ارتفاع الأسهم الأوربية وسط تفاؤل بمصير الفائدة الأمريكية    محافظ مطروح: استقبلنا 3.3 ألف طن قمح بصومعة الحمام    مصدر رفيع المستوى: الوفد المصري يكثف اتصالاته لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحماس    خبير تحكيمي: مستوى البنا في تراجع شديد.. وسموحة يستحق ركلة جزاء أمام الزمالك    بعد مشاركة وسام أساسيا في المباريات السابقة .. هل سيعود محمود كهربا لقيادة هجوم الأهلى أمام الاتحاد السكندري ؟    قبل أولمبياد باريس.. زياد السيسي يتوج بذهبية الجائزة الكبرى ل السلاح    محافظ المنوفية يعلن جاهزية المراكز التكنولوجية لبدء تلقى طلبات التصالح غدا الثلاثاء    محافظ الغربية يتابع استمرار الأعمال بمشروع محطة إنتاج البيض بكفر الشيخ سليم    ارتفاع الأسهم الأوروبية بقيادة قطاع الطاقة وتجدد آمال خفض الفائدة    وزير فلسطيني: مكافحة الفساد مهمة تشاركية لمختلف قطاعات المجتمع    من يعيد عقارب الساعة قبل قصف معبر كرم أبو سالم؟    ماكرون يؤكد ضرورة الحوار الصيني الأوروبي أكثر من أي وقت مضى    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    بالأرقام والتفاصيل.. خطة لتحويل "مناخ" بورسعيد إلى حي أخضر    وزير الرياضة: 7 معسكرات للشباب تستعد للدخول للخدمة قريبا    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج عن القانون    كشف ملابسات مقتل عامل بأحد المطاعم في مدينة نصر    طلاب مدرسة «ابدأ» للذكاء الاصطناعي يرون تجاربهم الناجحة    6 عروض مسرحية مجانية في روض الفرج بالموسم الحالي لقصور الثقافة    «شقو» يحقق 62 مليون جنيه إيرادات في شباك التذاكر    ماجدة الصباحي.. نالت التحية العسكرية بسبب دور «جميلة»    بالفيديو.. مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية: شم النسيم عيد مصري بعادات وتقاليد متوارثة منذ آلاف السنين    وفاة شقيق الفنان الراحل محمود ياسين.. ورانيا ياسين تنعيه: مع السلامة عمي الغالي    «المستشفيات التعليمية» تناقش أحدث أساليب زراعة الكلى بالمؤتمر السنوى لمعهد الكلى    استشاري تغذية ينصح بتناول الفسيخ والرنجة لهذه الأسباب    لاعب نهضة بركان: حظوظنا متساوية مع الزمالك.. ولا يجب الاستهانة به    مفاجأة عاجلة.. الأهلي يتفق مع النجم التونسي على الرحيل بنهاية الموسم الجاري    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    مقتل 6 أشخاص في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على منطقة بيلجورود الروسية    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    فنان العرب في أزمة.. قصة إصابة محمد عبده بمرض السرطان وتلقيه العلاج بفرنسا    بعد نفي علماء الآثار نزول سيدنا موسى في مصر.. هل تتعارض النصوص الدينية مع العلم؟    موعد عيد الأضحى لعام 2024: تحديدات الفلك والأهمية الدينية    إصابة أب ونجله في مشاجرة بالشرقية    انتصار السيسي: عيد شم النسيم يأتي كل عام حاملا البهجة والأمل    ولو بكلمة أو نظرة.. الإفتاء: السخرية من الغير والإيذاء محرّم شرعًا    تعرف على أسعار البيض اليوم الاثنين بشم النسيم (موقع رسمي)    إصابة 7 أشخاص في تصادم سيارتين بأسيوط    كولر يضع اللمسات النهائية على خطة مواجهة الاتحاد السكندرى    مفاضلة بين زيزو وعاشور وعبد المنعم.. من ينضم في القائمة النهائية للأولمبياد من الثلاثي؟    طقس إيداع الخميرة المقدسة للميرون الجديد بدير الأنبا بيشوي |صور    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    هل يجوز قراءة القرآن وترديد الأذكار وأنا نائم أو متكئ    أول تعليق من الأزهر على تشكيل مؤسسة تكوين الفكر العربي    الدخول ب5 جنيه.. استعدادات حديقة الأسماك لاستقبال المواطنين في يوم شم النسيم    نصائح لمرضى الضغط لتناول الأسماك المملحة بأمان    طريقة عمل سلطة الرنجة في شم النسيم    نيويورك تايمز: المفاوضات بين إسرائيل وحماس وصلت إلى طريق مسدود    وزيرة الهجرة: نستعد لإطلاق صندوق الطوارئ للمصريين بالخارج    دقة 50 ميجابيكسل.. فيفو تطلق هاتفها الذكي iQOO Z9 Turbo الجديد    مع قرب اجتياحها.. الاحتلال الإسرائيلي ينشر خريطة إخلاء أحياء رفح    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنصار الدولتين الأمنية والدينية يحكمون على خصومهم بالإقصاء
الذين «سَكتوا».. والذين «أُسْكتوا»!
