إذا أردت أن تحكم بعدل في أي قضية فضع نفسك مكان المظلوم وعش ولو للحظات المشاعر التي ستنتابك لو تعرضت لنفس الظلم وبنفس المنطق فلابد ان يدرك المجرم انه سيعاقب بنفس الطريقة التي سيرتكب بها جريمته وهذا لن يحدث الا اذا طبقنا القصاص بالمثل بمنطق "من اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم" وأكرر في القصاص وليس في المعاملات التي يستحب فيها التسامح والعفو. ولأننا من المفترض في مجتمع متحضر يحترم القانون به أولياء أمور مفوضون للقيام بهذه المهمة ولابد أن يقوموا بها علي أكمل وجه.. تصوروا لو كان الحكم علي من ألقي علي وجه مطلقته أو خطيبته السابقة مادة كاوية أحرقتها وشوهتها بالقاء نفس المادة علي وجهه ليعيش كل ما عاشته ماذا سيكون رد فعل من يفكرون في ارتكاب نفس الجريمة. ولو حكم علي صاحب عمل أعمي القلب والبصيرة بنفس الطريقة التي عاقب بها صبية بنفخه بماكينة الهواء هل سيكررها غيره؟! ومن اختطف طفلا دون الخامسة عشرة وعذبه بصعقه بالكهرباء وخلع أظافره ثم قتله بسبع طعنات بوحشية لم تصل لها حيوانات الغابة هل يكفي عقابه بالاعدام شنقاً ليشفي غليل أسرة الضحية ويردع أمثال الجاني وغيرها من الجرائم التي أكره متابعتها أو الخوض فيها ولكنها تطل علينا من الواقع المحيط بنا ومن التلفاز وعلي صفحات الحوادث بكل الجرائد بعد ان زادت بشكل مخيف حتي أوشك الشيطان أن يستريح ويأخذ أجازة مفتوحة بعد أن صار أتباعه من البشر يتفوقون عليه ويقومون بكل مهامه وبعيداً عن الثرثرة في الدراسات الاجتماعية والنفسية التي تبحث في الأسباب والعلاج- رغم أهميتها- إلا ان الأمر أكبر من ذلك كثيراِ.. يتطلب حلولاً جذرية سريعة بتغيير القانون الأعرج الذي لو كان رادعاً لما سمعنا كل يوم عن جريمة جديدة أبشع من سابقتها. فلماذا لا يتم بجدية دراسة العقاب بالمثل من الجهات المعنية خاصة دار الافتاء وان يكون هناك إعلان لهذا القصاص في الجرائم غير التقليدية التي تثير الرأي العام وذلك لتهدئة وإعادة الطمأنينة والأمان اللذين ضاعا من الشارع المصري.