز الظواهر الجوية لحالة الطقس اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024    ياسمين عبد العزيز تكشف عن سبب طلاقها من أحمد العوضي    3 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة "الدربي" غرب مدينة رفح    ضابط شرطة.. ياسمين عبد العزيز تكشف حلم طفولتها وعلاقته بفيلم «أبو شنب»    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    ميلكا لوبيسكا دا سيلفا: بعد خسارة الدوري والكأس أصبح لدينا حماس أكبر للتتويج ببطولة إفريقيا    خبير لوائح: أخشي أن يكون لدى محامي فيتوريا أوراق رسمية بعدم أحقيته في الشرط الجزائي    شبانة ينتقد اتحاد الكرة بسبب استمرار الأزمات    سعر الحديد والأسمنت اليوم في مصر الثلاثاء 7-5-2024 بعد الانخفاض الأخير    مصر تستعد لتجميع سيارات هيونداي النترا AD الأسبوع المقبل    وصول بعض المصابين لمستشفى الكويت جراء استهداف الاحتلال حي التنور شرق رفح    وسائل إعلام أمريكية: القبض على جندي أمريكي في روسيا بتهمة السرقة    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    كاسونجو يتقدم بشكوى ضد الزمالك.. ما حقيقة الأمر؟    العاهل الأردني: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب في مجزرة جديدة    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    وكيل صحة قنا يجري جولة موسعة للتأكد من توافر الدم وأمصال التسمم    لا تصالح.. أسرة ضحية عصام صاصا: «عاوزين حقنا بالقانون» (فيديو)    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء 7 مايو بالصاغة    مصرع سائق «تروسكيل» في تصادم مع «تريلا» ب الصف    صندوق إعانات الطوارئ للعمال تعلن أهم ملفاتها في «الجمهورية الجديدة»    عملت عملية عشان أخلف من العوضي| ياسمين عبد العزيز تفجر مفاجأة.. شاهد    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    التصالح في البناء.. اليوم بدء استلام أوراق المواطنين    النيابة تصرح بدفن 3 جثامين طلاب توفوا غرقا في ترعة بالغربية    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثين منفصلين بإدفو شمال أسوان    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    وفد قطري يتوجه للقاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس اليوم    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    مصر للطيران تعلن تخفيض 50% على تذاكر الرحلات الدولية (تفاصيل)    برلماني يطالب بإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    عاجل - تبادل إطلاق نار بين حماس وإسرائيل قرب بوابة معبر رفح    القومية للأنفاق تبرز رحلة بالقطار الكهربائي إلى محطة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية (فيديو)    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    العمل العربيَّة: ملتزمون بحق العامل في بيئة عمل آمنة وصحية كحق من حقوق الإنسان    سؤالًا برلمانيًا بشأن عدم إنشاء فرع للنيابة الإدارية بمركز دار السلام    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    عملية جراحية في الوجه ل أسامة جلال    فيديوهات متركبة.. ياسمين عبد العزيز تكشف: مشوفتش العوضي في سحور وارحمونا.. فيديو    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    استبعادات بالجملة وحكم اللقاء.. كل ما تريد معرفته عن مباراة الأهلي والاتحاد السكندري    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    في 7 خطوات.. حدد عدد المتصلين بالراوتر We وفودافون    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بالأسماء، إصابة 16 شخصا في حادث الطريق الصحراوي الغربي بقنا    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك وضع أساس السلام .. ويبقي الالتزام
نشر في أخبار اليوم يوم 03 - 09 - 2010

بإجماع أطراف القمة الخماسية التي عقدت بواشنطن واتفاق الخبراء والمراقبين السياسيين في مختلف انحاء العالم، جاءت مشاركة الرئيس حسني مبارك في إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل لكي تكون هي عنصر المصداقية في امكانية إنجاح هذه المفاوضات والخروج من الطريق المسدود الذي وصلت إليه جهود التسوية السلمية للصراع في الشرق الأوسط..إنعكست هذه الرؤية بمنتهي الوضوح في تصريحات الزعماء المشاركين في هذا الحدث المهم وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي باراك اوباما بجانب العاهل الأردني الملك عبدالله والرئيس الفلسطيني أبومازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.. ولم يتوقف الجهد المصري لتحقيق السلام العادل عند حدود المشاركة المصرية الفعالة والحاسمة في مفاوضات واشنطن. بل امتد ليشمل رعاية الجولات القادمة من المفاوضات والتي ستعقد في مصر بعد اسبوعين
زيارة الرئيس مبارك لواشنطن بددت الشكوك حول مفاوضات السلام
واشنطن - ثناء يوسف:
جاء الرئيس حسني مبارك الي واشنطن ليصنع السلام وحرصت ادارة الرئيس اوباما علي تكرار تقديرها لجهود رئيس مصر من اجل تهيئه المناخ المناسب لاطلاق المفاوضات المباشره بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي..
