قبل ساعات من إطلاق المفاوضات المباشرة الجديدة بين إسرائيل والفلسطينيين غدا بمشاركة الرئيس حسني مبارك الذي يلقي كلمة مهمة باللغة العربية يطرح خلالها رؤية مصرية متكاملة لانجاح هذه المفاوضات الرئيس الفلسطيني عباس أبومازن والملك عبدالله عاهل الاردن, وبنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ثم يعقد لقاء قمة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل الافطار الرمضاني الذي يعقده الرئيس الأمريكي تكريما للرئيس مبارك والزعماء المشاركين في المفاوضات, كما تعقد عقب ذلك قمة خماسية مغلقة في البيت الأبيض بعد القاء الكلمات تتناول جهود وضمانات العملية التفاوضية, كما يلتقي الرئيس مبارك مجموعة من السياسيين الأمريكيين, وتركز هذه اللقاءات علي سبل انجاح المفاوضات وتوفير الضمانات اللازمة, وقد شهدت الساعات الماضية تحركات مكثفة للدبلوماسية المصرية, حيث التقي مساء أمس السيد أحمد ابوالغيط السيد جيمس جونز مستشار الامن القومي الأمريكي بحضور الوزير عمر سليمان مدير المخابرات المصرية كما التقي السيناتور جورج ميتشل وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية, من خلال الجهود المصرية المكثفة التي جرت أمس وتتواصل اليوم هنا في واشنطن فان مصر تسعي إلي نقل رسالة واضحة ومحددة للإدارة الأمريكية واطراف التفاوض. حسبما جاء في تصريحات السيد أحمد أبوالغيط, وزير الخارجية خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية المرافقين للرئيس مبارك, وأن هذه الرسالة المصرية التي تحمل رؤية مصر تركز علي مجموعة من النقاط والثوابت التالية: أولا إن المفاوضات لابد أن تستهدف الاتفاق علي إطار دولة فلسطينية مستقلة متكاملة الاراضي قائمة علي خطوط1967, وأن تكون عاصمتها القدسالشرقية, ويمكن أن يوافق الفلسطينيون حسب تصريحات أبومازن علي تبادل أراض محدود مع إسرائيل لكي يستطيعوا تعويض ما تم فقده من أراض في مناطق الاستيطان الكبري التي أقامتها إسرائيل. ثانيا التوصل إلي تسوية عادلة مناسبة لقضية اللاجئين الفلسطينيين حسب المبادرة العربية. ثالثا ان تكون مرجعيات التسوية هي قرار مجلس الأمن رقم442 الصادر في نوفمبر1967, وقرار مجلس الأمن1515 الصادر عام2002, والذي يطالب للمرة الأولي باقامة دولة فلسطينية بجوار إسرائيل, بالاضافة إلي الإعلانات والبيانات الصادرة عن اللجنة الرباعية الدولية ومواقف الرئيس الأمريكي أوباما في القاهرة, وفي الاجتماع الماضي للجمعية العامة في الأممالمتحدة في سبتمبر2009, والمستمر انعقادها في الشهر الحالي, وإعلان مدريد. رابعا وضع إطار زمني محدد للمفاوضات وأن تبدأ المفاوضات من حيث انتهت المفاوضات السابقة, وأن يتم التركيز علي انجاز اتفاق خلال عام, وتنفيذ خلال عامين أو عامين ونصف العام. خامسا ان مصر تؤكد أنه لا يمكن القبول بأي مقترح يفتح الباب ولو سنتيمتر واحد للاستيطان ويجب ألا يستمرفي دعم الثقة بوقف الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة سادسا أن مصر تجلس مع الفلسطينيين لمساعدتهم ومساندتهم وتسعي الي ضمان تحقيق التوازن لهم مع الطرف الاسرائيلي واذا طلبت الاطراف المجيء لمصر فإن مصر ترحب بذلك لمسئوليتها عن مساندة الفلسطينيين للتخلص من الاحتلال ونيل الاستقلال. وقد كان السيد أحمد أبوالغيط واضحا ومحددا في تصريحاته حينما اكد ان مصر نقلت للجانب الامريكي تأييدها وترحيبها الكامل باستئناف المفاوضات المباشرة وعملية السلام, وأن مصر مستعدة لتقديم المساعدة بكل الوسائل لتحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مشيرا الي أن مصر تتوقع أن تقوم واشنطن بدور فعال في تحقيق السلام وانجاح المفاوضات. وأكد أبوالغيط ان أخطر مايواجه المفاوضات هو السياسات الإسرائيلية خاصة الاستمرار في الاستيطان مشيرا الي ضرورة وقف جميع الأنشطة الاستيطانية. ولعل الزخم الذي صاحب مشاركة الرئيس مبارك الفاعلة في اطلاق المفاوضات وجهوده المكثفة لتوفير الاجواء المناسبة لانجاحها قد اوجد تفاؤلا ملحوظا هنا في واشنطن وهو ماعكسته تصريحات الوزير أحمد أبوالغيط وتأكيده علي أنه لمس جدية أمريكية وحرصا كبيرا من أركان الإدارة الأمريكية علي إنجاح المفاوضات مشيرا الي أنه ستكون هناك متابعة أمريكية بصفة مستمرة للمفاوضات من وزيرة الخارجية الأمريكية التي ستشارك في المفاوضات وهو ما يعد تحولا في الموقف الأمريكي, ويعكس النوايا الجاده للأمريكيين كما أن الرئيس أوباما شخصيا يأخذ علي عاتقه هذا الجهد. وربما ما يشير أيضا الي أجواء التفاؤل ما كشف عنه وزير الخارجية بالنسبة للمسار السوري الإسرائيلي, حيث أشار الي وجود جهود غربية وتركية لتحريك المفاوضات بين سوريا وإسرائيل وأن الرئيس الفرنسي عين مبعوثا لفرنسا لمتابعة المفاوضات مع سوريا وسوف يصل دمشق بعد العيد للبدء في اتصالاته في هذا الشأن, وأن مصر تؤيد وتساند هذه الجهود وكل ما يساعد سوريا لاستعادة أراضيها في الجولان.