السطو المسلح جريمة ترفضها كل الأديان السماوية وتنص علي عقوبات مشددة لمرتكبها.. وهناك نصوص صريحة في القرآن الكريم تعتبرها جريمة حرابة وإفسادا في الأرض تستوجب أقسي العقوبة.. كذلك ينص الإنجيل علي النهي عن اشتهاء مال الآخرين أو التعدي علي ممتلكاتهم.. وهذا ما نرصده في السطور التالية. يقول الدكتور عبدالمعطي بيومي( عضو مجمع البحوث الإسلامية): السطو المسلح في التكييف الشرعي جريمة حرابة وإفساد في الأرض وهي من الجرائم المنصوص علي عقوبتها نصا في الآية الكريمة بالقرآن الكريم إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض, والآية هنا نراها تترك للقاضي تقدير العقوبة علي حسب الجريمة فهو مخير بين أن يقتل أو يصلب أو يقطع الأيدي أو الأرجل أو ينفي, وهي عقوبات رادعة قد تكون موجودة في القانون المعمول به الآن, فالسطو بالإكراه إذا كان مصحوبا بالسلاح أو القتل القاضي لديه العقوبة المتكافئة لهذه الجريمة, لكن المهم هو تطبيقها بحزم بحيث لا نترك فرصة لقطاع الطرق والذين يروعون الآمنين في البلاد أن يستمروا في ارتكاب جرائمهم. يقول الدكتور عبدالفتاح الشيخ( رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية): رأي الدين واضح في جرائم السطو المسلح والعقوبة منصوص عليها في الآية الكريمة في القرآن الكريم, وهي تدل علي أنها جريمة من أبشع الجرائم لأنها تروع المواطنين وتجعلهم غير آمنين علي أنفسهم وأموالهم وذرياتهم وزوجاتهم, فلما كانت هذه الجريمة تثير الفزع بين الناس فكانت بالتالي العقوبة الشديدة التي قررها الله في القرآن الكريم وهي القتل أو الصلب, ومعني ذلك أن يصلب علي عمود ويقف عليه علي هيئة صليب, أو يتم قطع يده اليمني مع رجله اليسري أو العكس, والعقوبة الأخيرة هي النفي في مكان غير مأهول بالسكان وهي غير السجن لأن السجن به ناس. وفي الآية الكريمة وصفهم الله عز وجل بأن ذلك خزي لهم في الدنيا ولم يترك عقابهم في الآخرة, بمعني أن عقوبة الدنيا لا تغني عن عقاب الآخرة, فالعقوبة هنا زاجرة غير جابرة, يدل علي ذلك قول الله تعالي ولهم في الآخرة عذاب عظيم, وبناء علي ذلك, يجب علي ولي الأمر تتبع هؤلاء والقبض عليهم وإنزال العقوبة التي فرضها الله في قرآنه, لكننا سنجد من يقول: إن في القتل قضاء علي حياة الإنسان, وفي قطع اليد والرجل ما يشوه الإنسان ويجعله عاطلا وهي دعوة خبيثة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب. وإني أسألهم: هل إذا وقع بكم هذا الترويع وهذا التخويف وهذا القتل أكنتم ستقولون ذلك؟ ولستم أرحم من الله تبارك وتعالي بعباده, فإن الله العليم الخبير الذي يعلم ما يحدثه ذلك الترويع في نفوس الآمنين هو الذي وضع تلك العقوبة الرادعة لأمثال هؤلاء. يري الدكتور صفوت البياضي( رئيس الطائفة الإنجيلية): الكتاب المقدس يعطي لنا مبادئ سلوكية لكي يكون الإنسان راضيا لديه قناعة ولا ينظر لما في يد غيره فيقول له: لا تشتهي مال قريبك, فلا يحق له أن يعتدي علي الممتلكات العامة أو الخاصة وألا يخضع لشهوات نفسه ولذلك يجب علي كل المؤسسات بداية من البيت والمدرسة والمسجد والكنيسة والإعلام أن تغرس في نفوس أطفالنا هذه المبادئ والقيم من الصغر, وأن نربيهم عليها, وللأسف الانفلات الأمني يساعد علي تفشي ظاهرة السطو المسلح ويشجع عليها, ولابد من تطبيق عقوبة رادعة فإذا قلنا قطع اليد فقد تظهر اعتراضات بأن هناك فرقا بين سرقة المال العام والمال الخاص, علي اعتبار أن اللص مشارك في الممتلكات العامة وأرد بأنه يمكن تطبيق عقوبة السجن والزامه برد ما سرقه, فلا يبرأ من التهمة بالحبس فقط, بل يظل دنيا عالقا في رقبته ولا يسقط حتي يرده.