وإذا كان الرئيس مبارك قد لقب بأنه رجل المهام العاجلة حيث ان زياراته العديدة من اجل التعامل مع قضايا جوهرية تتم غالبا لحل أزمة عاجلة فقد كانت زيارته الخاطفة لواشنطون مهمة صعبة قبل بها الرئيس مبارك لأنها تجري في اطار حرصه علي تسوية القضية الفلسطينية ومتابعته وانطلاقا من الدور المحوري الذي لعبته مصر ومازالت تلعبه لتمكين الشعب الفلسطيني من الحصول علي حقوقه المشروعة وعلي الرغم من ان زيارة الرئيس حسني مبارك للعاصمه الأمريكية لم تتعد ثلاثة ايام فقد نجحت في تبديد مناخ التردد والتشاوم الذي احاط بعملية التفاوض من اجل التوصل لتسوية سلمية الي جانب انها اثبتت ان مصر وحدها هي الدولة المحورية في عملية السلام نظرا لما تتمتع به سياستها من حكمة ومصداقية ومن جهة أخري اكدت مصر انها ليست في منافسة مع اي دولة أخري حيث انها لا تبحث عن دور بل ان واشنطون تسعي اليها طلبا للمشورة عندما يتعلق الامر بأي قضية تمس أمن واستقرار المنطقة.. وإذا كان الاحتفال التاريخي الذي جري بالبيت الابيض في القاعة الشرقية والذي حضره الرئيس اوباما والرئيس مبارك والملك عبد الله عاهل الاردن والرئيس محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية للاعلان عن اطلاق المفاوضات المباشرة هو أبرز حدث خلال زيارة الرئيس مبارك للعاصمة الامريكية فإن هذا لم يكن هو المحفل الوحيد الذي عبرت فيه مصر عن رؤيتها للسلام..
فقد قام الرئيس حسني مبارك بالالتقاء بعدد من الشخصيات السياسية المعروفة باهتمامها بقضية الشرق الاوسط ومنهم السناتور جوزيف ليبرمان الذي أعرب عن التقدير لدور الرئيس مبارك وخبرته في مجال الدفع بجهود السلام وأكد بعد لقائه بالرئيس مبارك انه لولا جهود مصر وتحركها لما تمكنت واشنطون من تحريك المفاوضات وقال ان القضايا التي ستطرح علي مائدة التفاوض قضايا صعبة إلا ان السبيل الوحيد لحلها هو التفاوض المباشر..
كما أشار الي ان اقتراح مصر بشأن البدء بتحديد حدود الدولة الفلسطينية فكرة خلاقة قد تساعد المفاوضات..
وكان السناتور جاك هيجل ممثل ولاية نبراسكا ورئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ سابقا من بين من التقي بهم الرئيس مبارك نظرا لما يحظي به هيجل من ثقل ومنطق في التعامل مع القضايا التي تمس الامن القومي الأمريكي. وأعرب هيجل عن امله في ان يكون اطلاق المفاوضات المباشرة بداية ايجابية للتسوية مؤكدا ان مصداقية وحكمة الرئيس مبارك ستكون من دواعي دعم والتزام الادارة الامريكية بتسوية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.. وكانت اللقاءات الثنائية المكثفة التي اجراها الرئيس مبارك مع زعماء الاطراف المعنية بعملية السلام تمهيدا لجلوس الملك عبد الله ملك الاردن وبنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل والرئيس محمود عباس في البيت الابيض الي جانب الرئيس مبارك في ضيافة الرئيس اوباما الذي تعهد بمواصلة التزامه بحل النزاع والقيام بدور جاد فعال لضمان قيام دولتين وتوفير الامن لاسرائيل وتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني. وعلي الرغم من جو الحذر الذي احاط بعملية اطلاق المفاوضات فقد جاءت كلمات الرؤساء أمام مئات من اجهزة الاعلام التي احتشدت لتغطية هذا الحدث المهم لتضفي جوا من التفاؤل حول امكانيه تحقيق السلام.
نيويورك تايمز: معالم الإتفاق واضحة ولكن مطلوب تنازلات مؤلمة
مجموعة الأزمات الدولية: القلق الأكبر هو الحفاظ علي المحادثات حتي 26 سبتمبر
بمناسبة استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل استعرضت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مسيرة مساعي السلام في الشرق الاوسط منذ عام 1979 وحتي مبادرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاخيرة.
