تشهد خريطة القنوات الفضائية الخاصة في مصر تغييرات خلال الفترات الماضية والحالية، فتظهر قنوات جديدة وتغلق أخري أبوابها وتختفي من الخريطة، وقنوات تصبح ذات شأن وأخري تظل علي حالها وقنوات أخري. تتغير ملكيتها وتظل مغمورة لا يشعر أحد بوجودها سوي القليل من الجمهور وبعض المعلنين الباحثين عن تسويق سلعهم بسعر معقول بعيداً عن الفضائيات الكبيرة التي تحتكرها شركات كبري ومعلنون لمنتجات عالمية، ففي التسعينات لم يكن هناك ذكر لقنوات فضائية سوي الفضائية المصرية ودريم وبعدهما المحور، وقبل خمس سنوات تقريباً بدأت القنوات تتوالي ومنها «سي بي سي» و«النهار» و «إم بي سي مصر» و«الحياة »، وطوال هذا السنوات ولا قواعد للنجاح سوي المال الوفير الذي يضمن وجود أكبر وأشهر المقدمين والضيوف من الفنانين الدائمين علي الشاشة ، بالإضافة إلي مسلسلات كبار النجوم وحبذا لو كانت حصرياً. وخلال الأونة الأخيرة بدت تغييرات كبيرة في تشكيل خريطة القنوات الفضائية بدأت تظهر ملامحها التي تتسم بالبقاء للأغني ، فالمرحلة القادمة ستشهد ميلاد مجموعة قنوات «دي إم سي» والتي قد تصل قريبا الي 7 قنوات ، بدأت في استقطاب مقدمي البرامج في قائمة ضمت رامي رضوان وإيمان الحصري وإبراهيم فايق وأشرف عبد الباقي ، وقد تكون الكيانات الجديدة هي ما جعلت العديد من القنوات تستوعب التغير الجديد مبكراً فتلجأ للإندماج من أجل المنافسة والبقاء، خاصة بعد شهدت بعض القنوات انسحاب العديد من الإعلاميين وتعاقداتهم مع الوليد الجديد في عالم الفضائيات. وعلي صعيد آخر لجأت قنوات أخري مثل أون تي في إلي تعاقد جديدعليها مثلما حدث مع عمرو أديب ، وهناك من لجأ للتطوير كقناة «العاصمة» التي ضمت عدد من الإعلاميين لصفوفها منهم جابر القرموطي ومني سلمان وشريف شحاته ، وهناك قنوات علي خط الخطر كقناة »تن » وغيرها. وحول خريطة الإعلام القادمة وتشكيلها الجديد يقول د. حسن علي رئيس جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء: نحن علي أعتاب مرحلة جديدة تتسم بأن رأس المال هو الذي يربح ويبقي بينما المهنية والموضوعية تتلاشي خصوصا في ظل غياب قوانين تنظم الإعلام، والهام في هذه المرحلة ظهور تشريعات إعلامية وتنظيم عمل وسائل الاعلام بما يضمن المهنية والموضوعية حفاظا علي الوطن والمجتمع..والأهم وجود تنوع يقضي علي قنوات الصوت الواحد التي إن سادت فستشكل أكبر خطر. وتقول د.هويدا مصطفي أستاذ الاعلام: إن فكرة وجود عدد من القنوات الجديده تخدم المشاهد لأنها تضعه في إطار الاختيار فيكون أمامه فرصة لكي يشاهد مايجده مناسب ولكن المشكلة تكمن في الاحتكارات الإعلاميه للقنوات والتي تستحوذ علي سوق الإعلانات بسبب التمويل الكبير بناء علي الدمج بين عدد من الكيانات الإعلاميه ويجب علي جميع الإعلاميين أن يتكاتفوا للوقوف أمام الكيانات الجديدة ومع تليفزيون الدولة والحل الأمثل هو صدور التشريعات الإعلامية والقوانين اللازمة للوقوف علي حقوق الملكية للقنوات الخاصة ومعاقبه أي تجاوز من القنوات الخاصة التي تحتكر سوق الإعلانات علي حساب خدمة المواطن وكذلك تليفزيون الدولة، وأضافت: أري أن التليفزيون المصري أكبر من أن يدخل في منافسة مع هذه القنوات لأن دوره هو خدمة المواطن والأسر المصرية ولكن عليه أن يقوم بتطوير المحتوي والمضمون لكي يقوم بجذب المشاهد من خلال التنوع ولكنني أجد بالفعل أن خريطة الإعلام تتشكل من جديد، ولكن ما سيحكمها هو القانون الموحد للصحافة والإعلام. وتقول د.ليلي عبد المجيد أستاذ الإعلام: أعتقد أن معظم المشاكل والاحتكارات التي تواجه القنوات سواء الخاصة أو الحكومية تأني بسبب غياب التشريع فلابد ألا نغفل عنه في ظل انتشار القنوات الخاصة لأنها مسألة خطيرة وأدت إلي تكتلات إعلامية ودمح قنوات للوقوف ضد قنوات أخري . وأعتبر أسباب الدمج هي احتكار سوق الإعلانات وسيطرة أصحاب رأس المال لكي يتم احتكار المعلنيين لصالح كيان إعلامي بذاته وهو ما قد يكون ضد تليفزيون الدولة والإعلام الوطني الذي يعاني من أزمات مالية ويجب علي جميع الإعلاميين الوقوف بجانب التليفزيون المصري، وأعتب علي المسئولين عدم إصدار التشريعات التي تحدد قوانين الإعلام لكي تقف في وجه القنوات الخاصة وتساعد تليفزيون الدولة الذي يعتبر صمام الأمان للإعلام المصري ويقول د.