نشر في الوفد يوم 11 - 01 - 2017


قبل أن نقرأ:
يثير الدهشة والقلق فى آن واحد أن تسير الدولة نحو المستقبل من دون بوصلة. استبدلنا الأسلوب الأمنى والمخابراتى فى الإدارة بالأسلوب الدينى وتفسيراته المنافية للعقل لمقولة «وما الحكم إلا لله»! وكلا الأسلوبين «مقدس» عند أنصار الدولة المخابراتية والدولة الدينية معاً. هذا الفريق يرى أن لديه مبررات للحكم الأمنى، وهذا فريق يرى أن كل ما لا يوافق تفسيره الدينى للشريعة مخالف لما أنزل الله! وهذا يفضى بالضرورة والحتم إلى إقصاء متبادل. والنتيجة دولة ونظام حكم يسير بلا بوصلة، فى ظل تغييب الكفاءات والخبرات.. ونظرة واحدة للرجال حول الرئيس تقطع بأننا فى الدولة الأمنية الحالية أقصينا خبرات ما كان لنا أن نقصيها مع أننا بحاجة إليها، بعد أن تعرضت بلادنا فى زمن مبارك إلى تجريف شديد بات من الصعب معه أن نجد رجالات وكفاءات ككفاءات الماضى من مصطفى النحاس ومكرم عبيد ووحيد رأفت وفؤاد سراج الدين إلى عبدالناصر وعزيز صدقى وصدقى سليمان وحلمى مراد وصولاً إلى فؤاد مرسى وإسماعيل صبرى وجلال أمين وجودة عبدالخالق، وليس انتهاء بفؤاد محيى الدين وأحمد رشدى وعاطف صدقى ومصطفى خليل.
لا يختلف أحد (من هيكل إلى البرادعى وما بينهما) على أن التجريف الذى مارسه مبارك فى الدولة المصرية قطع حبلها السرى حتى عقمت.. وبمرور الوقت وفقدان الرجال بات لدينا أزمة شديدة فى الكفاءات والخبرات. حتى إنه وباعتراف الأستاذ هيكل فى أحد لقاءاته التليفزيونية فإنه عجز والدكتور البرادعى عن أن يجدا رجلاً واحداً يصلح لرئاسة وزراء مصر، وقال الأستاذ تحديداً: لم نجد -أو لم نتفق على أحد! - سوى هانى سرى الدين؟
هانى سرى الدين
من هو هانى سرى الدين وما مؤهلاته وأين هو الآن؟
- «لدينا فرصة حقيقية لجذب 10 مليارات دولار لمصر العام المقبل إذا ما عملت الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وفق استراتيجيات وخُطط ناجحة للاستثمار بهذه المنطقة».. و«مصر تملك فرصة ذهبية للوجود على خريطة صناعة السيارات، ستفقدها إلى الأبد إذا لم تستغلها هذا العام».