وتطرقت الصحيفة الامريكية الي "العقبات" الموجودة هذه المرة، فبالاضافة إلي قضايا الوضع النهائي كعودة اللاجئين والقدس والحدود هناك احتمال عودة اسرائيل الي نشاطها الاستيطاني يوم 26 سبتمبر المقبل وهو موعد انتهاء قرارها بتجميد الاستيطان.ويقول مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمجموعة الازمات الدولية روبرت مايلي إن "مصدر القلق الأكبر لأمريكا حاليا هو الحفاظ علي المحادثات جارية بين الآن و26 سبتمبر"
لكن حل هذه القضايا في وقت مبكر قد يضع أوباما في موقع أفضل من أسلافه للوصول إلي اتفاق سلام في نهاية الأمر، حسب ما يقول خبراء شرق أوسطيون، لأنه سيكون أزاح عائقا كبيرا، ولأنّ كل جهة ستكون واثقة من رغبة الطرف الآخر في الوصول إلي اتفاق.ولو اجتاز الطرفان يوم 26 سبتمبر، فستبقي هناك قضايا صعبة. ويوضح خبراء شرق اوسطيون بأن معالم اتفاق السلام واضحة، حيث إن الطرفين يتناقشان حول هذا الاتفاق منذ العام 1979، كما أن قضية الأمن الاسرائيلي عقب تكوين دولة فلسطينية قد يعرقل الاتفاق كذلك.
ويقول السفير الاسرائيلي لدي الولايات المتحدة، مايكل أورين، بأنه "يجب معالجة قضية الأمن قبل الحدود"، موضحا "ان نتائج قضايا الوضع النهائي تعتمد بشكل كبير علي حل قضايا الأمن الاسرائيلي". فمثلا، اوضح نتنياهو أنه يريد وضع جنود اسرائيليين علي الحدود مع الأردن ومصر للتصدي لأي عملية تهريب للسلاح إلي الدولة الفلسطينية. ولا يرحب مسئولون اسرائيليون بفكرة وضع جنود دوليين علي الحدود دون ان يكون بينهم جنود اسرائيليون، حيث اعترضوا علي اقتراحات وجود قوة من حلف شمال الاطلسي (ناتو) علي سبيل المثال. كما لا يريد مسئولون اسرائيليون أن يكون للفلسطينيين جيش وطني، وليس مفاجئا أن المسئولين الفلسطينيين قد رفضوا المحاذير الاسرائيلية هذه، إلا أن خبراء شرق أوسطيين أوضحوا أن المفاوضين الفلسطينيين قد يوافقون علي عمل قوات اسرائيلية ضمن دولة مستقبلية في حال وجود تفاهم علي أن تنسحب القوات الاسرائيلية تدريجيا.أما حول النقاش الدائر بخصوص الجيش الفلسطيني، فقال مايلي إن الفلسطينيين قد أشاروا إلي أنهم جاهزون لقبول دولة "بسلاح محدود"، رغم أن تفاصيل كيف يمكن الوصول إلي ذلك لا تزال في الانتظار.
نهال مجدي
قضايا الحل النهائي علي مائدة المفاوضات المباشرة
قبل استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في واشنطن، اتفقت جميع الأطراف علي أن تكون قضايا الحل النهائي محور المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. قضية اللاجئين بالمحادثات رغم المواقف المبدئية الاسرائيلية الرافضة لحق العودة، وكذلك قضية توزيع المياه التي تفتقر لها المنطقة ككل.اما فيما يتعلق بحدود الدولة الفلسطينية فان الوقائع علي الارض ستلقي بظلالها، ليس فقط الجدار الفاصل الذي ضم لاسرائيل الكتل الاستيطانية وعزل القدس، ولكن حتي منطقة غور الاردن التي تري اسرائيل انها عمق استراتيجي ولا يمكن الانسحاب منها.وكان اول لقاء فلسطيني اسرائيلي علني في مؤتمر مدريد للسلام عام 1990 غير ان الوفد الفلسطيني كان جزءا من الوفد الاردني، ولم ينجز شيئا مع وجود حكومة يمينية اسرائيلية وغياب منظمة التحرير.من بعدها كانت مفاوضات اوسلو واتفاقية الاطار التي ما تزال لغاية الان الانجاز الوحيد والتي اجلت القضايا الجوهرية لمرحلة قادمة .وكان نتنياهو قبل اربع عشرة سنة رئيسا للحكومة وهو الذي فاوض الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. من بعدها حاول ايهود باراك وعرفات التوصل الي اتفاق في كامب ديفيد، ولكن المفاوضات اصطدمت بوضع القدس .وعندما وصلت المفاوضات إلي جبل بيت المقدس لم يقبل الطرف الفلسطيني بالنفوذ الاسرائيلي ولا قبل الجانب الاسرائيلي بالسيادة الفلسطينية الكاملة عليه فانهارت المفاوضات. وتعد قضية القدس أعقد واصعب القضايا، فالطرفان يرفضان اي تنازلات وكلاهما يري المدينة عاصمة له. ويقول دوري جولد الذي كان مع وفد نتنياهو المفاوض في مفاوضات واي ريفر قبل ثلاث عشرة سنة عن فرصة نجاح المفاوضات الحالية إن " اولمرت قدم تنازلات غير مسبوقة في المفاوضات مع أبو مازن عندما كان رئيسا للحكومة، ولكن في النهاية من أزال الحواجز العسكرية في الضفة الغربية كانت حكومة نتنياهو". وتعتبر المستوطنات هذه المرة القضية التي قد تفجر وتنهي المفاوضات وليس القدس كما في السابق، لان الجانبين يحشدان قواهما موقفهما المتناقض ازاء البناء، ووجود المستوطنات اصلا ومكان المستوطنات من خريطة الدولة الفلسطينية المنشودة.
