النافخون في النار ويريدونها أن تتحول إلي حرائق تطيح بما تبقي صامدا ومقاوما في هذه الأمة.. واذا كانت مخططاتهم ومؤامراتهم وجيوشهم قد أسقطت دولا وشردت شعوبا في المنطقة، فكيف يتركون مصر تظل مستعصية وصامدة ومقاومة وماضية في تنفيذ مشروعاتها وخططها لبناء دولتها الجديدة؟ وكيف لاتنسف الجسور بينها وبين أشقائها خاصة من يمثلون نقاط ارتكاز لما تبقي من قوي فاعلة ومؤثرة.. أثق أن الاختلاف في الرؤي لا يغير مواقف، ولايؤثر في روابط الأشقاء واحترامهم لاستقلالية القرار الوطني لكل دولة في إطار الأمن القومي العربي، ولاينسيهم أن الأمة كلها علي شفا حفرة من مزيد من النار والدمار، والمعروف والموثق من مخططات التدمير والعنف الخلاق وإعادة تقسيم وترسيم المنطقة بدماء أبنائها، وتنفيذ خرائط التقسيم الشيطانية التي وضعوها لجميع دول المنطقة واستخدام، أدواتهم وأذرعهم الدولية والإقليمية ومازرعوه من جماعات ارهابية واستكمال ما أوقفه المصريون بخروجهم واسترداد ثورتهم في 30/6. مصر دولة ضاربة بجذورها الحضارية والإنسانية بعشرات الآلاف من السنين في عمق التاريخ، وما تمر به اليوم ليس إلا حلقة جديدة من الحلقات التي عاشتها عبر تاريخها لإسقاطها وكسر إرادة شعبها، وستسقط الحلقة الجديدة كما سقطت العشرات من قبلها وستعبر مصر وتنتصر..... نفس مانتمناه للشقيقة السعودية في كل مايحيطها من تهديدات آثمة. فليتقدم الصفوف هنا وهناك الأمناء والراشدون والمدركون لحجم الخطر، ويؤمنون بأن اختلاف الرؤي لايفسد للكبار مواقف،وأن مصر بإرادة الخالق الذي منحها ووهبها كل ما منح وبإرادة التاريخ وبالجغرافيا والإنسان كانت وستظل القلب النابض لأمتها، القلب الذي بمشيئة الله سرعان مايسترد عافيته وقدراته، وأن السؤال الأحق أن نتوجه به لأنفسنا حكومة وشعبا، كيف نجيش ونعظم قوانا الذاتية، كيف ننهي إهدار طاقات وإمكانات هذا الوطن الكبير كيف نطبق عقوبات تهديد الأمن القومي والخيانة الوطنية علي كل متجر بأزمات مصر الاقتصادية الموروث والمفروض عليها فرضا.. ومنتج سوء إدارة ثروات مصر ونهبها عشرات بل مئات ان لم يكن آلاف السنين وحتي الآن؟. علينا أن نعرف كيف نرتب الأولويات. أذكر بالقول الشهير لمهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق: (إن المجتمع الذي لايحسن ترتيب أولوياته هو مجتمع هالك لامحالة)، كيف نستعين بأعظم الخبرات العلمية والإدارية والثقافية والاقتصادية الذين تمتليء بهم مصر.. وفي هذه اللحظات الفاصلة والمصيرية كيف يعطي كل واحد منا أقصي مايستطيع ماديا ومعنويا، خاصة من كونوا ثرواتهم ومليارات من استثمار رءوس أموال الشعب، كيف يوفون بما عليهم لتخفيف الأزمات التي يراد خنقه بها وبما ينهي محنة الاحتياج الي القروض والدعم ومعاونات الأصدقاء، الذين لم يتبق لديهم الكثير بعد أن أحكمت حلقات الأزمة علي الأمة كلها.. كيف ندير مصانعنا المعطلة أو علي الأقل المصانع التي مازالت صالحة للإنتاج ولم تتحول إلي »خردة« وأراض للبيع والاتجار!! كيف نقلل من احتياجنا لاستيراد غذائنا ومحاصيلنا الاستراتيجية، وأسألوا خبراء وعلماء الزراعة الذين عطلت وأجهضت مشروعاتهم وأبحاثهم ليعودوا وينقذوا بلادهم بما لديهم من وافر علم وخبرة وآفق، والفلاح، والأرض الزراعية في الوادي القديم أو ما تبقي منها من استغلال واتجار الجمعيات الزراعية. تمر بنا محاولات تحويل اختلاف في وجهات النظر إلي نار تحرق تاريخا من العلاقات يمتليء بما قدمت مصر للسعودية وما قدمت السعودية لمصر، تمر بنا تحديات لا أول لها ولا آخر تريد أن توقف استقرار مصر وتقدمها للأمام، وحل مشكلات