بالطبع انصرم العام ولم تتحقق هذه المطالب التى تحدث عنها الرجل ونعنى به هانى سرى الدين المستشار القانونى السابق للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.. وكان يتحدث لإحدى الصحف الزميلة فى فبراير الماضى. محذراً من غياب الخُطط الاستثمارية، مؤكداً أن حلول إنقاذ الاقتصاد «مؤقتة لوقف النزيف»، وشدّد على ضرورة مصارحة الحكومة للشعب بمبرراتها وأسباب قراراتها لكى لا يعارضها الشعب، منتقداً عدم عرض المعلومات الخاصة بالقضايا الحيوية على الجميع.
عمل الدكتور هانى سرى الدين مستشاراً قانونياً للهيئة، وانتهت مهمته بعد أن قدّم المشروع وأنشئت الهيئة والمنطقة.. ثم انتهى دوره تماماً!
وفى رأيه أن «مصر حتى هذه اللحظة تفتقر إلى وجود خطة استثمارية... فقط لدينا أفكار اقتصادية!
- كان وجود هانى سرى الدين قريباً من دائرة صنع القرار يعطى النظام «نكهة» مدنية يفتقر إليها.. ومن أسف أنه ابتعد، وفوق ذلك فإنه امتنع تماماً عن ممارسة أى دور فى العمل العام، وحتى الكتابة، حيث كان يساهم بمقالاته وآرائه، باعتبار أن الكلمة دور وأمانة، فإنه توقف عنها، كما توقف الدكتور محمود عمارة وتوقف الدكتور صبرى الشبراوى وتوقف عمار على حسن وتوقف آخرون أيضاً.. منهم المهندس نجيب ساويرس.. الذى تخارج من استثماراته وتخلى عن مقاله الأسبوعى بالأخبار.
كل هذا والرجال والكفاءات حول الرئيس وفى مؤسسة الرئاسة يندر وجودها، وكأننا نملك ترف التخلى عن مثل هذه الخبرات! لقد خسرنا بفعل الموت والهجرة وحتى بفعل كبر السن، قامات فكرية وخبرات اقتصادية كبيرة.. يغيب هيكل والدكتور زويل والدكتور بدران، ويعيش بعيداً الدكتور سمير نعيم والدكتور محمد العريان وحتى نادر فرجانى وهو خبير فى التنمية البشرية والاجتماعية غاب بسبب آرائه السياسية، واختار البقاء فى منفاه الاختيارى.. وهاهم الدكاترة صبرى الشبراوى ومحمود عمارة وعمار على حسن وربما عمرو حمزاوى أيضاً يغيبون أو يغيبون.. سكتوا أو أسكت صوتهم.. فالمناخ الحالى مناخ استقطابى حاد.. يعتنق مبدأ «من ليس معنا فهو ضدنا» وبالتالى فهو فى نظر الفريق الآخر لا يحب مصر وليس وطنياً ويحمل أجندات دول أجنبية! لم يستفد أحد من خبرات هانى سرى الدين، ولم يعد أحد يهتم بما يقول أو ينصت لمشورته. لم يعد دوره مطلوباً. وكذلك محمود عمارة!
لو تحدثنا عن هانى سرى الدين فسنعرف أنه يرى أن «المصارحة» غائبة، وخطط مواجهة المشكلات مجهولة إجرائياً وزمنياً، فالشعب من حقه أن يعرف الإجراءات الاستثنائية وجدولها الزمنى. وهناك انعدام للثقة ومناقشات خاطئة، ومعالجات إعلامية التى فى غير محلها، وهذا كله بسبب أن «محدش عارف حاجة»، فبالتالى مرحلة ونطاق «الفَتْىْ» بيزيد جداً؟
وأضاف: «مشكلتنا ليست فى تغيير الأشخاص بقدر ما هى مشكلتنا السياسات، وتغيير أداء الجهاز التنفيذى»؟
- المشكلة فى رأيى (هانى) فى اختيار رئيس الوزراء، والوزراء، والمحافظين، حيث إن ما يحدث دائماً هو عدم وجود تحضير كافٍ للاختيار.. وأعتقد أن قرارات اختيار رؤساء الوزراء والوزراء فى أغلب الأحيان تكون فجائية وفى أيدى جهات أخرى».