سمر الملاحي
شگوك حول جدية والتزام إسرائيل
مرة أخري، جلس الإسرائيليون والفلسطينيون وجهاً لوجه إلي طاولة المفاوضات. ومرة أخري يسود الأمل بأن هذه المرة يمكن للمفاوضات أن تحقق نجاحاً حقيقياً وذلك للجهود القوية التي يبذلها الرئيس الامريكي باراك اوباما والرئيس حسني مبارك والملك عبدالله لدفع عملية السلام الي طريق النور، لكن رغم ذلك هناك جو من الشكوك والتشاؤم يخيم علي الجانبين.
ففي الوقت الذي توجه فيه الوفد الإسرائيلي والفلسطيني إلي واشنطن من أجل المفاوضات المباشرة ازدادت الشكوك في نفوس المراقبين وذلك إذا وضعنا في الاعتبار مدي التباعد في المواقف الأساسية للجانبين ومدي انعدام الثقة بينهما. وكتب الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، ألون بينكوس في صحيفة معاريف الاسرائيلية مقالاً عن جدوي المفاوضات المباشرة قال فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني وصلا إلي واشنطن وكل منهما يحمل في جعبته هدفاً تكتيكياً واستراتيجياً وهو كيف يوجه كل منهما اللوم إلي الآخر في حال فشل المفاوضات. وقال بيكوس "إن تاريخ عملية السلام يبرهن علي أن مهمة إفشال المفاوضات مهمة سهلة التنفيذ وفرص نجاحها كبيرة". وحتي قبل أن يجلس الجانبان إلي طاولة المفاوضات، فإن الجدل المستمر منذ فترة طويلة يلقي بظلاله علي المفاوضات. فالفلسطينيون يصرون علي تمديد إسرائيل لفترة تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية، لكن أكبر شريك في إئتلاف نتنياهو يلمح إلي أن مثل تلك الخطوة قد تسقط الحكومة. وكانت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية قد قالت إن الاستيطان الاسرائيلي يمثل قنبلة تهدد المباحثات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وقالت الفاينانشيال تايمز إن هناك فكرة تحظي بتأييد متزايد بين الوزراء الإسرائيليين وهي التمييز ما بين ما يطلق عليه اسم الكتل الاستيطانية والتي تقع بالقرب من الخط الأخضر للحدود مع الضفة الغربية وبين المستوطنات الصغيرة المعزولة الواقعة في عمق المناطق المحتلة. ونقلت الصحيفة عن دان ميريدور نائب رئيس الوزراء عن حزب الليكود قوله إنه فيما يتوجب استئناف البناء في الكتل الاستيطانية , يبقي الاستيطان مجمدا في الثانية. ويري الكاتب أن انهيار المباحثات سيسبب حرجا شديدا للرئيس الأمريكي باراك أوباما.ونقلت عن مسئول إسرائيلي سابق قوله إن "الولايات المتحدة ستضغط بشدة علي إسرائيل لتمديد فترة التجميد , لكن ستضغط بشدة أكبر علي عباس كي يقبل صيغة التسوية المحتومة ولا ينسحب من المفاوضات". واختتم الكاتب مقاله بالقول بانه بات من "الواضح أن الولايات المتحدة تأمل أن تتراجع الأطراف خلال الأسابيع المقبلة , وإلا فقد يسجل التاريخ اجتماع واشنطن كواحد من أقصر محاولات تحقيق السلام في الشرق الأوسط عمرا.. اما علي الجانب الفلسطيني فقد حذر كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات من أن المفاوضات قد تنهار إذا استأنفت إسرائيل البناء بمجرد انتهاء التجميد في 26 سبتمبر . فنتنياهو يريد أن تركز المناقشات علي احتياجات الأمن الإسرائيلي والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. لكن الفلسطينيين يرفضون ذلك. ولكن بافتراض التغلب علي هاتين المشكلتين وهما تجميد البناء وترتيب المناقشات، لذلك يري بينكوس ان "المشكلة في الواقع أنه لا يوجد شيء للنقاش لأن كل شيء نوقش بالفعل" ويقول "في كل المسائل الجوهرية (الأرض والماء والمستوطنات والأمن واللاجئين والقدس) فإن الحد الأقصي للنهج الإسرائيلي المتشدد لا يفي بالحد الأدني من مطالب الفلسطينيين".
رانيا الزاهد
الرئيس حدد لجميع الأطراف روشتة نجاح المفاوضات
الثقل المصري والدعم الأمريكي والمتابعة الدولية .. أهم عناصر التفاؤل
بدفعة دبلوماسية من الرئيس الامريكي باراك اوباما وبجهود مخلصة من جانب الرئيس حسني مبارك بدأ الفلسطينيون والاسرائيليون محادثات سلام مباشرة علي امل التوصل لاتفاق ينهي عقودا من العنف والقتل بين الجانبين.
