تحقيق - محمود محرم فى كل عام يثار الجدل حول الاحتفال بالمولد النبوى إلا انه ومع حسم الأزهر الشريف لجواز الاحتفال بالمولد النبوى باعتباره بدعة حسنة ظهرت فى هذا العام الحديث عن حلوى المولد النبوى ومشروعيتها لاسيما أنها ليست من السنن المتعارف عليها شرعا بين الفقهاء. وكالعادة يظهر الخلاف من التيار السلفى تحت شعار البدعة إلا ان علماء الأزهر اكدوا جواز الاحتفال بالمولد النبوى وشراء الحلوى فيه من باب التوسعة على الاولاد وحتى يكون للمال الحلال مردود على صاحبه مؤكدين انها فرصة عظيمة لتعرف الناس على سيرة النبى «صلى الله عليه وسلم» وكيف عاش ولمذاكرة تاريخ النبى المهم فى حياة المسلمين عامة. ففى البداية يؤكد د. احمد الطيب شيخ الأزهر ان الاحتفال بالمولد النبوى ليس بدعة سيئة وهى تعبر عن ضرورة الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وتذكر الناس بأهمية ذلك فى كل وقت. وقال ردا على سؤال حول الاحتِفال بذِكرى مولد خير البشرية - صلى الله عليه وسلم- وما يُثار عادةً من جَدَلٍ حول إقامة هذه الذكرى : ولو سلَّمنا جدلاً بأنها بدعة فإنها بدعة حسَنة؛ فلا بد أن يكون مقام النبى - صلى الله عليه وسلم -حاضرًا بين الأمة الإسلامية فى كل حين. ويقول الشيخ اشرف الفيل من علماء الأزهر الشريف وإمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية: إن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف فيه قولان لأهل العلم، حيث يرى بعضهم أنه بدعة لأن النبى «ص» لم يحتفل به او يفعله من بعده الصحابة وهو دليل الرأى الأول بعدم الجواز أما الرأى الآخر فهو أنه جائز وأميل إلى هذا الرأى بالجواز. واشار إلى ان الجواز لأسباب منها انه اصبح الناس بعيدة كل البعد عن سنة النبى «ص» وعائلته الكريمة وأسرته بما فيها من زوجته وابنائه وتاريخه وهكذا ولو لغينا هذا الاحتفال فإن معظم الناس لن تصل إليهم هذه المعلومات لأنها تأتى فى وقت معين وتسأل ما هو مولد النبى «ص» فهى فرصة لكى نوضح لهم سيرة النبى متى ولد وكيف عاش ونذاكر الناس بهذا التاريخ المهم فى حياة المسلمين. اضاف أن شراء الحلوى فى المولد جائزة لأنه إذا كان الأمر مباحا فهى مباحة ما دامت نوعية الأكل مباحة فهى مباحة إنما غير المباح انه فى القرن الرابع الهجرى سنوا سنة غير محبوبة وهى ان الأمراء والملوك يعزمون الناس ليأكلوهم وعمل حفلات راقصة وماجنة وكلام من هذا القبيل والعلماء آنذاك حرموا الاحتفال بسبب ذلك وحرموا الخمور والرقص والمجون والفواحش التى كانت تدور باسم الاحتفال بمولد النبى «ص» لذلك حرمه العلماء لكن الآن لا يوجد هذا الموضوع واصبحت حلوى وهى مباحة اليوم او غدا إنما إذا كان الاحتفال على طريقة حضور كثير من الناس ورقص وشرب خمور فهذا امر لا يجوز. كما يؤكد د. إسماعيل شاهين نائب رئيس جامعة الأزهر السابق ان شراء الحلوى والتوسعة على الأولاد من باب الأفعال ليس محرما شرعا فهو أمر جائز لأن الشرع والشريعة الإسلامية حثت على التوسعة على الأولاد فيما هو نافع ومفيد وغير محرم فى المناسبات وقد قال الله تعالى «لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله» والقادر على شراء الحلوى اعتقد ان هذا الأمر مطلوب ومستحب منه فى المناسبات حتى يكون الأولاد فى مأمن من النظر إلى غيرهم وحتى يكون المال الحلال له مردود على صاحبه.. وتابع: لا يوجد اى ما يمنع هذه العادة مطلقا مشيرا إلى أن الاحتفال بالمولد النبوى والموالد عموما له حكم شرعى اذا كان لا يؤتى فيه بمحرم فهو جائز ومن ثم الاحتفال بالمولد النبوى والاعمال الدينية يجب ان يتركز فى الذكر وتلاوة القرآن وإخراج الزكاة وكفالة الايتام وغيرها من الامور الطيبة اما ارتكاب المعاصى من رقص واغان والتشويح والتلويح فهو امر منهى عنه. وأوضح ان الاحتفال بالمولد النبوى يذكرنا بأعظم مناسبة للرسول «ص» ويكون الاحتفال هو العمل بسنته واحياء لها ولا مانع أن نستمر فى المسجد أكبر فترة نصلى عليه «ص» بكل صيغ الصلاة عليه وهى أكثر من ألف صيغة اعتراضات سلفية وعلى الجانب السلفى كان الرأى دائما يميل للتحريم حيث يقول الشيخ اسامة القوصى الداعية السلفى إن الاحتفال بالمولد النبوى هو عادة وليس عبادة واذا تعاملنا معه على انه عادة فلابأس لانه عادة مصرية ترتبط بالعادات المصرية اكثر لان الموالد موجودة فى الديانة المسيحية كما هى موجودة فى الديانة الإسلامية المصرية ولا نجدها فى البلاد الأخرى وهى عادة فرعونية فى الأصل انتقلت إلى الرسالات الدينية التى دخلت إلى مصر فى كل الأديان ولا وجود للأعياد في الدين الإسلامى الا عيدى الفطر والأضحى. وتابع اما اذا كان عبادة فهى غير جائزة والنبى «ص» قبل الإسلام وجد بعض الصحابة يحتفلون ببعض الأيام مشيرا إلى ان ما يحدث فى هذه العادة من شراء للحلوى وغيرها فهو جائزة ما دام الشىء مباح وغير محرم. كما يرى جمال قاسم رئيس جمعية انصار السنة بالشرقية انه لم يرد عن النبي» صلى الله عليه وسلم» او السلف ان احتفل بمولده او قام به من بعده الصحابة بهذه العادة مشيرا إلى الاحتفال بالمولد النبوى هو بدعة منكرة، وأشار إلى ان شراء الحلوى فيه او اى شىء لم يرد عن النبى «ص» تفعلها الأمة الآن فهى غير جائزة.