محمود عمارة
رؤية هانى سرى الدين لا تبتعد كثيراً عن رؤية الدكتور محمود عمارة الخبير الاقتصادى والزراعى. الذى كان يكتب بانتظام حتى تلقى رسالة بأن يتوقف! كان «عمارة» محل ثقة الرئيس واستمع منه إلى رؤيته لحل مشكلات مصر أكثر من مرة.. ثم جاءه أمر بأن «يسكت»!
فى يناير 2016 فى ندوة بنادى العاصمة بالإسكندرية قال الدكتور عمارة إن الرئيس عبدالفتاح السيسى، هو فرصة لمصر لحل مشكلاتها وسحبها نحو التقدم، «ولكن من حوله لا يسمعونه ما يحتاجه المواطن المصرى»، ولابد من استعانته «بخبراء تنفيذيين» لتحقيق ذلك فى أسرع وقت حتى لا يحدث اضطرابات اجتماعية، نتيجة تفاقم أزمة البطالة وغلاء الأسعار.
هل تغير شىء فى هذا الكلام؟ هل انتقل محمود عمارة إلى موقع المعارضة مثلاً؟ هل يهاجم رئيس الجمهورية الآن فى خارج مصر حيث يعيش فى المغرب، بعد أن نقل نشاطه واستثماراته إلى هناك.. ويتنقل الآن بينها وبين العاصمة الفرنسية باريس كونه يتمتع بإقامة هناك منذ زمن بعيد ويمتلك استثمارات ولديه مصالح متنوعة هناك؟! لم يحدث ذلك.. وإنما محمود عمارة لم يعد محتملاً وكان محتماً أن يسكت!
منذ ما قبل ثورة 25 يناير والدكتور عمارة يملأ السمع والبصر، ومحط اهتمام إعلامى، وصحفى وله إسهامات فكرية عديدة فى الشئون الاقتصادية والزراعية، ويمتلك رؤية واضحة فى هذا الشأن، يضيف إليها حتما كونه دارساً للقانون.
كل ما يقوله عمارة أن مصر طاردة للإنتاج، وليست جاذبة له، مشدداً على أن الإنتاج هو أساس التقدم والنهضة وليس التعليم أو الإبداع، منتقداً فساد القوانين (مصر لديها 402 ألف قانون تمثل عقبة فى طريق الاستثمار) فمشكلاتنا فى رأيه هى القوانين الفاسدة التى ينتج عنها حكومات مرتعشة الأيادى، بالإضافة إلى عدم وجود رؤية واضحة بمخططات لأهداف سنوات قريبة وبعيدة المدى.
واستنكر عمارة عدم إصدار القوانين التى تم إعلانها فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى، خاصة قانون موحد للاستثمار.
د. عمارة رفض توليه منصب وزير الزراعة مرتين بسبب عدم وجود آليات تنفذ الأفكار والخطط الموجودة لديه، بالإضافة إلى القوانين التى تعرض أى مسئول للسجن فى حالة عدم التزامه بالأفكار المتهالكة من سنوات دون القدرة على الخروج بأفكار خارج الصندوق، مشيراً إلى ضرورة إعطاء المسئول الصلاحية اللازمة.
وعن أسباب تعثر الاقتصاد.. وما إذا كنا نمتلك حلولاً يمكن تنفيذها قال:
أنا أدعو إلى حل بسيط جداً، وهو الاستعانة بخبراء وإعداد خطط استراتيجية، تتضمن معلومات عن المشكلة وطرق حلها، مع تحديد وقت تنفيذها، وكيفية محاسبة المسؤول عنها، حال عدم الالتزام من قبل منفذى الخطط وعلينا تغيير طريقة تفكيرنا.