وبرغم الصعوبات الكبيرة التي تكتنف عملية السلام ووجود العديد من نقاط الخلاف بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الا ان انطلاق جولة المفاوضات الاخيرة برعاية امريكية وبحضور مصري وبمتابعة دولية يبعث الامل في امكانية خروج عملية السلام من سباتها العميق ..
وقد حدد مقال الرئيس حسني مبارك في صحيفة نيويورك تايمز شروط ورسائل هامه لنجاح مفاوضات السلام .. الشروط والرسائل تصب كلها في اتجاه واحد، وهو تحقيق سلام دائم وشامل في الشرق الأوسط بمناسبة انطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في واشنطن. أما الرسائل، أن للسلام ثمنا كان أكثره فداحة اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات علي يد مجموعة من المتشددين ممن رفضوا السلام مع إسرائيل، وهي رسالة واضحة بأن من يريد السلام لا يجب أن ينظر إلي نفسه، بل إلي مستقبل بلده .الرسالة الثانية، أن مصر التي استضافت في الماضي جلسات للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، علي استعداد لاستضافة الجولات التالية من المفاوضات.
أما الشروط التي حددها الرئيس مبارك لنجاح هذه المفاوضات، فأولها إزالة العائق النفسي الناتج عن التأثير التراكمي لسنوات قال عنها مبارك انه ساد خلالها العنف وشهدت توسيعاً لنطاق المستوطنات الإسرائيلية، مما أدي إلي انهيار الثقة بين الجانبين.
ثاني هذه الشروط هو أن تكون المفاوضات مستندة للمرجعيات السابقة التي ناقشت العديد من قضايا الحل النهائي الممثلة في اللاجئين والحدود والقدس والأمن، فلا يعقل أن تبدأ المفاوضات من نقطة الصفر كما تريد الحكومة الإسرائيلية.. كما أكد المقال أن الشرط الثالث هو أن استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات الإسرائيلية سيهدم السلام من أساسه، لأنه كما قال مبارك فإن السلام والمستوطنات لا يتماشيان معاً.
الشرط الرابع الذي تحدث عنه الرئيس مبارك أن تحقيق السلام لن يتم إلا بمصالحة ووئام فلسطيني داخلي، وهذا الأمر بقدر ما هو شرط فإنه رسالة من مبارك للإسرائيليين والأمريكان علي حد سواء، ممن أرادوا عزل حركة حماس التي وصفها مبارك في مقاله بالمتحكمة في قطاع غزة.
الشرط الخامس أن المفاوضات لا يجب أن تكون مقصورة علي الضفة الغربية والقدس وبقية المناطق التي احتلتها اسرائيل في يونيو 1967، مع تجاهل قطاع غزة الذي أراد له رئيس الوزراء الإسرائيلي الاسبق ارئيل شارون أن يخرجه من داخل الدائرة الفلسطينية بقرار الانسحاب الفردي، الذي نتج عنه لاحقا حصار إسرائيل علي القطاع شمل الأرض والبحر والجو.الشرط السادس الذي طرحه مبارك هو أنه لتحقيق الامن لكل من الدولة الفلسطينية المستقبلية ولإسرائيل، فإن الأمر قد يتطلب وجود قوات دولية في الضفة الغربية يجري نشرها لمدة يتفق عليها من قبل الأطراف يمكنها أن تمنح كليهما "الفلسطينيين والإسرائيليين" الثقة والأمن اللذين ينشدانهما.
والحقيقة ان الامل في نجاح المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل هذه المرة له مبررات واسباب حيث ترصد صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها احد هذه الاسباب وهي الرئيس اوباما نفسه الذي يلقي بثقله تماما وراء المفاوضات ويحاول تحويل الكلمات الي افعال .. فهو علي عكس سلفه بوش الابن الذي ترك ملف السلام مهملا طيلة سبع سنوات وتحرك فقط في العام الثامن عندما عقد مؤتمر انابوليس دون تحضيرات كافية ودون اصرار علي تحقيق النجاح. منذ اللحظة الاولي لدخول اوباما البيت الابيض كان الشرق الاوسط حاضرا وبقوة في خطبه وسياساته وعبر مبعوثه للسلام في الشرق الاوسط جورج ميتشيل وهذا من وجهة نظر النيويورك تايمز جهد قد يصادف النجاح.
ثاني الاسباب التي تبعث علي الامل في نجاح المفاوضات هي وضع منطقة الشرق الاوسط الحالي .. فهناك الانسحاب الامريكي من العراق والذي من المتوقع ان يخلق فراغا امنيا تخشي واشنطن ان تملؤه ايران وهناك ايضا المعسكر الذي تقوده ايران في المنطقة ويضم حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة بالاضافة الي سوريا وتركيا .. كل هذا يجعل من تحقيق السلام مطلبا امريكيا ضروريا لاعادة التوازن الي المنطقة ولتحقيق المصداقية لمعسكر الاعتدال العربي في مواجهة معسكر طهران.