يوسف الملاخ أستاذ الإعلام: إن التكتلات الإعلامية التي تحدث حاليا تأتي لصالح فئة معينه تستحوذ علي سوق الإعلانات وهو ما يغير من خريطة الإعلام ، وربما تكون فكرة الدمج بين أي قناتين من الناحية المهنية وعلي مستوي صناعة الإعلام والتليفزيون، أمر جيد وخطوة صحيحة، لأن دول العالم في ظل الظروف الاقتصاديه الصعبه تلجأ إلي هذه الفكرة، ولكنني لا أتمني أن يتجه الإعلام الخاص ناحية الصوت الواحد، لأن التجربة أثبتت عدم نجاحه ولابد لتليفزيون الدولة أن يقف الجميع بجانبه ولابد أن يقوم بتطوير المحتوي الموجود حاليا بتقديم برامج هادفة وقوية سواء سياسية أو اجتماعية أو ثقافية وتليفزيون الدولة لدية قدرات لا يستهان بها لكي يكون قادر علي المنافسة في ظل الكيانات الإعلامية الجديدة التي تستحوذ علي سوق الإعلانات. ومن جهته يري د.محمود علم الدين: أن هذا الاندماج تحكمه اعتبارات اقتصادية في المقام الأول ،ونحن في حاجة إلى توظيف كل القدرات المادية والبشرية لتقديم خدمة متميزة، واصفا ان اندماج مجموعتين او شبكتين شئ قوي ومهم لأنه من المفترض إن يكون به نوع من التكامل من خلال تقديم اعلي مستوي من الخدمة ويقدر علي المنافسة ويتم إنجاحه وأضاف: لإنجاح الاندماج من الضروري تغيير خريطة الشبكتين الإعلامية ، والخروج برسالة إعلامية قوية، والاختلاف في الأسلوب وطريقة التناول والأداء الإعلامي و تقديم خدمة جيدة للمشاهدة ومستوي احترافي من الإنتاج البرامج والمنوعات والأخبار. وأوضح علم الدين أن التليفزيون يواجه منافسة حادة من القنوات التي لديها تمويل ويشهد التليفزيون في الفترات الأخيرة السابقة الكثير من المشاكل وهي ليست مسئولية القيادات الحالية ولكن هذا يضع التليفزيون في موقف حرج ومن الضروري إن يراجع التليفزيون خريطة برامجه هذا بالإضافة إلي احتياجه الي فكر ابداعي يغير شكل الشاشة المصرية ويمنع التكرار كما يوجد الكثير من القنوات في التليفزيون المصري تحتاج إلي دمج ودراسة ما يحتاج ان يراه المشاهد وإنشاء قنوات جديدة تعبر عن أهداف واحتياجات المشاهدين . وأكدت الإعلامية نجوي أبو النجا: أن انضمام عدد من الشبكات تعد بمثابة تحول كلي في إعادة صياغة الخريطة الإعلامية المصرية من خلال الجهود والنشاطات التي ستبذل وسيعمل علي رفع روح المنافسة وبالتالي سينقل هذا إلي ماسبيرو. وأشارت إلي إن هذا الدمج سيؤدي إلي طفرة في الإعلام من خلال تحسين جودة الرسالة الإعلامية والإعداد الجيد وحسن الأداء والمظهر سيفوز من هو أقدر وسيكون هذا في مصلحة المشاهد وإضافت لابد من إعادة التوازن من جديد بأن يكون الإعلام القومي أقوي في الإمكانات والأداء الإعلامي بمهنية واحترافية حتي يقدر علي المنافسة . وقالت الإعلامية د.جيلان حمزة أستاذ الإعلام: قد يكون التغيير في خريطة الإعلام في صالح المشاهد وأعتقد أن هذا الاندماج قد يكون له ميزات لان كل قناة لديها ميزاتها الخاصة والجوانب المضيئة وغير المضيئة وقد يحدث تجميع الجوانب المضيئة وسيعود ذلك بالتالي علي خروج صورة إعلامية قوية وتقديم جرعة دسمة لأن الجميع سيضع أحسن ما عنده من صورة وأداء، وإعداد جيد ،وعدم تكرار الضيوف . وشددت حمزة علي أن التليفزيون لا يستطيع أحد أن ينافسه لأن كل القائمين علي القنوات الخاصة من التليفزيون المصري فماسبيرو لديه كل الكفاءات البشرية التي تؤهله الي المنافسة بقوة ولكن ينقصه الإمكانيات والموارد المادية والتمويل هذا بالإضافة إلي احتياجه إلي قيادات مثقفه تستطيع جعله في المقدمة .