لم يكن من الممكن أن يتخيل إنسان أنه سيأتى الوقت الذى يعذب فيه الأطفال, حتى حديثو الولادة, أبشع أنواع العذاب: كالحرق والصعق بالكهرباء وإطفاء السجائر فى أماكن حساسة، والذبح والخنق والاغتصاب والإلقاء من أعلى أسطح العمارات، وفى القمامة، حيث تنهشهم الكلاب. كل هذا يجب التصدى له بكل قوة وحزم وبدون أن تأخذنا بمرتكبيه رحمة أو شفقة. إن الجرائد التى تكتب عن هذه الجرائم لا تتابع العقوبة التى يحددها القاضى أثناء المحاكمة، وغالبا ما تكون العقوبة هى السجن لعدة سنوات، بينما المفروض, ولكى يتم العدل, أن يعاقب أى مجرم بنفس الطريقة التى عذب بها الصغير ويقتل بنفس الطريقة التى قتل بها ذلك الطفل المسكين، وأن تتم العقوبة على الملأ سواء فى التليفزيون أو فى مكان عام، حتى يكون هناك رادع لمن تسول له نفسه المجرمة ارتكاب هذه الفظائع... لكن أن يترك الأمر هكذا: مجرد سنوات سجن، فنحن كلنا نكون قد أجرمنا, إذا خرست الأفواه، ومضت فترة العقوبة غير الرادعة والتى تخلو من العدل والحزم كليهما، فلن تمنع هذه العقوبات أحداً عن ارتكاب مثل هذه الجرائم التى يدفع ثمنها الأطفال الذين لا يملكون ما يدافعون به عن أنفسهم الطاهرة، ولا تشفع لهم عند هؤلاء الوحوش لا براءتهم ولا صغر حجمهم ولا ضعف قوتهم ولا أى شىء يمكن أن يحرك ولو لثانية واحدة أى قدر من الإنسانية أو الرحمة. لمزيد من مقالات مريم البنا