كل هذا بالاضافة الي ان كلا الجانبين يدعمان الحل الخاص باقامة دولتين، كما ان وتيرة العنف علي الارض تراجعت، فضلا عن شعور كل جانب بالانهاك بسبب الصراع.
من الجهة الاخري يري بعض المحللين عددا من الاسباب التي تدعو الي التشاؤم ازاء هذه المحادثات اذ ان أيا من الجانبين لا يبدو راغبا في تقديم تنازلات كبري كما ان كلا منهما ذهب الي الولايات المتحدة لارضاء واشنطن. علي حد وصف صحيفة "تشاينا بوست" الصينية.
وذكر محللون ان الضعف ينتاب القيادة الفلسطينية بسبب الخلاف بين حركتي فتح وحماس، وان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ليس لديه اي خيار سوي قبول ما يطرحه اوباما.
ويقول روبرت دانين، الزميل بقسم دراسات الشرق الاوسط وافريقيا في مجلس العلاقات الخارجية ان الثقة غائبة في العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية اذ ان الانتفاضة الثانية (2002 - 2003) لم تسفر فقط عن مصرع الآلاف من الجانبين ولكنها ادت ايضا الي تضاؤل الشعور بين كثيرين بأن تحقيق السلام امر ممكن.
علي الجانب الآخر لم يتراجع رئيس الحكومة الإسرائيلية عن موقفه من الاستيطان علي الاراضي الفلسطينية فما أن وصل إلي واشنطن إلا وسارع لتوجيه صفعة جديدة للمراهنين علي المفاوضات المباشرة عبر التأكيد أن حكومته لا تعتزم تمديد فترة الحظر المؤقت للنشاطات الاستيطانية والتي تنتهي في 26 سبتمبر .
ووفقا للاذاعة الاسرائيلية فإن نتنياهو استبق لقاءه مع أوباما في مطلع سبتمبر وقبل ساعات من انطلاق المفاوضات المباشرة بإبلاغ وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال اجتماعه معها أن حكومته لا تعتزم تمديد فترة الحظر المؤقت للنشاطات الاستيطانية .
ولم يقف الأمر عند ما سبق ، فقد استغل نتنياهو عملية الخليل التي أدت إلي مقتل أربعة مستوطنين إسرائيليين للفت الانتباه بعيدا عن قضية الاستيطان والتركيز فقط علي موضوع الأمن وهذا ما ظهر واضحا في المؤتمر الصحفي الذي عقده أوباما بعد اجتماعه مع نتنياهو في البيت الأبيض .
أحمد عزت
قمة مبارك ساركوزي .. خطوة مهمة لنجاح العملية السلمية
حظت زيارة الرئيس حسني مبارك لفرنسا قبل ايام قليلة من انطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بواشنطن ، باهتمام الجميع خاصة وان اللقاء الذي جمع بين الرئيس مبارك والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان يهدف في الأساس إلي بحث سبل إنجاح عملية السلام ..
وأكد الرئيس مبارك خلال هذه الزيارة علي أن مصر بذلت قصاري جهدها علي مدار الفترة الماضية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وشركائها الإقليميين والدوليين من أجل تهيئة الأجواء لإعادة إطلاق المفاوضات المباشرة ، ولكي تتيح أمام الشرق الأوسط هذه الفرصة الجديدة.
وقال مبارك - خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي - إن مصر كانت وستظل في قلب الجهود الرامية لإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ، انطلاقا من إيمانها العميق بأن السلام العادل والتعايش السلمي في المنطقة هو مطلب حيوي وعاجل لا يحتمل الفشل أو التأجيل.
وأعرب الرئيس حسني مبارك خلال القمة المصرية الفرنسية عن تطلعه لتحمل الإدارة الأمريكية وباقي أطراف اللجنة الرباعية الدولية لدورهم ومسئوليتهم لاغتنام هذه الفرصة في هذا المنعطف المهم ، وأن يتحمل الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني المسئولية علي نحو يرقي لمستوي آمال وتطلعات شعبيهما وكافة شعوب المنطقة والعالم نحو سلام عادل طال انتظاره يقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ويحقق الأمن لدولة إسرائيل وباقي شعوب المنطقة.
ونوه مبارك بتطابق مواقفه مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي بشأن ضرورة مواصلة العمل لدفع جهود السلام للأمام وتطلعهما للتوصل لاتفاق سلام في غضون عام ينهي الاحتلال ويقيم الدولة الفلسطينية.
وقال إنني اتفقت والرئيس ساركوزي باعتبارنا الرئيسين المشاركين للاتحاد من أجل المتوسط علي أن نعمل خلال القمة الثانية المقبلة للاتحاد في برشلونة لإعطاء المزيد من الزخم لمفاوضات السلام ولتعزيز فرص نجاحها.
وحذر الرئيس مبارك من أن بدء المفاوضات " ليس نهاية المطاف "، وربط تقدم عملية السلام باحترام مرجعياتها وبالتجاوب مع الشرعية الدولية واستحقاقات السلام .