-تبدو رؤية الرجل واضحة جلية إذ يقول: يمكننا زيادة الدعم المقدم لمركز بحوث الصحراء، وأتساءل: هل يعقل أن ميزانية المعهد المسؤول عن 94% من مساحة مصر، 20 مليون جنيه، بينما ميزانية التليفزيون المصرى 3 مليارات جنيه، ما يعنى أن ما يصرف على الكلام عشرات أضعاف الإنفاق على الزراعة، والبند الثانى فى إصلاح الزراعة هو توفير تقاوى جيدة للفلاح، تساعد على رفع إنتاجية الفدان، وتساعده فى اختيار المنتجات، فلا يعقل إنتاج 8 ملايين طن قمح، تزرع فى 3 ملايين فدان لسد احتياجات 90 مليون مواطن، بينما نستورد 8 ملايين طن ب 10 ملايين دولار، فنحن نحتاج لإنتاج 8 ملايين طن، ونستطيع دون مجهود توفير 5 ملايين دولار، وتوفير 20% من فاقد إنتاج القمح، (1. 5 مليون طن) ، ونفقد نفس النسبة من الكمية المستوردة، ولذا فمن الضرورى إنشاء صوامع حديثة لتخزين القمح، إضافة إلى أننا نزرع القمح ببذور غير منتقاة. ويطلب بصياغة شروط محددة لتملك الأراضى، وهو ما يوفر 80 مليار جنيه تقريباً.
يستغرب محمود عمارة أننا نستورد «خس» من كوريا، و«ترمس» من الصين، ونستورد 75% من الفول، و92% من الزيوت، و98% من العدس، ولو زرعنا هذه المحاصيل فلن نلجأ إلى الاستيراد، كما نستورد بقيمة 8 مليارات جنيه تبغ، بينما لدينا أكبر مجمع لإنتاجه عالمياً، فى مدينة 6 أكتوبر، ونرفض، فى الوقت نفسه زراعته، لأنه حرام، «شيزوفرينيا»، يعنى حرام نزرعه، وحلال نستورده؟!.. وهل هناك دولة فى العالم لديها 11 بحيرة، و3600 كيلو متر شواطئ، وتستورد 400 ألف طن سمك «نفايات». ولو صنعنا اللحوم على الحدود فى توشكى، لن يتجاوز سعر الكيلو 25 جنيهاً، لكن هناك مافيا تمنع تنفيذ هذه الأفكار.
سئل محمود عمارة ما الملفات التى تمثل تحدياً كبيراً للرئيس فى الفترة المقبلة فقال: ملفات الغذاء والبطالة يجب أن تكون ضمن أولويات الرئيس فى السنة الثانية لحكمه، لأن إهمالها سيؤدى إلى مواجهات مع الشعب.
محمود عمارة (من مواليد 1952) وهو خريج كلية الحقوق خبير فى مجال الاقتصاد السياسى وهو رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين فى فرنسا، حيث يمتلك سلسلة من الشركات الزراعية والغذائية ومطاعم وملابس وحصل على جائزة أفضل شركة فى فرنسا عام 1994وكان كاتباً فى كل من المصرى اليوم والأهرام. وله خمسة مؤلفات ويحضر الآن رسالة الدكتوراه فى ديون العالم الثالث.
عمار على حسن
نأتى الآن إلى عمار على حسن وكان ناشطاً فى العمل الإعلامى والبحث فى علم الاجتماع السياسى، وهو قاص وأديب وكان كاتباً بجريدة الوطن ثم توقف. وعن ذلك يقول إن «الصحيفة أبلغته بتوقف نشر مقاله الدورى لأسباب مالية، إلا أنهم عاودوا الرفض بعد عرضه نشر المقال دون مقابل».
عمار يرى فى مقال له بالمصرى اليوم استخلص فيه من حواراته مع مواطنين أن قناة الجزيرة يجب أن ترسل برسالة شكر إلى من يحكمون مصر الآن.. فقد أعاد الناس الذين كانوا حذفوها من أجهزة استقبالهم بث إرسالها وليس هذا وحسب وإنما أعادوا معها قنوات مكملين والعربى والشرق الخ، لأن الناس سئموا التطبيل والنفاق الإعلامى وضاقوا «بمنع الأصوات الحرة والمختلفة مع السلطة على أرضية وطنية وينزعون السياسة ويحولون الفضائيات إلى أبواق ويختارون منافقين ومداهنين وفئران سفن ليدافعوا عنهم، فهم يسلموننا إلى الجزيرة وأخواتها!
