كأن المؤامرات والمليارات التي أنفقت والمخططات الدولية والاقليمية الخارجية والداخلية التي حاولت وفشلت في إسقاط مصر يراد لها أن تتحقق بالصراع والتمزيق والتخوين وسموم الاتهامات ونشر الفتن والأكاذيب، وكل ما نشاهده يحدث الآن مستغلا للأسف عدم التوفيق في إدارة بعض أزماتنا.. وبدلا من التكاتف والتآزر الذي يساعد علي اجتياز لحظات بالغة الخطورة في تاريخ العالم والمنطقة ومصر والاستعانة بأعلي وأفضل الكفاءات والمهارات والخبرات من مختلف الأطياف الوطنية وترسيخ احترام الرأي والرأي الآخر وحق الاختلاف..لا أصدق أنه يوجد مصري يدرك خطورة هذه اللحظات المصيرية وحجم ما يبذل من أجل عبورها ويسعي لاستغلال ما نمر به من تحديات وأزمات لصناعة أزمات وإثارة مشكلات أخطر وأكبر!! ووفقا لما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في حديثه إلي رؤساء تحرير الاهرام والأخبار والجمهورية عن انضمام مجلس استشاري للشئون السياسية الي مؤسسة الرئاسة وإلي جانب ما تضمه من مجالس متخصصة في جميع المجالات. أثق أن المجلس الجديد سيضم من يمثلون جميع الأطياف السياسية الوطنية مؤيدة ومعارضة وأنه سيلعب دورا مهما في تخفيف التوتر والاحتقان المشروع وغير المشروع ويضع سياسات ورؤي لمواجهة التحديات والمخاطر التي نمر بها. واذا كان المجلس الرئاسي للشئون السياسية يمثل استجابة لدعوات لم تتوقف لوجود مثل هذا المجلس ليكون عونا من خلال الرؤي الوطنية المتعددة في اتخاذ القرارات المصيرية، فقد امتلأ حديث الرئيس إلي الصحف الثلاث برسائل وارقام وايضاحات بالغة الأهمية، واعتقد ان الكثير منها لم يصل الي جموع المواطنين علي أهمية وضرورة أن يصل إليهم لذلك اتفق مع ما ذهب اليه الزميل العزيز والكاتب الكبير د.أسامة الغزالي حرب في عموده اليومي مع تهنئة بعودته للكتابة في بيته الكبير الاهرام أن ما امتلأ به الحوار من رؤي وآفاق واعدة للمستقبل بمشيئة الله، ومن إجابات عن قضايا وتساؤلات كثيرة تملأ صدور المصريين لدعم ثقتهم واطمئنانهم كان يجب أن يصل اليهم عبر شاشات التليفزيون والموجات الاذاعية لمحدودية أعداد قراء جميع الصحف ولأن الملخصات التي قدمت في كثير من نشرات الأخبار لم تكن وافية بالقدر الكافي ،بالإضافة الي ما يتميز به نقل الحديث المباشر من قدرة علي الاقتراب الاكثر وضوحا بين المرسل والمستقبل، ولتأكيد حرص الرئيس علي أن يكون الشعب شريكا أصيلا في انجاح سياسات الدولة وهو مالا يتحقق الا بفهمه ووضوح الرؤية لديه حول ما يحدث في بلاده ويفسر ما وراء القرارات التي تضطر الدولة لاتخاذها. وفي الحوار بين ما تلقيته وأعتقد ان الكثيرين تلقوه بنفس الترحيب حديث الرئيس عن تعديل وزاري قريب. لقد أجبت في مداخلات صحفية واذاعية كثيرة أن الآفاق المستهدفة للنمو والتنمية والتعمير وتخفيف ما تحول الكثير منه إلي ما فوق طاقة جموع المصريين ومعالجة توابع عشرات السنوات من الفساد والإفساد وإهدار ثروات مصر البشرية والطبيعية وترشيد ادارتها واستثمارها ووجود معالجات أفضل للازمات والأوضاع الاقتصادية لن يتحقق إلا باختيارات بالغة الدقة وموثقة بالتاريخ المهني والإنجازات والنجاحات لأفضل الكفاءات والخبرات والتي تستطيع أن تحقق بمعدلات أسرع المستهدف في مجال مسئوليتها لتتولي مقاليد السلطة التنفيذية ومهمات إدارة جميع مؤسسات الدولة في هذه المرحلة الأخطر من تاريخنا، وعلي قدر اجتهاد وزراء فالعائد للأسف لم يحقق المرجو منهم وتحول رحيلهم إلي أمل ورجاء وأصبح يقينا أن مستوي هذا الأداء لوزراء و مسئولين وراء الكثير من معاناة وغضب الناس وأكد أسلوب