وكشف الرئيس مبارك عن اتفاقه مع ساركوزي علي العمل من خلال قمة برشلونة علي توفير الزخم السياسي لمفاوضات السلام لتعزيز فرص نجاحها.ورأي الرئيس مبارك ان واشنطن قادرة علي الضغط علي الطرفين لدفعهما إلي تحقيق السلام، وأن الإدارة الأمريكية تحتاج لمساندة الاتحاد الأوروبي بالنظر إلي أن المشكلة صعبة ومعقدة وعويصة ، وهي إن نجحت في إطلاق المفاوضات، فإنها بحاجة إلي المساندة القوية من الاتحاد الأوروبي من أجل أن تستمر عملية السلام.
وربط الرئيس مبارك بين استمرار المفاوضات المباشرة والاستمرار في تجميد الاستيطان، وهو ما لم يلتزم به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنا. وقال الرئيس إن المساعي الأمريكية لحفز إسرائيل علي الاستمرار في تجميد الاستيطان تحتاج إلي مجهودات أكبر وإلي مساندة أوروبية حتي نقنع إسرائيل بوقف الاستيطان ومن أجل أن تستمر المحادثات المباشرة .وهذا الموقف يتطابق مع ما قاله الرئيس الفرنسي ساركوزي ، الذي دعا الإسرائيليين إلي أن يفهموا أنه عندما يكون هناك أمل في السلام يجب القيام بكل شيء من أجل تدعيمه.
أماني عبد الرحيم
فتح مستعدة للمرونة وحماس تتوقع الفشل
الانقسام الفلسطيني ينعكس علي رؤية مفاوضات السلام
حدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس دور الولايات المتحدة في مفاوضات السلام الحالية بواشنطن بقوله ان المطلوب من الادارة الأمريكية التي وجهت الدعوة للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لاجراء محادثات مباشرة هو تقديم مقترحات في حال وصول هذه المحادثات الي مأزق. واضاف قائلا المطلوب من الدور الأمريكي ان يكون نزيها وامينا وانه عندما نصل الي مأزق ان تقوم الولايات المتحدة بتقديم مقترحات لجسر الهوة بين الطرفين.
واضاف »الآن يجب ان تكون هناك خطوة اخري وهي انه اذا اردنا ان نبدأ مفاوضات فانه يمهد مباشرة لهذه المفاوضات باستمرار وقف الانشطة الاستيطانية والتركيز علي قضايا المرحلة النهائية الست وهي القدس والمستوطنات واللاجئين والحدود والمياه والامن بالاضافة الي وجوب الافراج عن جميع الاسري.
واضاف عندما تكون النتيجة معروفة فليس لدينا مانع ان تكون هناك مرحلية. كل شهرين او خمسة اشهر مرحلة ولكن تنتهي كلها في فترة قصيرة وليس سنوات طويلة.. تذكرون ان اتفاق كامب ديفيد بين اسرائيل ومصر نفذ علي ثلاث مراحل ولا مانع لدينا ان ينفذ اتفاقنا علي مرحلتين او ثلاث او اربع مراحل ولكن يجب ان تكون المدة معقولة.
واوضح عباس انه سيعود الي الشعب الفلسطيني في حال فشل المفاوضات من اجل اختيار البدائل وقال اذا فشلت المفاوضات سنعود الي القيادة ونقول لها ماذا حصل والرأي يعود للشعب الفلسطيني وليس لي.
وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الاحمد اهمية »حضور الاردن ومصر في مفاوضات واشنطن من اجل دعم الموقف الفلسطيني وتجسيد وحدة الموقف الفلسطيني العربي«.
وأعرب الأحمد عن »خشية الجانب الفلسطيني من استمرار المناورة الاسرائيلية«.
وقال ان »البداية ستكون صعبة ومعقدة، غير ان الادارة الامريكية تتحمل مسئولية صعوبتها نتيجة محاباتها للموقف الاسرائيلي . وقال مروان البرغوثي القيادي الفلسطيني أمين سر حركة فتح المسجون لدي اسرائيل ان محادثات السلام محكوم عليها بالفشل وان الفلسطينيين يجب ان يركزوا بدلا من ذلك علي انهاء الانقسام الغائر في صفوفهم. ويؤيد البرغوثي المفاوضات من حيث المبدأ لكنه يري ان الفلسطينيين وافقوا علي محادثات السلام المباشرة تحت ضغط دولي. وان أبومازن تحت ضغوط دولية وعربية وليس قناعة بجدوي المفاوضات وكان يجب رفض المفاوضات المباشرة قبل تحقيق نتائج في المفاوضات غير المباشرة. واضاف قائلا انه طالما لايوجد شريك اسرائيلي للسلام يلتزم بانهاء الاحتلال والانسحاب لحدود 7691 فإن المفاوضات لن تثمر عن اي شيء ولن تقود للسلام المنشود.