أبنائها وبداية جني ثمار لمشروعات النمو والتنمية تمر بنا في شهر العبور والنصر العظيم في أكتوبر، ونحن لا نكف عن ترديد دعوة استعادة روح أكتوبر.. أي الإرادة والعزيمة وسيادة القانون وبلا تمييز علي جميع المصريين واستثمار أفضل الكفاءات والقيادات والطاقات الشابة التي امتلكت كفاءات ومهارات الإدارة، والتي أتمني أن تتجلي في الانتخابات المحلية في جميع محافظاتنا وتطهيرها من أدران شبكات الفساد التي تمكنت وأزمنت فيها.. نحن أمام تحديات كبيرة نعم ولكنها لن تستعصي علينا عندما تُدار مصر بمهارات وكفاءات وصلابة وحزم وقوة ما أدرنا وصنعنا به انتصارنا العظيم. لا أعرف هل تدرك الحكومة وتريد وتستطيع؟!! أو لا تدرك ولا تريد.. ولا تستطيع؟!! مرة أخري هذا أوان مقاتلين علي جميع جبهات الأداء والإدارة والفكر والتنفيذ الذي ينادي علي إرادة وإدارة مقاتلين يستطيعون أن يقودوا بلادهم إلي نجاحات وانتصارات جديدة في حرب لا تقل شراسة ولا غدرا ولا تآمرا علي ما واجهنا في أكتوبر 1973. الحديث عن التحديات التي تواجهنا يجب أن يتقدمه ما وصل إليه حال التعليم وتلفتني ملاحظة فمن يرددون اسم وزير التربية والتعليم يحرصون علي ألا ننسي أنه وزير للتربية والتعليم والتعليم الفني..!!والسؤال الذي يحتاج إلي أمناء وخبراء حقيقيين في التعليم ولجان علمية مستقلة تجيب عليه، هل لدينا تعليم فني، وهل يتلقي الدارسون في مدارسه تعليما وخبرات ومهارات فنية حقيقية، وما هو المستوي الذي وصلت إليه المدارس الفنية التي كانت تضم معدات وورشا تدريبية لا تقل عما يوجد في مصانع كبيرة محترمة، هل يعرف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني مستويات خريجي ومعلمي وورش هذا التعليم، وأين تذهب المليارات التي تنفق عليه، وهل يقدم هذا التعليم أجيالا من العمال المهرة؟!ما وصل إليه مستوي التعليم الفني وأحوال طلابه أضعه أمام أجهزة رقابية تكشف بأمانة وشفافية ومصارحة كاملة ما أصبح يصدره هذا التعليم للمجتمع وللمستقبل!! ثم هل نجاح وتقدم وازدهار التعليم في بلادنا هو السبب في عدم عقد انتخابات مجالس الأمناء والآباء علي مستوي المديريات التعليمية؟! ألا ينص القانون علي عقد هذه الانتخابات كل عام، هل حقيقي أنها لم تعقد منذ أكثر من أربع سنوات.. من يملك الحق في منع تطبيق القانون، ثم ألم يكن اختيار مجالس جديدة بحيادية كاملة يساعد في انتخابات مجالس أفضل وأقدر علي علاج الحال المؤسف الذي وصل إليه التعليم علي أيدي المسئولين عنه والمجالس المستمرة من سنوات، ومدي حقيقة ما يقال عن استقلالها من أصحاب نفوذ ومتربحين وسماسرة؟! ومن أصحاب القدرة علي إيقاف تطبيق القانون ومنع إجراء الانتخابات واحالة مسئولة بالوزارة حاولت تطبيقه إلي التحقيق؟! ما دور هذه المجالس في كل ما مرت وتمر به العملية التعليمية التسريبات والغش والمستويات المؤسفة للطلبة والطالبات أحوال المعلمين سيطرة مراكز التعليم الخاصة وانتخابات هذه المجالس، ما هي ضمانات أن تأتي بخبراء وأساتذة يستطيعون أن يلعبوا أدوارا جادة وفاعلة في التصحيح والإنقاذ، وهل تتم الانتخابات وفق القانون أم وفق إرادة السلطة المختصة كما جاء في بيان أصدرته الوزارة دون أن يوضح من هي هذه السلطة؟!! اعتدنا قبل 25 يناير و30/6 أن يكون المسئولون هم السلطة وأيضا هم القانون، وكانت أول أهداف الثورة،قيام دولة الشعب دولة المواطن وسيادة القانون، وإنهاء دولة تأليه وتسييد السلطة وأصحاب النفوذ، سواء كانت ثروات توحشت، أو فسادا تجذر مازالوا يضعون أنفسهم فوق القانون وفوق صالح وإنقاذ هذا الوطن!! لمزيد من مقالات سكينة فؤاد