معالجة بعض الأزمات ضرورة تجديد دماء فكر ورؤي واختيار أعلي وأقدر الكفاءات والخبرات والمنزهة عن أي فساد!!. نعم هناك أزمات وتحديات ومخططات خارجية وداخلية لتعاني مصر كثيرا مما نعانيه الآن وهو ما يفرض أن تكون الحلول والإنقاذ بمهارات وخبرات ورؤي أفضل مما أتيح حتي الآن.. وان الكثير مما نمر به من أزمات رغم الجهود الصادقة والأمينة والطموحات والتطلعات التي يستحقها المصريون وتؤمن به القيادة.. كثير من المشكلات ما كان ليصل إلي ما وصل إليه إذا اتخذت السياسات والإجراءات التي تتحسب وتخفف وتقلل من آثار النتائج التي كان يجب توقعها وفي مقدمتها الأوضاع الاقتصادية وأزمات الدواء وتردي أحوال المستشفيات والعلاج والتعليم وعدم تقديم علاج سريع لتوقف آلاف المصانع وتسريح العمال وإدارة أزمة السياحة وعدم استثمار ما لدي مراكز أبحاثنا وجامعاتنا من أبحاث ودراسات في خدمة المستهدف من خطط ومشروعات وما جدوي وجود وزارة للبحث العلمي إن لم تستثمر ثمار عقول ثروة مصر من الباحثين والعلماء وكيف نصل إلي استيراد أكثر من 80% من غذائنا ومحاصيلنا الاستراتيجية بعد أن كنا في كثير منها ننتج ما يكفينا بل ونصدر الفائض منه علي سبيل المثال العدس ننتج الآن نحو 2% من استهلاكنا ونستورد 98% اتحدث عن العدس لا عن اللحوم التي كان لدينا مشروعات للاكتفاء منها، تحاول مؤسسة الرئاسة ان تحييها الآن!! كيف يجلس علي مقعد وزير الزراعة من لا يعلن أنه يملك خطة بتوقيتات محددة لإنهاء الفجوة الغذائية أو تحقيق الاقتراب منها.. وزير يملك من الخبرات والعلم ما يحقق التوسع الأفقي الذي يتطلبه استصلاح الأراضي الجديدة ويملك وضع خطة مستعينا بمؤسسات الدولة لإيقاف استمرار كارثة البناء فوق ما تبقي من أراض خصبة في الوادي القديم.. وزير للزراعة قادر علي إحداث ثورة تُنهي نفوذ وتغول الجمعيات الزراعية علي الفلاحين وعلي بقايا الأراضي الصالحة للزراعة وجرائم تقسيمها وتجريفها وبيعها للبناء فوقها مع إحالة كل شريك فيها إلي الجهاز الوطني المحترم جهاز الرقابة الإدارية وفي وزارة كان يجب أن تحمل اسم وزارة الأمن القومي والغذائي والحيوي أو وزارة الأرض والفلاحين والكرامة الوطنية والاكتفاء الذاتي.. أشار الرئيس في حواره إلي أن الاعتماد علي الذات ضرورة للكبرياء والكرامة الوطنية والرؤية الشاملة التي يجب أن تسعي لتحقيق الأمن الغذائي للمصريين. وتظل وزارة الزراعة وما لم تحققه نموذجا واحدا من نماذج كثيرة لوزارات ووزراء لا يدركون ما تستهدفه الدولة والأولويات التي يجب أن يسابقوا لتحقيقها.. وأؤيد الاتجاه إلي دمج عدد من الوزارات من ذات المهمات والمسئوليات التي يجب أن تتكامل للقضاء علي النتائج المؤسفة للعمل كجزر منعزلة ولايقاف تداخل وزارات في اختصاصات وزارات أخري.. ثم ليس معقولا في ظل ظروفنا الاقتصادية ان يكون لدينا عدد من الوزارات يقولون إنه يفوق الصين والولايات المتحدة مجتمعه!! وأقرب أمثلة تحضرني.. دمج الزراعة والري والتعليم والتعليم العالي والسياحة والآثار.. والقري العاملة والهجرة ومجلس أعلي للبحث العلمي يعظم استثمار جميع مراكزنا البحثية وجامعاتنا ويحولها إلي أطواق نجاة من أزماتنا ومجلس أعلي للسكان يستعين بجميع مؤسسات الدولة في حل القنبلة السكانية التي عجز عن ترشيدها واستثمارها. اتفق مع خلاصة ما ذهب اليه حوار الرئيس.. ان مصر تمتلك مقومات التحرر من آلامها وأزماتها والحفاظ علي كبريائها وكرامتها الوطنية.. وأراه صحيحا تماما فقط يجب أن تقوم عليه أعلي وأفضل الخبرات والكفاءات والأمناد من جميع الأطياف الوطنية الذين تمتلئ بهم مصر.