اما محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس فقد رفض الربط بين عملية »سيل الانتقام« التي وقعت في محافظة مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية وخلفت 4 قتلي من المستوطنين، وبين اطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن. وقال الزهار سياستنا دوما هي ان نترك المفاوضات تسير ولم نكرس في يوم من الايام عملنا لايقاف المفاوضات. واضاف »هناك جزء من الشعب الفلسطيني« فتح ومؤيدوها يريد المفاوضات كي يقضي منها برنامجه السياسي، ونحن علي قناعة بأن هذا البرنامج السياسي لن يأتي بالمطلوب. والسؤال اذن: لماذا نتحمل مسئولية افشال شيء هو نفسه فاشل؟
هل تستعيد واشنطن مصداقيتها ؟
جاءت المفاوضات المباشرة التي اطلقها الرئيس الامريكي باراك اوباما بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي بشكل رسمي الاسبوع الماضي في حضور الرئيس مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني لتكون خطوة كبيرة في جهود الادارة الامريكية لاحلال السلام في منطقة الشرق الاوسط
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية ان الرئيس باراك اوباما بدأ جهوده الحثيثة لاحلال السلام في الشرق الاوسط لينضم بذلك الي اسلافه من الرؤساء الامريكيين الذي سعوا جاهدين للتوصل الي اتفاق سلام شامل بين الفلسطينيين والاسرائيليين . ولكن علي عكس من سبقوه، سيعرف اوباما العازم علي انجاح مباحثات السلام هذه المرة مدي جدية الطرفين قبل التوصل الي اتفاق خلال ثلاثة اسابيع . ويؤكد مبعوث السلام الامريكي جورج ميتشيل ان بلاده لا تزال تعتقد بامكانية ان ينهي الفلسطينيون والاسرائيليون جولتهم الاخيرة من المفاوضات خلال عام واحد. واكد ميتشل انه سيكون لواشنطن" وجود فعال وداعم " خلال المفاوضات، مؤكدا أن هذا الملف يشكل " أولوية كبري" للرئيس باراك اوباما". ومن جانبه قال فيليب كراولي المتحدث بإسم الخارجية الامريكية ان امكانية وقف الاستيطان في الضفة الغربية سوف يتم مناقشته في المفاوضات، خاصة بعد ان اكد المسئولون الفلسطينيون ان استكمال بناء المستوطنات بعد 26 من سبتمبر سوف يوقف المفاوضات ويهدد بانهيارها. وأوضح كراولي أن الولايات تدرك ان هناك أطرافا في المنطقة تريد تخريب مسار المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين . وأشار كراولي "نأمل في أن تكون هذه المفاوضات بمثابة البداية لإعادة تنشيط المسار بين الفلسطينيين والاسرائيليين .. نريد أن نري ليس فقط إعادة إطلاق ناجحة للمفاوضات ولكن ندرك أنه مع المضي قدما سيلتقي القادة بانتظام مع بعضهم البعض، وستلعب الولايات المتحدة الدور ذاته الذي لعبته في السابق، وستكون شريكا كاملا وحقيقيا." وأكد كراولي أن الولايات المتحدة ستلعب دورا قويا وكاملا سعياً منها لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، قائلا "لقد كانت لنا مشاركة كاملة في المسار الذي أفضي إلي تحقيق السلام بين إسرائيل ومصر، وإسرائيل والأردن، ونأمل في أن نكون شريكا كاملا وداعما في التوصل إلي السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وإقامة دولتين تعيشان جنبا إلي جنب في سلام وأمن، هذا هو عنصر متواصل من الدور الخاص الذي قامت به الولايات المتحدة من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط منذ عقود عدة." وقال الموفد الأمريكي الخاص إلي الشرق الأوسط جورج ميتشل "نحن لا ننتظر أن تلعب حماس أي دور في العملية الفورية" للمفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين التي تستأنف الخميس في واشنطن. وأضاف "ولكن كما قلنا، وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وأنا شخصيا، مرات عدة نرحب بمشاركة كاملة لحماس ولأطراف أخري معنية في حال التزمت بشروط الديموقراطية وتخلت عن العنف وهما بالتأكيد شرطان مسبقان لأية محادثات جدية."
واوضح ميتشل أن الرئيس الامريكي أوباما يرغب في التوصل إلي سلام في كل المنطقة وليس فقط بين الإسرائيليين والفلسطينيين . وأضاف: "عندما أعلن الرئيس تعييني، بعد يومين علي تسلمه السلطة، تحدث عن سلام شامل ووصفه بأنه سلام بين إسرائيل والفلسطينيين وبين إسرائيل وسوريا وبين إسرائيل ولبنان وأن تكون إسرائيل في سلام مع جميع جيرانها العرب وهذا الأمر ما زال هدفنا."وتأمل الادارة الامريكية ان تقنع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في عقد جولة مباحثات ثانية، وتفضل واشنطن ان تتم هذه المباحثات في مصر، حيث ان مصر لها قدرة كبيرة في اقناع الاطراف كما أن لها باعا طويلا في عملية السلام .
محمد رياض


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.