قال «عمار» أيضاً إنه ذهب مدعوا للحديث فى إحدى القرى فحذره الداعى من أن كل الحضور من محبيك لكنهم يؤيدون الرئيس ويغضبون من قول كلمة واحدة ضده! فى مره أخرى ذهب إليهم بعد عام فانتقد الرئيس فوجدهم منصتين ويهزون رؤوسهم لكلامه موافقين. وقبل أسابيع زار القرية نفسها فوجدهم هم الناقدين بشدة هو الذى يسمع!
يوضح عمار أن عموده «ضمير» الذى توقف لم يكن بقرار منفرد منه ويؤكد أن منعه من الكتابة ليس بسبب المال ولكنه «صاحب الجريدة لا يريد أن تجر عليه متاعب».. ويضيف: عرفت من مصادر موثوقة ان هناك توجهاً بتوقف عمودى اليومى!
د. صبرى الشبراوى..
قلت للدكتور صبرى الشبراوى، رائد التنمية البشرية وأستاذ علم الإدارة بالجامعة الأمريكية، لا نراك فى التليفزيون الرسمى للدولة ولا تستضيفك الفضائيات.. أليس غريباً أن عالماً مثلك سكتت كلمته أو حجبت أو منعت عن الناس مع أننا نحتاج إلى كل طاقة نور من كل عقل يفكر؟
قال الدكتور صبرى: أنا لم أسكت ولم أمتنع.. «وأنا لا أشحت الكلام فلدى خبرة وعلم وتعليمى للناس هذا العلم هو عندى بمثابة صدقة جارية».
وأضاف: أنا لا زلت أكتب فى «المصرى اليوم» لكن الصحافة خايفة والناس مرعوبة.. والإعلام يقدم برامج متخلفة فيتحدث عن الملوخية والجن والعفاريت. لا تسألنى أين أنت على التليفزيونات والفضائيات بل أسألهم هم أين أنا ولماذا لا يوصلون كلمتى للناس.
سألته: لماذا يسكت بعض أهل الرأى والعلم والخبرة ولماذا أسكت بعضهم؟
- قال الدكتور صبرى: الحقيقة هذا سؤال يجب أن يطرحه الصحفيون والكتاب.. أقرأ مقالاتى وأدرسها بعناية ثم أطرح السؤال أين صبرى الشبراوى؟ عليكم أن تطرحوا هذه الأسئلة.
الدكتور صبرى قدم قبل بضعة شهور رؤية واضحة بلورها فى كلمات تقول: مصر تمر بمرحلة انتقالية، أهم معالمها وجود رئيس لديه آمال عريضة ورؤية متفائلة للبلد: «أقدر للرئيس السيسى وقفته مع الشعب. الرئيس السيسى لديه رؤية للبلد ولديه أمل، لكن من يدير ممن حوله من محدودى الفكر يقتل الأمل». مراكز البحث العلمى فى مصر تحولت إلى «جراجات»، وأصبح لاعب الكرة أهم من الباحث. مصر أصبحت بلداً «متدهولة» تفتقد القيم الأساسية للنجاح.
رؤية الدكتور الشبراوى رداً على سؤال التجريف وعما إذا كانت مصر جرفت وأصبحت تفتقر الخبرات والكفاءات توضح أن بلدنا غنى بالكفاءات، وعلينا إعادة اكتشاف مصر. وابتعاث الدارسين ألى الخارج كما فعلنا فى عصر محمد على، ليعود لنا من جديد محمد عبده والطهطاوى.. ولا يقل لى أحد إن لدينا مجلساً استشارياً علمياً من كبار العلماء فهو ليس كذلك.. لكن مجلس أخذ رأى، والمجلس الاستشارى الحقيقى هو من يأخذ أحلامه ويضع له رؤية محدّدة ببرامج وخطط.
أتذكر أننى جلست مع أحد القيادات السياسية المصرية وهو رئيس وزراء سابقاً، شرحت له عدداً من الأفكار، نسى الأفكار التى عرضتها، وقال لى «أنا مش قدك، انت جاى من أمريكا»، الشكل مع الجوهر له قيمة، بمعنى «مابقاش راجل كبير كده وداهن شعرى أحمر.. مصر أصبحت بلد متدهولة». «FirstQuote»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.