ارتفعت خلال السنوات الأخيرة دعاوى كثيرة تطالب المسلمين بعدم الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف لأنه «بدعة منكرة»، وكان آخرها ما نادى به أخيرا الشيخ أبو عبد المعز محمد على فركوس، الذى يلقب بإمام السلفية فى الجزائر. ويرى إمام السلفيين الجزائرى أن النبى - صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده ولا مولد الأنبياء من قبله، وبالتالى فلا يجوز للمسلمين أن يحتفلوا بهذه المناسبة، ولم ينس أن يذكر عموم المسلمين بأن الإسلام جعل عيدين فقط لأتباعه، هما عيد الأضحى وعيد الفطر وبالتالى لا يجوز الاحتفال بغيرهما. أقول للشيخ فركوس وأمثاله وهم كثيرون فى بلاد المسلمين إن كثيرا من الفتاوى التى تصدرونها لا عائد حقيقى من ورائها وتعكس ضيق أفق وفهما قاصرا للدين الإسلامى الحنيف ومنها موقفكم من الاحتفال بالمولد النبوى الشريف. صحيح أن الرسول لم يحتفل بيوم مولده، ولكنه فى الوقت نفسه لم ينه عن الاحتفال به، ولم ترد آية فى القرآن تنهى عن فعل ذلك، وهذا مبرر كاف للاحتفال به، وبغيره من المناسبات الوطنية (عيد الاستقلال) والاجتماعية (عيد الأم) مادام لا يوجد نص صريح بتحريمها. أما القول إن الرسول لم يفعل (كذا) وبالتالى فهو حرام فأمر لا علاقة له بشريعة الإسلام وإلا كان استخدام السيارات والكومبيوتر واحتساء الشاى وقراءة الصحف وغير ذلك من الأمور التى لم يفعلها الرسول حرام لا يجوز للمسلمين فعلها. اتباع نهج السلف الصالح لا يعنى السير فوق خطواتهم تماما دون الحياد عنها أبدا، فهذا يعنى العودة بالمسلمين عشرات القرون إلى الوراء ولكن يعنى اتباع منهجهم فى التفكير وفقا لمقتضيات العصر ودون الخروج عن الأطر الإسلامية الصحيحة. [email protected] لمزيد من مقالات سامح عبد الله